الزرقاء: شكاوى من ارتفاع الأسعار وغياب الرقابة على الأسواق قبيل رمضان
الخميس-2014-06-26 10:02 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- يواجه الأربعيني محمد ربيع، الأب لأربعة أطفال، صعوبة كبيرة في ضبط ميزانيته على الإيقاع المشتعل للأسعار قبيل حلول شهر رمضان، ويجهد في تغطية احتياجاته الأساسية في ظل ما يصفه بـ"استغلال التجار واختفاء الرقابة الحكومية".
ويقول محمد "كل عام نشهد المشكلة نفسها، هناك أناس لا تتمكن من شراء حاجياتها قبل رمضان، ويضطرون لفعل ذلك خلال الشهر الفضيل، ولكنهم يشكلون فريسة سهلة لموجة غلاء غير مبررة، تتعامل معها الحكومة بسطحية لا تخلو من تحميل المواطنين مسؤولية الغلاء".
حال محمد لا يختلف كثيرا عن حال غالبية الزرقاويين، فمقصلة الأسعار تطال رقبة معظم المستهلكين محدودي القدرات، ورغم الوعود الحكومية المستمرة بضبط فوضى ارتفاع الأسعار إلا أن اجراءاتها تنحصر في إصدار نشرة تسعيرية تصدرها وزارة الصناعة والتجارة، إلا أن أحدا لا يكترث بها، بحسب المواطنين.
وتواجه العديد من الأسر الزرقاوية ذات الدخل المحدود ضائقة مالية بسبب ارتفاع الأسعار؛ حيث تؤكد المواطنة تماضر محمود أن العديد من الأسر تعيش فوق إمكانياتها المادية الحقيقية، بفعل الاقتراض من البنوك أو الدين من الأهل والأصدقاء، مبينة أن معظم الموظفين يصرفون رواتبهم خلال الأسبوع الأول من كل شهر ويواجهون صعوبات مالية كبيرة فيما تبقى منه.
وخلال جولة لـ"الغد" على الأسواق الرئيسية في المحافظة، لوحظ ارتفاع كبير لأسعار السلع، رغم أن ثمنها كان أقل بـ 30 % قبل رمضان، كان في مقدمتها أسعار الخضار والفواكه ومن ثم السلع التموينية أو الغذائية بل وحتى أسعار النقل العام.
ويشكو الزرقاويون من انعدام الرقابة التي تضبط المتلاعبين بالأسعار من التجار؛ إذ لا توجد آلية فاعلة يمكن للمواطن من خلالها ان يقتنع بأنه يمكن ان تؤدي شكاواه إلى إجبار التجار على خفض الأسعار ولجم الارتفاع غير المبرر على حد وصفهم.
كما شكا المواطنون من قيام بعض المولات الكبرى بالتحايل عليهم بعروض وهمية أو باختلاف الأسعار على الكاش عن الأسعار المعلنة في العروض، والتي غالبا لا يعلم بها المواطن إلا حين عودته إلى البيت.
وفي هذا الصدد، حذرت الجمعية الأردنية لحماية المستهلك من الانسياق وراء العروض التي تشهد ازدياداً كبيراً قبيل وخلال شهر رمضان المبارك ولا سيما تلك المتعلقة بالمواد الغذائية.
وقال رئيس الجمعية، الدكتور محمد عبيدات، إن الجمعية تلقت خلال الايام الماضية العديد من الاتصالات على خطها المباشر تفيد بأن بعض المولات والمحال التجارية تقوم بعرض مواد غذائية أوشكت على الانتهاء ومنها على سبيل المثال بعض اصناف المعلبات.
ودعا عبيدات المستهلكين الى ضرورة التريث قبل الشراء وقراءة بطاقة البيان لكافة السلع بدقة وحذر شديدين وتحديداً مدة الصلاحية وطريقة حفظها، مؤكدا أن خبرة الجمعية في هذا المجال أثبتت أن كثيراً من العروض وتحديدا في شهر رمضان المبارك كانت على حساب الجودة، الامر الذي من شأنه ان ينعكس سلبا على صحة المستهلكين.
ويقول المواطن، خالد ابراهيم، إن ارتفاع الأسعار في هذا الوقت من كل عام أضحى أمرا عاديا في الزرقاء، يكفي دخول شهر شعبان لأن يكون مبررا للتجار لرفع أسعار المواد الغذائية والتموينية والسلع وحتى الخدمات بحجة أن السوق تخضع إلى قاعدة "العرض والطلب" وهذه الأيام يكثر فيها إقبال الناس على التبضع والتنقل استعداداً لشهر رمضان الكريم إضافة إلى وجود عوامل أخرى يتذرع بها التجار.
ويضيف ابراهيم أن بعض التجار من جهة و"غياب الحكومات" من جهة أخرى وراء غلاء السلع وليس أي أمر آخر، قائلا: إن ارتفاع سعر أي سلعة يجر وراءه أسعار باقي السلع، وأن العديد من التجار حينما يسألون عن سبب الغلاء يرجعونه إلى ارتفاع أسعار الجملة وهو ما يقود بالمحصلة إلى رفع سعرها على المستهلك.
ويعبر رأي محمد وخالد عن رأي العديد من الزرقاويين الذين يرون أن ارتفاع الأسعار بين ليلة وضحاها مرده اتفاق مسبق بين بعض التجار لاستغلال أي مناسبة لزيادة أسعار السلع وتحقيق أرباح مضاعفة لاسيما خلال شهر رمضان.
