العالم الافتراضي بين الوصل والفصل
جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
ما تعرضت له بعض وسائل التواصل الاجتماعي ليلة أمس من فصل مؤقت كتطبيقات فيسبوك وانستغرام وواتس آب، دق ناموس الخطر والمتمثل بأن هذا العالم الافتراضي بكبسة زر قد يتوقف، وبغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء ذلك سواء كانت تقنية أو هجوم سيبراني أو حتى سياسية.
وهذا يدفعنا للتمعن بأن هذا العالم الافتراضي له ضوابطه ويخضع للحسابات الاقتصادية والسياسية، وأنه وبدون سابق انذار قد يتوقف، أو قد يتم حجبه عن منطقة بعينها، وهذا يستوجب منا التفكير بالحلول البديلة، كالتطبيقات الأخرى والتي قد يكون منها توتر والذي يعتبر الأكثر انتشارا في البلدان الأخرى، أو التفكير بعمق بتملك الوسائل البديلة كالشبكة الداخلية أو النظام الالكتروني الداخلي والمشابه للعالم الافتراضي الخارجي.
ومن الجدير بالذكر أن الدولة الوحيدة التي لم تتضرر من القطع المؤقت هي الصين والتي تملك شبكة انترنت داخلية ويتم التحكم بها داخليا، وهذا يثبت النضج الفكري والتخطيط المستقبلي للصين، والتي لا تتأثر بعالم الانترنت الخارجي وتقلبات السياسة فيه.
النقطة الأخرى والجديرة بالانتباه هي أننا أصبحنا افتراضيين ونعيش بعالم غير واقعي، وأي فصل لهذا العالم يؤثر فينا علما بأننا مستخدمين فقط ولا نملك زمام الأمور، ونعتمد مباشرة على المشغل الخارجي.
وهنالك جانب آخر قد يتمثل في ايجابية القطع المؤقت والذي ينذرنا بهشاشة عالمنا الافتراضي ويعيدنا الى عالمنا الواقعي، فنحن بأمس الحاجة لإعادة النظر في أولويات حياتنا وفي الطريقة التي نعيش، ونركز على التواصل المباشر والتأثير بالقدوة والجلوس والاستماع لبعضنا البعض، وهذه الجوانب التي يجب التركيز عليها تعتبر من التأثيرات الجانبية لعالمنا الافتراضي الذي نعيش.