حوارات عمان : جلالة الملك رمز دولتنا وركن أساس من أركان استقرارها
جفرا نيوز - عقدت جماعة عمان لحوارات المستقبل في المركز الثقافي الملكي، اليوم السبت، ثاني ندواتها الحوارية ضمن المسار الأول من المبادرة التي أطلقتها لتعزيز رمزية جلالة الملك عبدالله الثاني.
وتتضمن المبادرة عدة مسارات لإبراز جانب من جوانب جهود جلالته في حماية الأردن وخدمة الأردنيين، وأهم الإنجازات التي جرت في عهد جلالته.
واشتملت الندوة التي رعاها مندوب رئيس هيئة الأركان اللواء يوسف الحنيطي؛ مساعده لشؤون التخطيط العميد يوسف الخطيب على خمس أوراق علمية بعنوان "الابعاد الاستراتيجية في شخصية جلالة الملك عبد الله الثاني وفكره وممارساته ".
وقال رئيس الجماعة بلال حسن التل في افتتاح الندوة إن الجماعة تقوم باداء الواجب إخلاصاً للوطن وقائده لبناء جبهة أردنية داخلية متماسكة من خلال توظيف جميع أنشطة الجماعة التي غطت مختلف مناطق الأردن ومعظم شرائحه الاجتماعية لبناء جبهة داخلية متماسكة ملتفة حول القيادة الهاشمية ومؤسسات الدولة الأردنية.
واضاف أن جلالة الملك رمز دولتنا وركن أساس من أركان استقرارها، يقتضينا الواجب أن نكون عوناً له وأن نرتفع إلى مستوى تفكيره الاستراتيجي، وأول ما يلفت نظر الدارس لشخصية وقرارات جلالته هو البعد الاستراتيجي في تكوينه وتفكيره وقراراته، والشواهد على ذلك أكثر من أن تُعد، ومنها على سبيل المثال، مبادرة جلالته منذ السنة الأولى لتوليه سلطاته الدستورية إلى انشاء مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير "كادبي".
وتابع أن جلالته يواصل متابعة ورعاية هذا المركز الذي يسعى إلى الإسهام في امداد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية باحتياجاتها المتعددة من المعدات والذخائر الأساسية، فضلاً عن تطوير منظومة البحث العلمي وتوفير فرص عمل لأبناء المناطق النائية؛ سعيا لتحقيق مبدأ الاعتماد على الذات في مختلف جوانب حياتنا، ولا سيما السعي لتحقيق أمننا الغذائي والدوائي.
وبين أن البعد الاستراتيجي يتجلى في تفكير جلالته أيضاً في سرعة استجابة جلالته للحدث، والتعامل معه بما يناسبه من آليات وخطط؛ لذلك بادر وعلى اثر التفجيرات الإرهابية لفنادق عمان عام 2004 إلى تأسيس المركز الوطني للأمن إدارة الأزمات لتوحيد أجهزة الدولة من خلال التعامل مع أية أزمة طارئة تتعرض لها البلاد عبر نقطة واحدة قادرة على توحيد الجهود وتوجيهها لاتخاذ القرارات والإجراءات الصائبة.
واكد أن سرعة استجابة جلالته للأحداث الكبرى تكشف عن صفة أخرى من مكونات شخصية جلالته وتفكيره الاستراتيجي, وهي الحزم الذي يتجلى بالتدخل في الوقت المناسب لاتخاذ القرار الملائم، وأروع وأوضح الصور المعبرة عن ذلك قرار انهاء ملحقي الباقورة والغمر.