ويوضح مواطنون أن المشكلة تبدأ من تاجر الجملة الذي بدوره يحاول إضعاف السوق وضخ الاشاعات لبدء رفع أسعار الجملة وعلى هذا المنوال وصولاً إلى أصغر بائع، ودون وجود رقيب أو حسيب.
وقال مواطنون إن العديد من أصحاب المحال التجارية (بقالة ومطاعم) رفعوا أسعار الشهر الماضي، تمهيدا لرفعها مجددا مع دخول الشهر الفضيل، في خطوة تأتي وفق مواطنين لزيادة أرباحهم وتحميل المواطنين كلفة أي ارتفاع بشكل مضاعف.
وشمل الارتفاع، وفق المواطنين، الأرز رغم تعدد الأصناف وبلاد المنشأ بنسبة 25 %، والبقولايات بمختلف أصنافها، وجوز الهند، والجوز، والفستق الحلبي بنسبة 125 %، كما لم يكن الارتفاع بمنأى عن أسواق المؤسسات الاستهلاكية الرسمية والتي اعتادت وقف بيع السلع لحين الرفع رغم توفرها بكثرة على الرفوف والمستودعات التابعة لها، وهو الأمر الذي لا تقوم به في حال انخفضت الأسعار.
كما شكا متسوقون من استمرار تجاهل المؤسسات الاستهلاكية الرسمية إعلان الاسعار على العديد من السلع والبضائع، ما يجبر المواطنين على حمل بعض الاصناف والوقوف على الدور للسؤال عن سعرها، مقللين في الوقت ذاته من دور أسواق المؤسسات الاستهلاكية في الحد من ارتفاع الأسعار على الرغم من أن هذه الأسواق تدعي أنها تضع هامش ربحي محدود جدا كما أنها لا تتحمل تكاليف رسوم وضرائب.
ويشعر المواطن، محمد السعودي، بعدم الرضا بسبب عدم مقدرته على وضع أولويات للإنفاق على أسرته المكونة من زوجته وأبناءه الأربعة، مشيرا إلى ان محاولاته المستمرة لوضع قائمة بأولويات الشراء خلال الشهر الحالي باءت بالفشل بسبب ارتفاع الأسعار من جهة وتدني الدخل من جهة أخرى.
وقال السعودي إن أي محاولة يقوم بها المواطن للتوفير ولو بشكل طفيف تذهب أدراج الرياح، ضاربا مثلا بتوجهه لأحد المحلات التي تبيع باسعار أقل من سعر السوق بقليل لشراء السكر والارز والدجاج المجمد، بيد أن ما وفره من فرق السعر وضعه لسائق التاكسي الذي أصر على تقاضي اجرة مضاعفة.
وكان مدير عام المؤسسة الاستهلاكية المدنية، عمر النعيرات، أكد توفر المواد التموينية في المؤسسة بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة؛ لاسيما اللحوم والدواجن، مشيرا الى أنّ أسعارها أقل من أسعار السوق المحلي؛ حيث تم تحديد تسعيرة كيلو الدجاج بـ165 قرشا رغم ارتفاعها في السوق المحلي.
واشار إلى وجود قسم خاص برصد أسعار السلع في السوق المحلي، خاصة المواد الأساسية وتتبع توفرها أو انسحابها من الأسواق.
من جهته، قال الناطق الإعلامي في وزارة الصناعة والتجارة، ينال البرماوي، إن "الوزارة وضعت خطة متكاملة لضبط اسعار المواد الغذائية والسلع الرمضانية خلال شهر رمضان لمحاربة ارتفاع الاسعار خلال الشهر الفضيل".
واشار البرماوي الى ان الوزارة ستقوم بداية شهر رمضان بتكثيف الرقابة على محال بيع الخضار والفواكه للتأكد من التزام التجار بالأسعار المعلنة أو المحددة والتركيز على وفرة وأسعار المواد الغذائية الاساسية الرمضانية ومراقبة اسعارها.
أما غرفة تجارة الزرقاء وهي "بيت التجار"، فلم يتسنى لـ"الغد" الاتصال برئيسها حسين شريم الذي أجاب على الهاتف ووعد بمعاودة الاتصال إلا أنه لم يرد على هاتف رغم الاتصالات المتعددة.
وكان شريم أكد، في تصريحات سابقة لــ"الغد"، ارتفاع أصناف الأرز(الأميركي متوسط الحبة) بسبب تضرر المحاصيل في بلاد المنشأ، وارتفاع أسعار اللحوم بنسبة 24 % بسبب فرق العملة وارتفاع الأسعار عالميا، وتوقع أن ينعكس ارتفاعها على الأسواق في المملكة قبيل شهر رمضان المبارك.
ورغم تأكيد شريم انخفاض أسعار الجملة لبعض أنواع البقول بنسب كبيرة وخاصة الفاصولياء البيضاء حيث انخفض سعر الطن من 2500 دولار إلى 1700، إلا أن اللافت كان ارتفاع اسعارها ارتفعت في السوق بنسبة 120 %، وفي أسواق المؤسسات الاستهلاكية الرسمية بنسبة 100 %، دون أن يقدم شريم تفسيرا للاسباب.

