كشفت دراسة حديثة أن بعض الفراشات، مثل فراشة السيدة المرسومة (فانيسا كاردوي)، يمكنها عبور المحيط الأطلسي بمساعدة الرياح.

وهذه الفراشات قادرة على تغطية مسافة 4200 كيلومتر بين خمسة إلى ثمانية أيام، مما يجعلها من بين أطول الرحلات المسجلة للحشرات.

وبدأت الدراسة عام 2013 عندما وصل سرب منهك من الفراشات إلى شواطئ غيانا الفرنسية بأجنحة ممزقة، وبعد تحليل الحمض النووي لحبوب اللقاح على الفراشات، تبين أنها قدمت من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بعد رحلة عبر المحيط.

وتشير نتائج الدراسة، التي نشرها موقع "ساينس ألرت" إلى أن الرياح التجارية القوية ساعدت الفراشات على عبور المحيط، وأنها بدون هذه الرياح، لم تكن لتقطع سوى 780 كيلومترًا قبل أن تنفد طاقتها، ويُبرز هذا الاكتشاف أهمية الرياح في نقل الحشرات عبر القارات.

وأشار عالم الحشرات جيرارد تالافيرا وفريقه إلى أن هذه الرحلات الملحمية تسلط الضوء على القدرات المذهلة لهذه المخلوقات الصغيرة، مشيرين إلى أن الفراشات تستخدم أجنحتها بشكل مقتصد، وتستغل الرياح لصالحها.

وتقول الدراسة، إن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم هجرة الحشرات بشكل أفضل، فقد تكون هذه الفراشات قد قطعت مسافات تصل إلى 7000 كيلومتر؛ ما يجعلها من بين أكثر الحشرات المهاجرة إثارة للإعجاب.