الأرصاد الجوية والدور المغيب

جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
 
لعبت الأرصاد الجوية دورها في العقود الماضية في عملية التنبؤ الجوي وكانت المصدر الوحيد للمعلومة، ولكن مع تطور شبكات الانترنت والاتصالات وتطبيقاتهما، أصبحت المعلومة متاحة للجميع وتحتاج فقط الى الخبرة في قراءة الخرائط الجوية العالمية وبالذات تلك الخرائط التي تغطي حوض البحر المتوسط.
 
وكوننا في عالم البقاء فيه للأقوى علميا وللذي يسعى دائما للتطور ومتابعة التكنولوجيا، تراجع أداء الأرصاد الجوية لأسباب عدة أهمها عدم الاهتمام بالتطوير وعدم تحديث أجهزة القياس والتنبؤ وعلى رأسها الرادار الجوي، الذي تفتقد له الدائرة رغم وجوده فيها منذ بداية التسعينات وضمن منحة شملت مشروع الاستمطار في حينه، ولكن لأسباب لا أعلمها فإن الرادار الذي تم تركيبه في التسعينات كان يعاني من مشاكل فنية، فلم يعمل منذ تركيبة وأعتقد أنه مازال غير عامل، والسبب الثاني يكمن في عقلية المدير في حينه والذي أعاق مشروع الطائرة الخاصة بالاستمطار، كون عملية الاستمطار تتعارض مع اعتقاداته الدينية وكان يعتبر ذلك حراما.
 
أذكر أنني في مطلع عام 1999 كنت خريجا حديثا، أحمل درجة الدكتوراة في هندسة الرادار ورسالة الدكتوراة كانت بموضوع اكتشاف الاضطرابات الجوية أثناء طيران الطائرة لتفادي الوقوع بها، راجعت الأرصاد الجوية للحصول على عمل بها، وقابلت المدير العام في حينه، وقال لي آنذاك: أعينك اذا أصلحت لنا الرادار الجوي الموجود. وقد علمت منه أن الرادار المتطور في حينه لا يعمل وقد تم تركيبه وهو لا يعمل وعجزت جهود المختصين التقنيين على اصلاحه. وهذا الشرط كان تعجيزيا حتى لا أحصل على عمل.
 
أذكر ومن خلال علاقتي بالزملاء في الأرصاد الجوية بأن المتنبئ الجوي المعتمد حاليا الأستاذ محمد الشاكر صاحب موقع طقس العرب الذي يثق به الجميع، تلقى تدريبه في بداية مشواره المهني على يد المختصين في الأرصاد الجوية، ولكنه وبسبب حبه لهذه المهنة استطاع أن يتقنها وبسبب الدعم المباشر من الاعلام والجهات ذات العلاقة، استطاع أن يتجاوز الجهة المختصة في هذا المجال ويصبح المرجع الذي يثق به الجميع، رغم أنه وحسب اعتقادي لا يملك أجهزة القياس والتنبؤ، ولكنه يستطيع وفريقه تحليل الخرائط الجوية والتنبؤ شبه الدقيق بالحالة الجوية.
 
اذا حب العمل وتطوير الذات والدعم اللازم أسرار النجاح والتميز والتفوق.