معلومات مثيرة حول صاحبة رخصة بيجر لبنان

 تتحدث سبع لغات، وحصلت على درجة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات، إنها كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو (49 عاما)، التي تشغل منصب رئيس شركة (بي.إيه.سي كونسالتينج) للاستشارات، صاحبة رخصة تصميم أجهزة بيجر.

وفي أعقاب تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) في أنحاء لبنان يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل تسعة وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين، أثيرت تساؤلات حول صاحبة رخصة تصميم أجهزة بيجر، التي وزعها حزب الله على عناصره قبل ساعات من الانفجارات المتزامنة التي ضربتها.

فماذا تقول سيرتها الذاتية؟

عملت «مديرة مشاريع» في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2008 و2009. إلا أن الوكالة قالت إن سجلاتها تشير إلى أن بارسوني أرسيدياكو تدربت هناك لمدة ثمانية أشهر. تتضمن مسيرتها المهنية أعمالا إنسانية أخذتها إلى أنحاء أفريقيا وأوروبا.

حصلت على شهادات عليا في السياسة والتنمية من كليتي الاقتصاد والدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن،

وفي العقد الأول من القرن الحالي، حصلت بارسوني أرسيدياكو على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة كوليدج لندن

لا تزال أطروحتها عن البوزيترونات متاحة على موقع الجامعة.

لكن يبدو أنها غادرت الجامعة دون أن تواصل مسيرتها العلمية.

وقال أكوش توروك، وهو عالم فيزياء متقاعد كان أحد أساتذتها في جامعة كوليدج لندن ونشر أبحاثا معها في ذلك الوقت، لـ«رويترز» عبر البريد الإلكتروني: «على حد علمي لم تشرع في أي عمل علمي منذ ذلك الحين».

كما تضمنت سيرتها الذاتية إشارة إلى عملها في عدة وظائف في مشاريع المنظمات غير الحكومية في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو

وفي سيرة ذاتية منفصلة على موقع «بي.إيه.سي كونسالتينج»، وصفت نفسها بأنها «عضو مجلس إدارة في معهد إيرث تشايلد»، وهي مؤسسة خيرية تعليمية وبيئية في نيويورك.

وفي تصريحات لـ«رويترز»، قالت دونا جودمان، مؤسسة المعهد، إن بارسوني أرسيدياكو لم يكن لها أي دور هناك على الإطلاق، مضيفة: «لقد كانت صديقة لأحد أصدقاء عضو بمجلس إدارة واتصلت بنا بخصوص وظيفة شاغرة في 2018، لكن لم تتلق دعوة للتقدم للعمل».

ولم يقدم الموقع الإلكتروني لشركة بي.إيه.سي كونسالتينج الذي أغلق بنهاية هذا الأسبوع تفاصيل تذكر عن أعمالها الفعلية في المجر.

وكتبت بارسوني أرسيدياكو في سيرتها الذاتية: «أنا عالمة أستخدم خلفيتي المتنوعة للغاية للعمل في مشاريع متعددة التخصصات لاتخاذ قرارات إستراتيجية (في مجالات سياسة المياه والمناخ والاستثمارات)».

وأضافت: «بفضل المهارات التحليلية واللغوية والشخصية الممتازة، أستمتع بالعمل والقيادة في بيئة متعددة الثقافات حيث يحظى التنوع والنزاهة والفكاهة بالتقدير».

أين تسكن؟ شقتها في بودابست مليئة بلوحات من رسمها

وفي شقتها تلك، تقف بوابة من الصلب على دهليز صغير يمكن من خلاله رؤية لوحات لعراة بألوان يغلب عليها البرتقالي والأحمر معلقة على الجدران.

وقالت امرأة تعيش في ذات البناية منذ عامين إن بارسوني أرسيدياكو كانت مقيمة بالفعل هناك عندما جاءت هي إلى المبنى ووصفتها بأنها طيبة وهادئة لكنها تتواصل كثيرا مع آخرين.

هواياتها: يقول منظم مجموعة للرسم إنها مارست تلك الهواية ضمن ناد في بودابست لكنها لم تحضر إليه منذ نحو عامين، مضيفًا أنها بدت تشبه سيدة أعمال أكثر منها فنانة لكنها كانت متحمسة ومنفتحة.

وقال أحد زملائها في الدراسة إن بارسوني أرسيدياكو نشأت في أسرة ببلدة سانتا فينيرينا في شرق صقلية لأب عامل وأمها ربة منزل وكانت تذهب لمدرسة ثانوية قريبة من منزلها. ووصفها ذلك الزميل بأنها كانت متحفظة للغاية في فترة شبابها.

بحسب نقاشات مع معارف لها وزملاء سابقين في العمل، فإنها:

امرأة على قدر مبهر من الذكاء

لكن مسيرتها المهنية متقطعة

دائمة التحول بسلسلة من الوظائف قصيرة الأمد التي لم تستقر فيها أبدا

شخص «يسهل استخدامه».

وقال أحد معارفها ممن تعرفوا عليها مثل آخرين في مناسبات اجتماعية في بودابست وطلب عدم ذكر اسمه، إنها «حسنة النية، وطباعها لا تشبه رجال وسيدات الأعمال. أقرب لشخص يحاول دائما تجريب أمر جديد، ويؤمن بسرعة بالأمور ويتحمس لها» مشيرا إلى أنها كانت تبحث عن مصدر دخل لأنها أرادت ترك وظيفة أخرى.

ماذا قال مدير سابق عنها؟ عين كيليان كلاينشميت، وهو مدير سابق مخضرم في مجال الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، بارسوني أرسيدياكونو في 2019 لإدارة برنامج ممول من هولندا لمدة ستة أشهر لتدريب الليبيين في تونس على مجالات مثل الزراعة المائية وتكنولوجيا المعلومات وتنمية الأعمال، لكنه وصفها بأنها مديرة «متنمرة» وقال إنه استغنى عنها قبل انتهاء عقدها.

وفي تصريحات لـ«رويترز»، أضاف: «كريستيانا.. أعتقد أنها كانت أحد أكبر أخطاء حياتي.. الأمر ببساطة كان بغيضا على المستوى الشخصي.. ثم في وقت من الأوقات قلت كفى. ربما كان يجب أن أفعل ذلك بسرعة أكبر. قلت هذا يكفي واستغنيت عن خدماتها قبل شهر من انتهاء عقدها».

ماذا قالت عن الاتهامات الموجهة إليها؟

بعد الكشف عن أن شركة (بي.إيه.سي كونسالتينج) للاستشارات، التي تشغل بارسوني أرسيدياكونو منصب الرئيسة التنفيذية والمالكة لها، هي التي لديها رخصة تصميم أجهزة البيجر من شركة التصنيع الأساسية التايوانية جولد أبوللو، قالت المرأة لقناة «إن.بي.سي نيوز»:

لم أصنع تلك الأجهزة

أنا مجرد وسيطة.

أعتقد أنكم فهمتم الأمر على نحو خاطئ

ومنذ ذلك الحين، لم تظهر علنا مرة أخرى. يقول جيرانها إنهم لم يروها كما بقيت رسائل تطلب منها التعليق دون رد. حتى شقتها في بناية عتيقة في بودابست أُغلقت.