ضلوا طريقهم فاصطدموا بالعرب وتلقُّوا هزيمة ساحقة! عندما قرر الفايكينج غزو روما فهُزموا في الأندلس
جفرا نيوز - عُرف الفايكينج بمغامراتهم الطموحة، وغزواتهم الدموية في جميع أرجاء العالم القديم، خلال عصر الفايكينج الذي امتد بين أعوام 793–1066 ميلادياً، وعانى غرب أوروبا بالأخص من خطرهم المحدق، ولكن بعد أن هاجموا ونهبوا كل البلاد الكبيرة في أوروبا، من هولندا لفرنسا وإنجلترا وإسكتلندا وأسبانيا للإمبراطورية البيزنطية، حولوا أنظارهم لأكبر وأشهر مدينة أوروبية، روما، وسمعتها من الإمبراطورية القديمة، وفي 859م انطلق اثنان من أبناء راجنار لوثبروك، بيورن الحديدي وهايستين، مع أسطول ضم 62 سفينة لغزو روما.
الطريق إلى روما
في طريقهم هاجموا سواحل فرنسا وإنجلترا، ومروا على جنوب الأندلس لكن واجهوا مقاومة كبيرة ومنظمة من العرب هناك، وعندما حاولوا مهاجمة مدينة إشبيلية هُزموا شر هزيمة، وسقط من صفوفهم تقريباً 1000 ووقع 400 آخرون في الأسر، لكنهم كالعادة لم يلقوا بالا لهذه العقبة المؤقتة، وأكملوا طريقهم صوب البحر المتوسط.
تصدى مسلمو إشبيلية لحملة الفايكينج
ثم عبروا مضيق جبل طارق، وأنزلوا غضبهم على شمال إفريقيا وهاجموا كل بلاد الساحل، وكانت أول مرة يصل الفايكينج لهذه المناطق، وكانوا بالأساس يستهدفون اختطاف القرويين بغرض بيعهم في أسواق العبيد فيما بعد، الذين أطلقوا عليهم "الشعوب الزرقاء" في شمال إفريقيا، ولا يوجد تفسير بالضبط عن سبب التسمية، ويُقال إنهم وصلوا لسواحل مصر، قبل التوجه إلى إيطاليا.
وبما أن البحر المتوسط وجنوب أوروبا كانت منطقة غريبة عليهم، فلم تكن لديهم أي فكرة عن موقع مدينة روما بالتحديد، فاستمروا في التحرك تجاه شمال إيطاليا، حتى وجدوا أنفسهم أمام مدينة ضخمة محاطة بأسوار عالية، وتبدو عليها مظاهر الغنى والثراء الكبير، اعتقدوا أنها روما.
حيلة الفايكينج
لكن واجهت الحملة مشكلة كادت تسبب أزمة، فلم يكن هذا الجيش مسلحاً بمعدات للحصار، أو مهاجمة الأسوار العالية، كذلك لم تكن أعدادهم تكفي لشن هجوم واسع على المدينة، لذلك قرروا استخدام الخديعة.
وصلت مجموعة صغيرة من محاربي الفايكينج لبوابة المدينة، وادَّعَوْا مرض القائد واقترابه من نهاية حياته، وأن أمنيته الأخيرة هي التعميد في كنيسة المدينة، بالطبع لم يصدق القساوسة وانتابهم القلق، وأرسلوا مجموعة من الرهبان إلى معسكر الفايكينج لمعاينة الأوضاع والتأكد من صحة القصة.
وبالفعل وجدوا قائداً مريضاً وعاجزاً عن الحركة، فقاموا بتعميده سريعاً ورحلوا، بعد أيام قليلة عاد وفد الفايكينج من جديد، وأعلنوا وفاة القائد ووصيته أن يدفن في المقابر المسيحية، بما أنه اعتنق الدين في آخر أيامه، هنا صدقتهم الكنيسة ووافقوا على دخول مجموعة محدودة تحمل جثة القائد، وحضورهم مراسم الدفن.
ولكن عند وضع الجثة في القبر، أخذ الفايكينج خطوتين للخلف، وفجأة قام القائد من قبره وأخرج سيفه، وتبعته المجموعة وقتلوا الحاضرين، وأسرعوا في فتح بوابة المدينة، ودخل باقي جيش الفايكينج، ونهبوا المدينة.
لكن كانت الصدمة الكبيرة، تلك لم تكن روما!
المدينة الخطأ!
في ساحة المدينة، جمع القائد هايستين سكان البلدة، ووقف يخطب فيهم ويعلن نفسه قاهر روما أمام الناس، حتى قام أحد العامة بتصحيح خطابه أن تلك ليست روما، بل مدينة تسمى Luna!
ومن الصدمة، دخل الفايكينج في حالة غضب كبيرة، وذبحوا المدينة بأكملها وحرقوها، أخذوا من تبقى كعبيد معهم ورحلوا، حاولوا لفترة أن يجدوا روما، لكنهم قرروا سريعاً العودة لموطنهم، خصوصاً أن سفنهم كانت مليئة بالكنوز والذهب والعبيد، وحققوا أكثر مما كانوا يتوقعون.
لكنهم أغفلوا تفصيلة حيوية ومهمة للغاية، ألا وهي حاجتهم لعبور مضيق جبل طارق مرة أخرى، والاشتباك مع العرب من جديد، علماً أنهم فشلوا في الانتصار هناك في المواجهة السابقة، وبالفعل كان العرب في انتظارهم بأسطول ضخم، وأعداد كبيرة من المحاربين، وقامت معركة ضخمة، نجح فيها العرب بتدمير وأسر عدد كبير من سفن الفايكينج، وعادت 20 سفينة فقط من 62 في بداية الحملة!
المصادر:
https://vikinghistorytales.blogspot.com/…/860-charles…*
*https://www.history101.com/bjorn-ironside-invaded-wrong…/
*FLYINGTHEBLACK FLAG: A Brief History of Piracy, by Alfred S. Bradford