باعة خضار متجولون يبنون قاعدة زبائنهم في الأحياء السكنية
الثلاثاء-2013-07-23 10:24 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- مع ساعات الفجر الأولى تبدأ رحلة سليم إلى مناطق المزارع في الأغوار لشراء بعض المحصول من مزارع تعاقد معها منذ عدة سنوات، لينطلق بعد ذلك بسيارته يجوب الأحياء السكنية ينادي بهذه الاصناف وأسعارها.
يقول سليم (36 عاما) إنه لم يجد فرصة عمل تناسب مؤهله العلمي، وهو الثانوية العامة، فعرض على والده شراء سيارة "البك آب" بأقساط من أحد التجار ليستخدمها في بيع الخضار في المناطق، فيما اتفق مع مزارعين على تزويده بالخضار والفاكهة الطازجة كل يوم.
ويضيف إنه يبيع هذه المنتجات بهامش ربحي "جيد" عن السعر الذي يدفعه للمزارعين، وأنه استطاع ان يؤمن على مدار عامين مصدر دخل يساعده على سد جزء من النفقات الأسرية المترتبة عليه، مشيرا إلى ان الأسعار في السيارات المتجولة تقل بنحو 10 % إلى 20 % عن السعر في محال الخضار.
ويبين إنه لايحاول استغلال الزبائن الذين بنى معهم علاقة جيدة خلال مدة عمله في هذا المجال، مشيرا إلى ان السكان، وخاصة من ربات البيوت، باتوا يشترون منه باستمرار كافة حاجاتهم من الخضار والفاكهة حتى ان بعضا منهم أصبحوا يعرفونه من صوته خلال مناداته على البضاعة.
بائع خضار متجول آخر ، فضل عدم ذكر اسمه، يقول إنه يحصل على بضاعته من السوق المركزي؛ حيث يتوجه إلى هنالك صبيحة كل يوم قبل اشتداد حركة المتداولين في السوق، مبينا أنه يحصل على هامش ربح بسيط على سعرها.
ويقول إنه غالبا ما يبيع جميع حملته مع ساعات الظهيرة لينتقل بعد ذلك إلى العمل في محل خاص به.
في هذا الخصوص تؤيد العديد من ربات المنازل وجود مثل هؤلاء الباعة، الامر الذي يساعدهن على الحصول على ما يحتجن اليه في فترات لايستطعن فيها مغادرة منازلهن للذهاب إلى السوق.
وتبين إن الأسعار لدى الباعة المتجولين تقل بنسبة كبيرة عن السوق والمولات التجارية، خصوصا في عمان الغربية التي تفرض هامش ربح كبير على أسعار الخضار والفاكهة.
ويرى جمال محمود، الموظف في إحدى الشركات، والذي يرى أن هؤلاء الباعة لا سيما وان عدد الذين يجوبون كل منطقة، وفق قوله، يتجاوز ثلاثة أو أربعة كل يوم وفي فترات متقاربة إلى جانب غيرهم من موزعي الغاز، وباعة آخرين يتسببون بازعاج كبير، خصوصا إذا ما اجتمعوا في وقت واحد.
ويضيف جمال ان فترة عمله تقع ضمن الوردية الليلية في الشركة، لذا فهو يعاني من صعوبة كبيرة في النوم أثناء النهار بعد انتهاء ورديته.
مدير سوق الخضار والفواكه المركزي، عبدالمجيد العدوان، قال إن عملية بيع الخضار المتنقلة وعلى جنبات الطرقات تعد غير قانونية على الرغم من ان عددا من هؤلاء يحصلون على بضاعتهم من السوق المركزي أسوة بأصحاب محلات التجزئة.
وتصنف انشطة بيع الخضار المتنقلة ضمن ما يُعرف باقتصاد الظل الذي تلجأ إليه أيد عاملة لتأمين مصدر دخل اساسي أو اضافي لشريحة واسعة من عائلاتها في المملكة في ظل ارتفاع نسب البطالة.
وبحسب آخر احصائية صادرة عن دائرة الاحصاءات العامة، بلغ معدل البطالة في المملكة للربع الثاني من العام الحالي 12.6 % ، بانخفاض طفيف عن الربع الاول من 2013.

