هل بالإمكان تقديم كتب مدرسية متطورة ؟
جفرا نيوز- كتب: الدكتور ذوقان عبيدات
كتب أمس عن الكتب المدرسية الصادرة حديثاً، وهل أحدثت الفرق المطلوب بما يساوي كلفتها المالية؟ و ثار عقب مقالة أمس أسئلة جديدة مثل:
هل يمكن إصدار كتب وطنية علمية حداثية رشيقة متكاملة مترابطة عميقة... الخ؟
الجواب: نعم! لدينا من القدرة على ذلك إذا توافرت الإرادة والوعي لإتاج هذه الكتب، والمقصود بهذا:
1.الوعي بأهمية تقديم كتب يقودها تربويون وسيكولوجيون إلى جانب مختصي المادة الدراسية. أما مختصو المادة وحدهم فسيكررون ما أنتجوه عبر عشرات السنين.
2.الوعي بأهمية البحث عن مؤلفين لديهم الرؤية والفلسفة بنوعية جديدة من الكتب تستند إلى :
•الكتاب ليس مادة دراسية أو جزءاً من مادة دراسية. تقدم إلى الأطفال بل هو أطفال يناقشون مادة دراسية ويأخذونها إلى حيث يريدون بدلاً من أن تأخذهم المادة إلى حيث تريد.
فالتاريخ ليس سردًا لأحداث، والجغرافيا ليس مسحاً لتضاريس، والتربية الوطنية ليست معلومات عن مؤسسات الوطن، واللغة العربية ليست نصوصاً وإعراباً ..
3.ولست مخترعاً للعجلة حين أقول : الكتب لا تعلم الأطفال مادة دراسية، بل تعلمهم مهارات حياتية تشتق من تفاعلهم مع المادة الدراسية، فالطلبة أكثرسعة من جميع المواد.
4.والتربويون يعرفون أننا نضع في الكتب مفاهيم وليس معلومات وشتان بينها.
المفاهيم تتحدث عن العدالة والقوى الفاعلة وحركة المجتمع ونشوء السلطة وأنواعها، والحقوق والتطور والتعبير... وليس عن حدث معين: متى و أين وكم وماذا؟
نأمل أن نمتلك الحكمة والحياد والموضوعية والفلسفة اللازمة لإعداد المؤلفين وتدريبهم بل واختيارهم وفق أسس الكفاءة لا ما نعتقده فيهم من كفاءة!!
وأخيراً، نريد أن نقول لمؤلفي الكتب، نريد كتباً تعلم الطلبة:
كيف يبحثون عن أنفسهم و مجتمعهم في التاريخ، وكيف يرون مستقبلهم، لا نريد مؤرخين بل باحثين، ولا نريد جغرافيين بل باحثين في الجغرافيا، ولا فلاسفة بل باحثين في الفلسفة، ولاشعراء بل متذوقين. ولا علماء لغة بل باحثين في اللغة..وهكذا..
فماذا هم فاعلون؟