النسخة الكاملة

رحمة بالسوريين في الأردن

الخميس-2013-08-01 04:16 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - هبه شاشئه صعبة هي الغربة و خاصه اذا ما كانت رغماً عنا، تاركين بلادنا خلفنا بكل ما فيها من ذكريات و أيام جميلة، هرباً من الرصاص و صوت المدافع، و هل يترك الانسان الوطن خلفه إلا عندما يكون الموت قريباً؟! لا تعتقدوا ان المغترب هنا سعيد بحاله و بعده، إنما يشعر بضياعٍ و خوف يتملكه من كل شيء يحيط به, بحيث يبحث عن الامان و الطمأنينة بلا جدوى..كتآئه في درب مظلم. اخوتي...أبناء هذا الوطن الغيورين! صادفني موقفٌ اليوم ادمع عيناي و ادمى قلبي, حيث شاهدت رجلاً سورياً في الحافلة مصطحباً ابنته الصغيرة، و بدا ان الفتاة الصغيرة مريضة و منهكة جداً، و كان الرجل السوري يسأل عن مستشفى معينة ولا يعرف عنوانها, فسأل الرجل الذي يجلس خلفه: "اتعرف المكان الفلاني؟" و بنظرة دونية و غير مبالية قال: لااا... و من ثم سعلت الفتاه و بقوة, فتلفت من حوله بشكل مثير للشفقه ! و سأل اكثر من شخص و كان التعامل البارد ذاته من الجميع ! ما الذي أوصلنا الى هذا الحال ! و أين هي طيبتنا و نخوتنا ؟! كنت معارضة بقوة لأفواج الهجرة من السوريين ! لكن قلبي رق لما رأيت، وأتمنى ان نعذر و نستوعب هؤلاء المتعبين و أن تكون نظرتنا لهم أقل حدة فهم أصلاً في ضنك من أمرهم. نحن ما زلنا ببلدنا و لدينا بيتٌ يأوينا و دواءٌ يشفينا و ماءٌ يروينا و طعامٌ يسد جوعنا... اسألكم بالله ان تكونوا عوناً لهم, فكلنا من التراب الى التراب, و لن ينفعنا الا عملنا الصالح.
بقلم: هبه شاشئه/ طالبة جامعية
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير