الإشاعة والحقيقة بالسوشال ميديا .
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي . قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۢ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًۢا بِجَهَٰلَةٍۢ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَٰدِمِينَ)
قبل فترة زمنية ظهرت هجمات قوية على السوشال ميديا مفادها بأن هناك شخصان قد توفيان نتيجة سقوطهما بحفرة على إحدى شوارع العاصمة عمان والتي كانت الأمانة تعمل على صيانة مجاريها ، وأن الأمانة خلفت حفرة ورائها ولم يغلقوها ، عندها قامت القيامة على الأمانة والقرعة على ام القرون ، وصارت هناك الحرب الشرسة و التهجمات والتهكمات على الأمانة وأمينها ، ولكن بعد البحث والتحري تبين أن هذان الشخصان اللذان توفيان كانا من الباحثين عن الدفائن وهما اللذان من قاما بحفر هذه الحفرة للبحث عن الذهب واصطدما بنفق قديم أو مغارة أثناء البحث حيث وقع بهما سقف المغارة وانهارت عليهما وتوفيان .
الغريب أن من استغلوا هذه الحادثة بالهجوم على الأمانة وعمالها لم يعتذروا ولم يصححوا المعلومة ، بل صمتوا واقفلوا الموضوع وكأن شيئا لم يكن .
كما وظهرت مؤخرا أيضا هجمات قوية على السوشال ميديا تقذف وتخون إحدى الشركات الكبرى التي تستورد اللحوم من الخارج وبالمقابل الترويج لشخص يدعي انه هرب إلى جورجيا ليقيم مزرعة اغنام ، وأن هذا الشخص قادر على توفير اللحم الجورجي بسعر 4 دنانير للمستهلك في الأردن ، وصارت الحملات التهكمية والحرب الضروس على وزارة الزراعة والشركة المستوردة للحوم ، وبنفس الوقت كان هناك التمجيد والتبجيل للمواطن الأردني المخادع الذي ضحك على السوشال ميديا وعلى الشعب من خلال تصويره لفيلما ساخرا أو أكذوبة ودعابة غير حقيقية .
ولكن و بعد البحث والتحري تبين أن هذا المواطن الذي أشعل مواقع التواصل الإجتماعي بالمديح له وبنفس الوقت أيضا أنه تعرض للتهديد والوعيد من قبل أصحابين الشركات المستوردة للحوم بأنه مخادع وغير صادق بشهادة أقربائه وواقع الحال ، فكيف لنا أن لا نفكر ولو للحظة واحدة بأن لحمة الخراف في جورجيا يتجاوز سعرها الحقيقي 4 دنانير للكغم الواحد ، فكيف استطاع هذا المخادع بأن يخدعنا وأنه يستطيع توفيرها للمستهلك الأردني بمبلغ 4 دنانير .
فهذه الحقيقة التي لم و لن يتقبلها الناشطون على التواصل الاجتماعي ولم ولن يقتنعوا بها ، وكل هذا نتيجة أنهم لم يتحققوا ولم يتحروا الحقيقة ولأنهم اعتمدوا الإشاعة فقط .
فكم هناك من ضحية في هذا الوطن خلفتها وسائل التواصل الإجتماعي والناشطون الذي فقط ينقلون أو يعلقون ولكنهم في حقيقة الأمر أنهم يقتلون ويدمرون ويقذفون كل الأنفس والأعراض والممتلكات .
ومن الواجب علي أن أشير إلى المجني عليها والضحية التي هي الشركة المستوردة اللحوم وما تقوم به من نشاطات و تجارة عامة ، فهل لنا أن نسأل انفسنا ولو سؤال واحد فقط ألا وهو : ما هي النتائج التي سوف تتحقق لو توقفت هذه الشركة عن العمل وجمدت كل أعمالها بالأردن ؟؟ وكم ستصبح لدينا كيلوا اللحمة البلدي بالأردن لو وقفوا استيراد اللحوم من الخارج ؟؟ وكم يعمل في هذه الشركة من عامل أردني ومحلات واراضي مستأجرة لها ؟؟ وكم تملك هذه الشركة من البواخر في البحر وماذا تدفع للدولة من ضرائب ورسوم ؟؟ وهل لها نشاطات خيرية أوتقدم معونات للناس المحتاجة بالأردن؟؟
واخر سؤال هو !! هل هناك شركات أخرى قادرة على منافستها لتحل محلها .
وأخيرا اقول اتقوا الله في بعض شركاتنا الوطنية التي تهاجمونها لمجرد أنهم يملكون القدرة على التجارة ونجحوا بها ، اتقوا الله لأنكم عظمتم النصابون والمخادعون والكذابون ومجدتموهم وبالمقابل قذفتم وقدحتم واغتلتم الذين يخدمون الوطن فقط لأنهم أغنياء بالفكر والعمل والمال .