أبل آيباد برو الجديد .. تحت المجهر
على عكس نهجها في تحديث الهواتف الذكية استغرقت شركة أبل فترة أطول نسبياً في إطلاق الإصدارات الحديثة من الحاسوب اللوحي آيباد، لدرجة أنها لم تطرح أية موديلات جديدة خلال 2023، وهو ما سمح للمنافسين مثل سامسونغ ومايكروسوفت بتنفس الصعداء.
ولكن وضع هذه الشركات المنافسة أصبح أكثر تعقيدا مع قيام الشركة الأمريكية بطرح الحاسوب اللوحي آيباد برو 11 بوصة، وقد أظهر الاختبار العملي مدى صعوبة تسجيل نقاط ضد شركة أبل الرائدة.
وترجع هذه الصعوبة إلى ثلاثة أسباب رئيسية، أولاً: أن الموديلات الفاخرة من الحاسوب اللوحي آيباد برو أصبحت أكثر نحافة وأخف وزناً من الموديلات السابقة، ثانياً: اعتمدت الشركة الأمريكية لأول مرة في الحواسيب اللوحية على المعالج M4 الجديد فائق الأداء، بالإضافة إلى أن الحواسيب اللوحية الفاخرة تزخر بشاشات ساطعة بتقنية OLED.
أنحف حاسوب لوحي
ويأتي الحاسوب اللوحي آيباد برو الكبير (13 بوصة) بوزن 582 غراماً، ولا يتعدى سُمك الجهاز 5.1 ملم، وبالتالي فإنه يعتبر أنحف حاسوب لوحي صنعته شركة أبل على الإطلاق، وأظهر الاختبار العملي أن الفرق مع الموديل الأصغر قياس 11 بوصة لم يعد كبيراً في الحياة اليومية؛ نظراً لأنه تم تقليص حجم الحاسوب اللوحي آيباد برو الأصغر.
ولا يتعدى وزن جهاز آيباد برو (11 بوصة) 447 غراماً ويأتي بسُمك 5.4 ملم. ولم تظهر في الاختبار العملي أية عيوب للتصميم النحيف؛ حيث لم تكن هناك أية شكوك حول صلابة ومتانة جسم الجهاز.
المعالج M4 الجديد
وبفضل اعتماد الشركة الأمريكية على المعالج M4 الجديد فقد منحت الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد قوة حقيقية؛ حيث يمكن للنطاق الموجود داخل نظام المعالج، وهو المسؤول عن الذكاء الاصطناعي والمعروف باسم المحرك العصبي (Neural Engine)، القيام بما يصل إلى 38 تريليون عملية حسابية في الثانية.
وتتجلى قوة المعالج M4 أيضاً في جودة الشاشة؛ حيث اعتمدت الشركة الأمريكية لأول مرة على تقنية OLED، والتي تمتاز بعرض الألوان بشكل رائع مع تباين جيد وتشبع اللون الأسود.
وتسعى أبل أيضاً إلى التخلص من عيوب تقنية OLED، والتي تتمثل في ضعف درجة السطوع، وأكدت الشركة الأمريكية على أنها اعتمدت في الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد على "شاشة OLED ترادفية"؛ وهي عبارة عن شاشتين OLED يتم تركيبهما فوق بعضهما البعض لضمان الحصول على درجة سطوع أعلى، ولكن هذا يعني أيضاً أن المعالج M4 يجب أن يتحكم في ضعف عدد البيكسلات مقارنة بالموديلات السابقة.
ولا تقتصر مزايا المعالج M4 على توفير الأداء الفائق فحسب، بل إنه يساعد على توفير الطاقة أيضاً؛ حيث إنه يشتمل على ستة أنوية للكفاءة وموفرة في استهلاك الطاقة.
وبعد تقديم الموديلات آيباد برو الجديدة والنحيفة للغاية ظهرت بعض المخاوف بشأن فترة تشغيل البطارية بسبب تقلص المساحة المتوفرة لتركيب البطاريات، إلا أن الشركة الأمريكية أوضحت أن متوسط فترة تشغيل البطارية يبلغ 10 ساعات.
