التغلب على عقبة رئيسية في تطوير لقاح للإيدز

 حقق باحثو جامعة أوريغون للصحة والعلوم، تقدما كبيرا في مسار تطوير لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية، المسبب لمرض الإيدز، بعد اكتشاف جين في الفيروس المضخم للخلايا البشرية، قد يكون أعاق فعالية اللقاح في البشر.

والفيروس المضخم للخلايا البشرية، هو نوع من الفيروسات التي تنتمي إلى عائلة الهربس، ويتم استخدامه في إعداد اللقاحات، وتلعب جيناته دورا مهما في كيفية تفاعله مع الجهاز المناعي للإنسان، ونجح الفريق البحثي في اكتشاف جين يؤثر على الاستجابة المناعية اللازمة لنجاح اللقاح.

وتعد هذه النتائج، التي نُشرت في مجلة "ساينس إيميونلوجي"، خطوة إضافية نحو تطوير لقاح فعال للفيروس، المسبب لمرض الإيدز، مع احتمالات واعدة لاستخدامه في علاج أمراض أخرى مثل الملاريا والسرطان.

ويقول الدكتور دانيال مالولي، الأستاذ المساعد في معهد اللقاحات والعلاج الجيني في جامعة أوريغون للصحة والعلوم: "تُظهر أبحاثنا أن بعض جينات الفيروس المضخم للخلايا البشري قد تعوق الاستجابة المناعية المطلوبة لفعالية اللقاح".

وأضاف: "هذا الاكتشاف يساعدنا في تحسين تصميم اللقاحات بحيث تكون فعالة في البشر".

وفي الدراسة الأخيرة، قام باحثو جامعة أوريغون بإدخال 41 جينا خاصا بالفيروس المضخم للخلايا البشري، في الفيروس المضخم للخلايا الخاص بالرئيسيات لاختبار الاستجابات المناعية.

وقد اكتشفوا أن الجين (UL18) يمنع الاستجابة المناعية اللازمة من خلال التفاعل مع مستقبل مثبط على الخلايا التائية، مما يعيق إعادة برمجتها.

وقال مالولي: "هذا الاكتشاف أساسي لأنه يسمح لنا بتصميم لقاح يعتمد على الفيروس المضخم للخلايا البشري، دون الجينات التي قد تعوق نجاح اللقاح في البشر، مما يزيد من فرص نجاحه".

ويعد هذا الاكتشاف ثمرة عقود من العمل ، فمنذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عمل فريق جامعة أوريغون على تطوير منصة لقاحات تعتمد على الفيروس المضخم للخلايا.

وفي عام 2016، استحوذت شركة "فير بايوتكنولوجي" على شركة " توميجا فاكس" الناشئة التابعة لجامعة أوريغون، وبدأت التجارب السريرية للقاح فيروس نقص المناعة البشرية بدعم من المعاهد الوطنية للصحة ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.

وتجري الآن التجارب السريرية على البشر لاختبار اللقاح الذي صُمم بدون جين UL18، مما يقرّب الفريق من تحقيق لقاح يمكنه مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وكذلك تطوير لقاحات لأمراض أخرى.

وقال فريه: "هدفنا هو تطوير نوع جديد من اللقاحات ليس فقط لفيروس نقص المناعة البشرية، بل أيضا للسرطان وأمراض أخرى".