واوضح التل انه يزيد من دقة قرارات جلالته, وحسن اختيار مواقيتها أنه يجمع في شخصيته, فضلاً عن الحسم والحزم في القرار, وسرعة الاستجابة للاحداث الكبرى، صفة الهدوء وطول النفس, فلا يأتي القرار مرتجلاً، وقد تجلت صفة الهدوء وطول النفس في شخصية جلالته خلال تعامله مع تداعيات ما سمي "الربيع العربي", إذ تمكن الأردن بفضل قيادة جلالته, وتفكيره الاستراتيجي الهادىء والعميق, من تجنب كل تداعيات وارتدادات احداث الربيع العربي, وخصوصاً في دول الجوار العربي, وظل الاردن محافظاً على أمنه واستقراره, وعلى منظومة علاقاته الإقليمية والدولية.
وقال العميد الخطيب إن جلالة الملك عبد الله الثاني هو أول من حذر من الخوارج عالميا، واطلق عليهم هذا المسمى رغم كل التهديدات والمخاوف الأمنية التي كان يطلقها تنظيم داعش الإرهابي إلا أن جلالته تحدث عنهم صراحة ودافع عن الإسلام الذي حاولوا تشويه صورته.
واضاف أن جلالة الملك نجح في تمتين الوحدة الوطنية و الجبهة الداخلية في المملكة، فلا تمييز بين الأردنيين إلا بقدر انتمائهم للوطن دون النظر إلى هويات فرعية أخرى، والجميع على تراب الأردن متساوون يجمعهم حب هذا الوطن و الانتماء إليه.
من جهته قال اللواء المتقاعد عدنان العبادي في ورقته التي حملت عنوان "الملك عبد الله الثاني كقائد عسكري" إن جلالة الملك بحمل صفات قائد عسكري فريدة من نوعها نظرا لان جلالته انحدر من منظومة عسكرية لفترة طويلة قبل أن يتسلم سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.
وقال إن جلالته مزج بعسكريته المختلفة الاطوار بين الانضباطية البريطانية والتقنية الأميركية وشجاعة الجندية الأردنية، فتكونت لدية شخصية عسكرية تؤهله لقيادة قوة عسكرية مشتركة متجاوزا بذلك حواجز اللغة والعلم العسكري وفن القيادة والثورة التكنولوجية الحديثة.
وشدد على ضرورة تسليط الضوء على بعض المصطلحات العسكرية القيادية كتعريف القيادة وصفات القائد الناجح شاملا بذلك ملخصا لحياة الملك العسكرية بايجاز ثم التطرق للصفات القيادية في شخصيت جلالته العسكرية.
وقال إن جلالته احترف القيادة العسكرية مبكرا مستلهما إرث الأباء والاجداد كوريث لمبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها، مشيرا إلى أن الصفات القيادية وراثية ومكتسبة بالعلم والممارسة، وهي مترسخة في حياة جلالته العسكرية مارسها واضعا نصب عينيه أن هذا الجيش تأسس للأمة العربية، وشعاره هو الجيش العربي منذ انطلاق رصاصة الثورة العربية الكبرى على الظلم والاستبداد.
وبين أن جلالته نشأ في بيت عسكري وتولع قلبه بها منذ نعومة أظفاره، فما بين 1980 إلى 1999 تسلسل بالقيادة كأي ضابط مرورا بجميع دورات التأهيل العسكري ومناوراتها واختباراتها المختلفة متسلسلا في القيادة من "جماعة-فصيل- سرية- كتيبة- لواء- فرقة"، تعايش مع غبار الصحراء وليلها القارس وشمسها الحارة بين رجالات الدروع ودباباتها تخللها مناورات ليلية ونهارية ثم حلّق بخدمته مع المظليين ثم مع مكافحة الإرهاب ليتدرب على عمليات الاقتحام بالذخرة الحية.
من جهته، قال اللواء المتقاعد محمد البدارين في ورقة بعنوان "مكونات الاستراتيجية لدى جلالة الملك عبد الله الثاني وكيف وظفها لخدمة قضايا الوطن و الامة"، إن هناك العديد من الجوانب الاستراتيجية في فكر وسياسات جلالة الملك بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية؛ انطلاقا من موقع الارتكاز إلى الوضع الجيوسياسي عبر تبني جلالته مفهوما استراتيجيا شموليا للوضع الجيوسياسي الأردني.
واضاف أن جلالته فتح المجال أمام استخدام أكثر كفاءة وفاعلية لعناصر القوة الكامنة في موقع الأردن، وإمكانية تجاوز نقاط ضعفه وتحويلها من عناصر كابحة إلى عناصر دافعة، فبدلا من أن تكون حساسية الموقع الجغرافي الأردني عبئا سياسيا على صناعة القرار الوطني، صار من الممكن القيام بحركة سياسية أردنية فعالة على المستويين الإقليمي والدولي تتراكم من خلالها الخبرات والنجاحات.
وتابع، أدى ذلك إلى توسيع الدور الأردني وتقويته بشكل مستمر اعتمادا على موقف استراتيجي عام يحتوي في تفاعلاته وتداخلاته المختلفة مجموعة العناصر الضاغطة واستيعاب التحديات وتحويلها إلى فرص وتجاوز نقاط الضعف إلى حد كبير، وبما يفضي إلى تصريف عناصر الضغط والكبح، وفتح مجالات جديدة أمام العناصر الدافعة وزيادتها وتقويتها وتوسيع مداها، حتى بات ممكنا بالفعل تحويل الوضع الجيوسياسي الأردني بكل عناصره من عبء استراتيجي ضاغط على صناعة القرار إلى قوة ارتكاز استراتيجية ديناميكية غنية بالإمكانيات القابلة للاستغلال والتفعيل في خدمة الأهداف الوطنية العامة.
واوضح أن من الجوانب الاستراتيجية أيضا في فكر جلالته، الانطلاق من منظور استراتيجي متقدم لأهمية العلاقات الدولية، فتمكن جلالته من بناء وتطوير مفهوم استراتيجي ديناميكي ومتجدد للاتصالات الأردنية الخارجية؛ ففتح من خلاله مساحات واسعة جدا للحركة السياسية الأردنية في معظم دول العالم المؤثرة في السياسات الدولية، بالإضافة لدول الإقليم دون استثناء المجموعات والمراكز غير الرسمية التي يتعاظم تأثيرها على المستوى الدولي، وباتت تشكل بنوك تفكير ترفد صناع القرار بمزيد من الأبحاث والأفكار
وتمتد أذرعها ونشاطاتها عبر ما يسمى بأدوات القوة الناعمة في السياسات الدولية.
واكد أن جلالته يهتم بتماسك الجبهة الأردنية الداخلية واستنهاض عناصر قوتها، فأعطى جلالته منذ توليه العرش اهتماما منتظما للوضع الداخلي الأردني وتكويناته المختلفة واستكشاف ما يتوفر في البيئة الداخلية من عناصر قوة صلبة يمكن الوثوق بها والارتكاز إليها، فنجح في فتح المجال واسعا أمام قوى العمل الوطني للنهوض بأدوارها على جميع الأصعدة، وشجع كل القوى الاجتماعية والأهلية والسياسية بإطلاق طاقاتها في مجالات البناء والتعمير والإنتاج والخدمة العامة والتفاعل مع الشؤون العامة عبر حزمة من الأوراق النقاشية الملكية.
وبين أن جلالة الملك بقوة عزيمته وحركته النشطة الدؤوبة فتح المجال واسعا ورحبا أمام كل المؤسسات الأردنية الرسمية والأهلية للمتابعة واستغلال الفرص وتعظيم النتائج في حالة عز نظيرها في العالم.
وقال إن البعد العربي والإسلامي كان له حيز مهم في فكر وسياسة جلالته انطلاقا من حس تاريخي متوارث ينتسب إلى السلالة الهاشمية المتصلة بالنسب النبوي الشريف ما يفرض عليها واجبات وتكاليف لا بد له من تحمل أعبائها بوصفها أمانة ورسالة اختصت الأقدار هذا الفرع من قبيلة قريش بحملها وتحمل تكاليفها كابرا عن كابر.