ولكن نتائج الاختبار العملي أظهرت أن الحاسوب اللوحي آيباد برو يتمتع بفترة تشغيل أطول مما أعلنت عنه الشركة الأمريكية؛ حيث امتدت فترة تشغيل البطارية أثناء تصفح الإنترنت إلى 15 ساعة، وامتدت إلى 16 ساعة عند تشغيل أفلام SDR مخزنة على القرص الصلب، وبالتالي فإن شحن البطارية لمرة واحدة يكفي استعمال المستخدم ليوم عمل كامل.
كاميرا السيلفي
وإلى جانب الابتكارات الكبيرة؛ مثل الوزن الخفيف والأداء الفائق وكفاءة الطاقة، يمتاز الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد بالعديد من التحسينات الصغيرة، والتي تأخرت بالفعل كثيرا، ومنها على سبيل المثال قرار مطوري آيباد بوضع كاميرا السيلفي أخيراً على الجانب الطولي للجهاز، وبالتالي يظهر المستخدم في مؤتمرات الفيديو بواسطة تطبيقات Zoom وWebEx وTeams أو على المنصات الأخرى بشكل أكثر طبيعية؛ نظراً لأن المستخدم يمكنه النظر في الكاميرا مباشرة.
ومن ضمن التجديدات الأخرى افتقار نظام الكاميرا على الجانب الخلفي للحاسوب اللوحي العدسة الواسعة للغاية، والتي كانت متوافرة في الموديل السابق؛ حيث يكتفي المستخدم الآن بالكاميرا واسعة الزاوية فقط، ولكن في مقابل ذلك يتوافر فلاش متوائم، والذي يقوم بمواءمة شدته حسب موضوع التصوير وتبعاً للمسافة، ويعمل هذا الفلاش في الحاسوب اللوحي على تسهيل مهمة المسح الضوئي للمستندات.
الواقع المعزز
وإلى جانب الكاميرا الرئيسية يشتمل الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد على مستشعر LiDAR، الذي يساعد مع تطبيقات الواقع المعزز (AR) في رصد أبعاد الغرفة ووضع الأشياء في مكانها بصورة أفضل.
ونظراً للتصميم النحيف للحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد فإنه لم تعد هناك مساحة لتركيب بطاقة SIM التقليدية، والتي تم استبدالها ببطاقة eSIM. وعلى صعيد الجوانب التقنية فإن هذه البطاقة تعتبر بمثابة تطوير وتحديث للبطاقة التقليدية.
أداتان لإدخال البيانات
وقامت الشركة الأمريكية بترقية الحاسوب اللوحي آيباد برو الجديد من خلال الاعتماد على أداتين لإدخال البيانات؛ قلم إدخال البيانات الجديد أبل Pencil Pro ولوحة المفاتيح Magic Keyboard.
ولا يختلف التصميم الخارجي لقلم إدخال البيانات الجديد عن قلم أبل Pencil القديم، ولكن يمكن للمستخدم الضغط عليه في الثلث السفلي واستدعاء الوظائف، وبالتالي يمكن إظهار لوحة الأدوات في برنامج الرسم، حتى يتم ضبط حجم الفرشاة بسرعة، بالإضافة إلى شعور المستخدم باستجابة لمسية، ما يجعل عملية الاستعمال بديهية للغاية.
ويتعرف قلم إدخال البيانات حالياً على التدوير؛ حيث يمكن للمستخدم تغيير ضربة الفرشاة من خلال تدوير القلم حول محوره، ولكن للأسف لا يعمل قلم Pencil الجديد مع موديلات آيباد القديمة، كما أنه لا يمكن استعمال أقلام أبل Pencil القديمة مع جهاز آيباد برو الجديد.
وتأتي لوحة المفاتيح Magic Keyboard المُعاد تصميمها بالكامل مزودة بإطار من الألومنيوم بدلاً من اللدائن البلاستيكية المطلية، وهي تشبه لوحة المفاتيح الموجودة في جهاز ماك بوك، وعند طي لوحة المفاتيح فإن سُمك الحاسوب اللوحي آيباد وحافظة لوحة المفاتيح يزيد بمقدار واحد ملليمتر على سُمك الجهاز ماك بوك Air M2، ويصل وزنهما إلى 1026 غراماً، وهو أقل من وزن أخف موديل ماك بوك.