بهدف قاتل .. فرنسا تبلغ نهائي الأمم الأوروبية لملاقاة إسبانيا
جفرا نيوز - بسيناريو جنوني وهدف قاتل، بلغت فرنسا بطلة العالم نهائي دوري الأمم الأوروببة لكرة القدم الخميس، بعد أن عوّضت تأخرها بهدفين إلى فوز قاتل 3-2 على بلجيكا في الدقيقة الأخيرة في تورينو، لتضرب موعدًا مع إسبانيا في نهائي الأحد، على ملعب سان سيرو في ميلانو.
وتقدمت بلجيكا بهدفين في الشوط الأول عبر يانيك كاراسكو (37) وروميلو لوكاكو (40)، قبل أن تقدم فرنسا شوطًا ثانيًا هائلا سجلت خلاله ثلاثة أهداف عبر كريم بنزيمة (62)، كيليان مبابي (69 من ركلة جزاء) وتيو هرنانديز (90) في مباراته الدولية الثانية فقط، بعد دقيقتين من إلغاء هدف للوكاكو بداعي التسلل.
وكانت إسبانيا أقصت الأربعاء، إيطاليا بطلة أوروبا في سان سيرو 2-1 لتبلغ النهائي.
وفشلت بلجيكا في الثأر من فرنسا التي أقصتها من نصف نهائي مونديال روسيا 2018 في طريقها إلى اللقب.
وبدت بلجيكا قريبة من بلوغ أول نهائي لها في بطولة ما منذ حلولها وصيفة لألمانيا الغربية في كأس أوروبا 1980، إلا أن البحث عن لقب مع الجيل الذهبي سيستمر مع توالي الإخفاقات، إذ يعود التتويج الوحيد في تاريخها إلى ذهبية أولمبياد 1920 على أرضها في أنتويرب.
وقال مدرب فرنسا ديدييه ديشان بعد الفوز "كنا سيئين في الشوط الأول بصراحة. حصل المنتخب البلجيكي على 20 دقيقة جيدة خلال هذا الشوط ونجح في تسجيل هدفين، ثم غابت خطورته تماما بعد ذلك".
وتابع المدرب الذي قاد بلاده إلى المجد في روسيا "خضنا شوطا ثانيًا كبيرًا من خلال الضغط الكبير على المنافس وقد أظهر لاعبو فريقي قوة شخصيتهم. لم يكن أحد يعتقد بقدرتنا على قلب الأمور في صالحنا في الشوط الثاني لكننا كنا نريد الذهاب إلى النهائي وقد حققنا هدفنا".
ودخل المنتخبان المواجهة بهدف تعويض الخيبة القارية هذا الصيف بعدما خرجت فرنسا ونجومها بشكل مفاجئ من الدور الـ16 لكأس أوروبا ضد سويسرا بركلات الترجيح بعد أن كانت متقدمة 3-1 قبل 15 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.
أما المنتخب البلجيكي متصدر التصنيف العالمي بقيادة المدرب الإسباني روبرتو مارتينس، كان سقط أمام إيطاليا في الدور ربع النهائي.
وشهدت المباراة مشاركة تيو هرنانديز ظهير ميلان الإيطالي إلى جانب شقيقه لوكاس مدافع بايرن ميونيخ الألماني ليصبحا أول شقيقين يشاركان أساسيين لفرنسا منذ جان ولوسيان لوريان في 1932.
ودخلت فرنسا المواجهة بفورمة غير مقنعة، بعد فوزها 2-صفر على فنلندا في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 الشهر الفائت، كان الأول بعد سلسلة من خمسة تعادلات.
وغاب عن صفوف منتخب الديوك لاعب الارتكاز المتألق نغولو كانتي بعد إصابته بفيروس كورونا قبل مباراة فريقه تشلسي الإنجليزي التي خسرها أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الفائت.