من جهته، قال آمر كلية الدفاع الوطني الملكية العميد الركن عوض الطراونة في ورقة بعنوان "السياسة الدفاعية من منظور جلالة الملك عبد الله الثاني" إن جلالة الملك منذ توليه الحكم في عام 1999 كانت هناك تحديات جسيمة نظرا لموقع الأردن الجيوسياسي وارتباطه العميق بقضايا أمته، ولأن هذه الأحداث تقع في اغلبها على الحدود الجغرافية المحاذية للأردن، فكان لا بد أن يكون لجلالته دور مؤثر وفعال ومشاركة في منظومة التخطيط الاستراتيجي على مستوى العالم لخدمة القضايا العربية ولحماية الأمن الوطني.
واضاف أن جلالته اطلق العديد من المبادرات الوطنية؛ مثل رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء واسبوع الوئام العالمي، بالإضافة إلى الأوراق النقاشية السبعة التي كرسها جلالته للحديث عن الديمقراطية وتطور ممارساتها في الواقع السياسي تحت عنوان "مسيرتنا نحو الديمقراطية المتجددة"، مرتكزة على احترام الرأي و الرأي الآخر وأن المواطنة لا تكتمل إلا بممارسة واجب المساءلة، بالإضافة إلى أن الحوار هو السبيل لحل المشكلات والطريق الوحيد نحو التوافق الوطني.
وبين الطراونة أن جلالته كان له دور مهم في القضية الفلسطينية، ولم يدخر جهدا عن منع وردع الاعتدءات على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، كما كان له دور في الأزمة السورية محاولا تقديم المشروة والنصح للنظام السوري ثم استقبال الأردن للاجئين السوريين، بالإضافة إلى علاقة الملك بدول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز التعاون الأمني والعسكري مع هذه الدول العربية الشقيقة.
وأوضح أن جلالته يمتلك قاعدة علاقات متينة مع دول العالم العظمى، مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، ويحظى باحترام كبير عالميا، الأمر الذي تجلى في زيارة جلالته الأخيرة لأميركا، ويمتلك الأردن أوراقا مهمة في المنطقة انطلاقا من سياسته الخارجية المتوازنة مع جميع دول العالم .
وقال العميد الخطيب إن جلالة الملك عبد الله الثاني هو أول من حذر من الخوارج عالميا، واطلق عليهم هذا المسمى رغم كل التهديدات والمخاوف الأمنية التي كان يطلقها تنظيم داعش الإرهابي إلا أن جلالته تحدث عنهم صراحة ودافع عن الإسلام الذي حاولوا تشويه صورته.
واضاف أن جلالة الملك نجح في تمتين الوحدة الوطنية و الجبهة الداخلية في المملكة، فلا تمييز بين الأردنيين إلا بقدر انتمائهم للوطن دون النظر إلى هويات فرعية أخرى، والجميع على تراب الأردن متساوون يجمعهم حب هذا الوطن و الانتماء إليه.
من جهته قال اللواء المتقاعد عدنان العبادي في ورقته التي حملت عنوان "الملك عبد الله الثاني كقائد عسكري" إن جلالة الملك بحمل صفات قائد عسكري فريدة من نوعها نظرا لان جلالته انحدر من منظومة عسكرية لفترة طويلة قبل أن يتسلم سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.
وقال إن جلالته مزج بعسكريته المختلفة الاطوار بين الانضباطية البريطانية والتقنية الأميركية وشجاعة الجندية الأردنية، فتكونت لدية شخصية عسكرية تؤهله لقيادة قوة عسكرية مشتركة متجاوزا بذلك حواجز اللغة والعلم العسكري وفن القيادة والثورة التكنولوجية الحديثة.
وشدد على ضرورة تسليط الضوء على بعض المصطلحات العسكرية القيادية كتعريف القيادة وصفات القائد الناجح شاملا بذلك ملخصا لحياة الملك العسكرية بايجاز ثم التطرق للصفات القيادية في شخصيت جلالته العسكرية.
