الحرب النووية.. هاجس البشرية ونذر الانقراض
نحو ثمانية عقود مرت على إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، مرت وتركت من آثارها هاجساً يشغل العقل الجمعي للإنسانية، كرسته حوادث تسرب نووي شهدتها عدة دول كانت نتائجها كارثية.. ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، عادت تلك المخاوف لتعكر قراءات المستقبل في حال تطور الأوضاع إلى حرب نووية.
أخيراً، نشرت مجلة "نيتشر" العلمية نتائج دراسة لعلماء أمريكيين، لتأثير حرب نووية مفترضة في البيئة، وتداعياتها على الأمن الغذائي في العالم وحياة الإنسان على كوكب الأرض.
ودرس العلماء في جامعة "روتجرز" في ولاية نيوجيرسي الأمريكية سيناريوهات افتراضية لحرب نووية.. وخلصوا إلى أن قصف المدن والمراكز الصناعية بقنابل نووية سيكون سبباً في عواصف نارية، وتلويث للغلاف الجوي بانبعاثات نواتج الاحتراق.. ما سيؤدي إلى تغيرات مناخية وتقليص في كميات الأغذية في البر والمحيطات.
وأشارت الدراسة إلى أنه في حال انبعاث أكثر من 150 تيراغرام من "السناج" وهو جسيمات الكربون الناتجة عن الاحتراق غير الكامل للهيدروكربونات، إلى الجو، سيتقلص استهلاك الحبوب بنسبة 90% بعد 3 أو 4 سنوات.
وأظهرت الخرائط التي أوردتها الدراسة، أن أستراليا والأرجنتين ستتمكنان من الحفاظ على المستويات الطبيعية لاستهلاك الأغذية حتى مع أقصى قدر ممكن من انبعاثات "السناج".
وأضافت الدراسة أن نيوزيلندا ستكون أيضاً من الدول الأقل تضرراً، لكن المنطقة قد تواجه تدفقاً من المهاجرين من آسيا والدول الأخرى التي ستعاني من نقص المواد الغذائية.
وبحث العلماء آثار النزاعات بين دول مختلفة، بما فيها بين روسيا والولايات المتحدة. وتشير تقديراتهم إلى أن حرباً نووياً بين هذين البلدين قد تؤدي إلى مصرع أكثر من 5 مليارات نسمة، وسيعاني الكوكب من "شتاء نووي" ونذر انقراض الجنس البشري.