فنانون عراقيون يعيدون بالرسم الحياة إلى أحياء تراثية
جفرا نيوز - يرسم فنانون عراقيون جداريات زاخرة بالألوان على جدران الأزقة الضيقة في بغداد، لإعادة الحياة إلى أحياء تراثية لكنها مهملة.
وتصوّر الرسوم الملونة الزاهية، التي يخطّها فريق "أثر الفراشة"، مشاهد من الحياة اليومية لسكان بغداد في الماضي، إضافة إلى شخصيات مشهورة وُلدت في هذه المنطقة، لتجعل تلك الرسوم من المنطقة والحي أكثر جذباً ليس لسكانهما فحسب، بل لعراقيين من مناطق مختلفة أيضاً، لمشاهدة تلك الأعمال الفنية.
ويقول أمير الجبوري، أحد سكان الحي، "المنطقة كانت تراثية سابقاً وبمرور الزمن انهملت. فهؤلاء الشباب رجعوا برسمهم للشناشيل... برسمهم للشخصيات من أهل الكاظمية العمالقة، أعادوا الروح وأعادوا تراثها. وصارت المنطقة محط أنظار كل الناس. سابقاً، ما كان أحد يعرفها، هسه صارت أكثر الناس تجي... الشباب من غير مناطق تجي تصور تتونس... عوائل يجون هنا يتونسون ويشوفون هذه الرسومات الجميلة".
ومعظم أفراد فريق العمل الجماعي يعملون في الطلاء والرسم في قطاع التشييد ومعهم متطوعون يحظون بفرصة استغلال مهاراتهم في الرسم بطريقة أكثر ابتكاراً.
ويقول قائد الفريق علي خليفة (48 سنة) إن مزيداً من الناس يطلبون منهم رسم مناطقهم وجدران منازلهم، وهو مشروع يسعدهم أن يكملوه لإعادة الحياة إلى أحياء بغداد التراثية المحبوبة.
ويروي عن البداية، قائلاً "أول رسمة كانت لمنطقة الكاظمية. طبعاً، هي منطقة تراثية... منطقة شعبية. نفذنا عليها فكرة رسمة بغدادية. صراحة، ما كنّا نتوقع أن هذه الرسمة بهذا المكان راح توصل بشكل كبير... خلال يوم واحد، وصلت على مستوى التواصل الاجتماعي. وفي الوقت ذاته، اتصلوا بينا عدة ناس من أهالي المنطقة أنه نرسم لهم أكبر عدد من هذه المنازل. إحنا فرحنا ورحبنا بالفكرة وشفنا تشجيع من الناس أنه تحب هذه الأفكار".
ويرى خليفة أن تلك الرسوم هي وسيلة لجذب الانتباه لمناطق مهملة، ويقول "اخترنا المناطق الشعبية لأن هذه المناطق التراثية شفنا بيها إهمال. مناطق مهملة... البيوت بدأت تتهدم، ما حد ينظر إليها بصراحة. إحنا من جينا رسمنا هذه المناطق... صار عليها إعلام قوي".
أما عن اختيار الرسوم، فيقول قائد الفريق "نختار المنطقة فحسب... فإذا كانت هذه المنطقة تراثية، نرسم بيها رسومات تراثية ونرسم بيها شخصيات معروفة أدبية... حتى نعكس صورة وحياة الناس إللي كانوا عايشين بهذا الزمن... الزمن الجميل إللي كانوا عايشين بيه أهلنا في السابق... ونبيّن حياتهم شلون كانت والحياة البغدادية البسيطة".