وقال إن جلالته احترف القيادة العسكرية مبكرا مستلهما إرث الأباء والاجداد كوريث لمبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها، مشيرا إلى أن الصفات القيادية وراثية ومكتسبة بالعلم والممارسة، وهي مترسخة في حياة جلالته العسكرية مارسها واضعا نصب عينيه أن هذا الجيش تأسس للأمة العربية، وشعاره هو الجيش العربي منذ انطلاق رصاصة الثورة العربية الكبرى على الظلم والاستبداد.
وبين أن جلالته نشأ في بيت عسكري وتولع قلبه بها منذ نعومة أظفاره، فما بين 1980 إلى 1999 تسلسل بالقيادة كأي ضابط مرورا بجميع دورات التأهيل العسكري ومناوراتها واختباراتها المختلفة متسلسلا في القيادة من "جماعة-فصيل- سرية- كتيبة- لواء- فرقة"، تعايش مع غبار الصحراء وليلها القارس وشمسها الحارة بين رجالات الدروع ودباباتها تخللها مناورات ليلية ونهارية ثم حلّق بخدمته مع المظليين ثم مع مكافحة الإرهاب ليتدرب على عمليات الاقتحام بالذخرة الحية.
من جهته، قال اللواء المتقاعد محمد البدارين في ورقة بعنوان "مكونات الاستراتيجية لدى جلالة الملك عبد الله الثاني وكيف وظفها لخدمة قضايا الوطن و الامة"، إن هناك العديد من الجوانب الاستراتيجية في فكر وسياسات جلالة الملك بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية؛ انطلاقا من موقع الارتكاز إلى الوضع الجيوسياسي عبر تبني جلالته مفهوما استراتيجيا شموليا للوضع الجيوسياسي الأردني.
واضاف أن جلالته فتح المجال أمام استخدام أكثر كفاءة وفاعلية لعناصر القوة الكامنة في موقع الأردن، وإمكانية تجاوز نقاط ضعفه وتحويلها من عناصر كابحة إلى عناصر دافعة، فبدلا من أن تكون حساسية الموقع الجغرافي الأردني عبئا سياسيا على صناعة القرار الوطني، صار من الممكن القيام بحركة سياسية أردنية فعالة على المستويين الإقليمي والدولي تتراكم من خلالها الخبرات والنجاحات.
وتابع، أدى ذلك إلى توسيع الدور الأردني وتقويته بشكل مستمر اعتمادا على موقف استراتيجي عام يحتوي في تفاعلاته وتداخلاته المختلفة مجموعة العناصر الضاغطة واستيعاب التحديات وتحويلها إلى فرص وتجاوز نقاط الضعف إلى حد كبير، وبما يفضي إلى تصريف عناصر الضغط والكبح، وفتح مجالات جديدة أمام العناصر الدافعة وزيادتها وتقويتها وتوسيع مداها، حتى بات ممكنا بالفعل تحويل الوضع الجيوسياسي الأردني بكل عناصره من عبء استراتيجي ضاغط على صناعة القرار إلى قوة ارتكاز استراتيجية ديناميكية غنية بالإمكانيات القابلة للاستغلال والتفعيل في خدمة الأهداف الوطنية العامة.
واوضح أن من الجوانب الاستراتيجية أيضا في فكر جلالته، الانطلاق من منظور استراتيجي متقدم لأهمية العلاقات الدولية، فتمكن جلالته من بناء وتطوير مفهوم استراتيجي ديناميكي ومتجدد للاتصالات الأردنية الخارجية؛ ففتح من خلاله مساحات واسعة جدا للحركة السياسية الأردنية في معظم دول العالم المؤثرة في السياسات الدولية، بالإضافة لدول الإقليم دون استثناء المجموعات والمراكز غير الرسمية التي يتعاظم تأثيرها على المستوى الدولي، وباتت تشكل بنوك تفكير ترفد صناع القرار بمزيد من الأبحاث والأفكاروتمتد أذرعها ونشاطاتها عبر ما يسمى بأدوات القوة الناعمة في السياسات الدولية.