شوط ثان فرنسي ونهاية جنونية
بدأت بلجيكا المباراة بقوة وحصلت باكرًا على فرصة بعدما شتت المدافع جول كوندي كرة خاطئة من عرضية لتتهيأ أمام كيفن دي بروين من مسافة قريبة سددها نحو المرمى وارتدت من الدفاع في طريقها إلى الشباك، إلا أن الحارس هوغو لوريس قام بتصدٍ بطولي مبعدًا الكرة إلى ركنية (4).
وظهرت الثغرات في دفاع رجال ديشان الذي لعب بتشكيل 3-4-3 مع رافايل فاران وجول كوندي إلى جانب لوكاس، فيما غاب التفاهم بين ثلاثي الهجوم المتمثل بمبابي، أنطوان غريزمان وبنزيمة المتألق هذا الموسم مع ريال مدريد الإسباني.
لم تهدد فرنسا في الشوط الأول باستثناء عرضية وصلت إلى بنجامان بافار تابعها سهلة بين يدي تيبو كورتوا (8).
وسجل كاراسكو هدف التقدم بتسديدة من الجهة اليسرى داخل المنطقة بدت وكأنها ارتدت من كوندي لتخدع لوريس عند القائم الأول (37).
وسرعان ما ضاعف لوكاكو مهاجم تشلسي الإنجليزي النتيجة بعدما وصلته تمريرة من دي بروين على مشارف المنطقة، موه بجسده من دون الكرة ولحق بها إلى الجهة اليمنى داخل المنطقة قبل أن يسدد من زاوية ضيقة جدًا كرة صاروخية في سقف المرمى (40)، مسجلا هدفه الأول ضد فرنسا في مسيرته والسادس له في آخر ست مباريات.
وحاول إدين هازار تسجيل الثالث قبل الاستراحة بتسديدة قوية تصدى لها لوريس (45).
وبدأ "الشياطين الحمر" الشوط الثاني من حيث أنهوا الأول وكاد لوكاكو أن يسجل هدفه الشخصي الثاني بتسديدة قوية من داخل المنطقة أبعدها لوريس (51).
إلا أن أداء بلجيكا تراجع لتبدأ فرنسا ضغطها قبل أن يهدر غريزمان فرصة ذهبية بعد أن وصلته عرضية خالصة أمام المرمى من مبابي تابعها بجانب القائم (58).
إلا أن الضغط المستمر أثمر عن هدف رائع أظهر فيه بنزيمة مهارة عالية عندما وصلته الكرة داخل المنطقة من مبابي بعد فاصل مهاري للأخير أيضًا، استلمها وظهره للمرمى قبل أن يلتف حول نفسه ويسدد بيسراه بين أربعة لاعبين على يسار كورتوا (62).
وتحصل "لي بلو" على ركلة جزاء بعد عودة الحكم إلى حكم الفيديو المساعد "في ايه آر" لعرقلة من يوري تيليمنز على غريزمان، ترجمها مبابي قوية في الزاوية اليسرى (69)، علمًا أنه أهدر ركلة الترجيح الحاسمة التي أخرجت فريقه من كأس أوروبا ضد سويسرا.
وخاض مبابي مبارته رقم 50 مع منتخب الديوك ليصبح أصغر لاعب يصل إلى هذا العدد في تاريخ بلاده (22 عامًا و291 يوم).
استمرت فرنسا بضغطها وكاد أن يمنحها البديل أوريليان تشواميني التقدم بعد دقيقتين من نزوله بديلا بتسديدة قوية تصدى لها كورتوا ببراعة (77).
وشهدت الدقائق الأخيرة من المباراة سيناريو جنونيًا، ظن "الشياطين الحمر" أنهم خطفوا الفوز عندما أسكن لوكاكو الكرة في الشباك إثر عرضية من كاراسكو ليحتفل مع زملائه قبل أن يلغى الهدف بداعي التسلل على المهاجم (88).
وأصاب بول بوغبا زاوية المرمى في الدقيقة الأخيرة من ركلة حرة لتبدو المباراة في طريقها إلى التمديد، قبل أن تصل بعد ثوان الكرة إلى هرنانديز بعد تشتيت خاظئ من توبي ألدرفيرلد، سددها بيسراه على يسار كورتوا بعد يوم من بلوغه عامه الرابع والعشرين.