واكد أن جلالته يهتم بتماسك الجبهة الأردنية الداخلية واستنهاض عناصر قوتها، فأعطى جلالته منذ توليه العرش اهتماما منتظما للوضع الداخلي الأردني وتكويناته المختلفة واستكشاف ما يتوفر في البيئة الداخلية من عناصر قوة صلبة يمكن الوثوق بها والارتكاز إليها، فنجح في فتح المجال واسعا أمام قوى العمل الوطني للنهوض بأدوارها على جميع الأصعدة، وشجع كل القوى الاجتماعية والأهلية والسياسية بإطلاق طاقاتها في مجالات البناء والتعمير والإنتاج والخدمة العامة والتفاعل مع الشؤون العامة عبر حزمة من الأوراق النقاشية الملكية.
وبين أن جلالة الملك بقوة عزيمته وحركته النشطة الدؤوبة فتح المجال واسعا ورحبا أمام كل المؤسسات الأردنية الرسمية والأهلية للمتابعة واستغلال الفرص وتعظيم النتائج في حالة عز نظيرها في العالم.
وقال إن البعد العربي والإسلامي كان له حيز مهم في فكر وسياسة جلالته انطلاقا من حس تاريخي متوارث ينتسب إلى السلالة الهاشمية المتصلة بالنسب النبوي الشريف ما يفرض عليها واجبات وتكاليف لا بد له من تحمل أعبائها بوصفها أمانة ورسالة اختصت الأقدار هذا الفرع من قبيلة قريش بحملها وتحمل تكاليفها كابرا عن كابر.
من جهته، قال آمر كلية الدفاع الوطني الملكية العميد الركن عوض الطراونة في ورقة بعنوان "السياسة الدفاعية من منظور جلالة الملك عبد الله الثاني" إن جلالة الملك منذ توليه الحكم في عام 1999 كانت هناك تحديات جسيمة نظرا لموقع الأردن الجيوسياسي وارتباطه العميق بقضايا أمته، ولأن هذه الأحداث تقع في اغلبها على الحدود الجغرافية المحاذية للأردن، فكان لا بد أن يكون لجلالته دور مؤثر وفعال ومشاركة في منظومة التخطيط الاستراتيجي على مستوى العالم لخدمة القضايا العربية ولحماية الأمن الوطني.
واضاف أن جلالته اطلق العديد من المبادرات الوطنية؛ مثل رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء واسبوع الوئام العالمي، بالإضافة إلى الأوراق النقاشية السبعة التي كرسها جلالته للحديث عن الديمقراطية وتطور ممارساتها في الواقع السياسي تحت عنوان "مسيرتنا نحو الديمقراطية المتجددة"، مرتكزة على احترام الرأي و الرأي الآخر وأن المواطنة لا تكتمل إلا بممارسة واجب المساءلة، بالإضافة إلى أن الحوار هو السبيل لحل المشكلات والطريق الوحيد نحو التوافق الوطني.
وبين الطراونة أن جلالته كان له دور مهم في القضية الفلسطينية، ولم يدخر جهدا عن منع وردع الاعتدءات على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، كما كان له دور في الأزمة السورية محاولا تقديم المشروة والنصح للنظام السوري ثم استقبال الأردن للاجئين السوريين، بالإضافة إلى علاقة الملك بدول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز التعاون الأمني والعسكري مع هذه الدول العربية الشقيقة.
وأوضح أن جلالته يمتلك قاعدة علاقات متينة مع دول العالم العظمى، مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، ويحظى باحترام كبير عالميا، الأمر الذي تجلى في زيارة جلالته الأخيرة لأميركا، ويمتلك الأردن أوراقا مهمة في المنطقة انطلاقا من سياسته الخارجية المتوازنة مع جميع دول العالم .