ماذا يريد الشعب من جلالة الملك؟
الأحد-2013-07-14 03:04 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص
منذ أن بدأ إعصار ما عرف في العامين الأخيرين بالربيع العربي يحرف ويجرف أنظمة عربية عدة في الإقليم المضطرب، والمفتوحة ساحاته لتوقعات الأخطار الساخنة، فقد حدد الشعب الأردني بشكل مبكر بوصلته سياسيا، ولم تفلح كل إغراءات الخارج من مال وإعلام في توفير خطاب سياسي مضاد للنظام الملكي، وهو ما جعل من الأردن حالة فريدة ومميزة، بل وجرى عقد سلسلة إجتماعات سياسية سرية ودقيقة في أكثر من عاصمة في دول الجوار الأردني، لمناقشة أسباب تخلف الأردنيين عن الصعود لقطار الربيع العربي، إذ قال الأردنيين أنهم لن يقبلوا إلا الحكم الهاشمي، حتى لو بقي منهم طفلة صغيرة ولدت للتو، لكن الأردنيين كانوا وما زالوا ينتظرون من جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله- عاصفة سياسية تطال بشكل متزامن السياسات مع الأشخاص.
مطالب الأردنيين السياسية جرى تنفيذ معظمها بإرتضاء ملكي لا تخطئه العين، لكن الأردنيين في الزمن الصعب يريدون أن يصعد الى جوار جلالة الملك في قمرة القيادة ساسة أمناء يقولون الحق والحقيقة خدمة للأردنيين ومليكهم. يريدون ساسة أن يركزوا إهتمامهم على ما ينفع الناس، لا على صورتهم الإعلامية وشعبيتهم في الشارع، إذ لا غرابة في القول أنهم باتوا يتطلعون الى رئيس ديوان ملكي واضح، تنحصر تحالفاته السياسية في البقاء على مسافة واحدة من الجميع، وأن يكون حلقة وصل أمينة بين الملك وشعبه الوفي، إذ أن رئاسة الديوان الملكي اليوم تبدو شبه مشلولة وعاجزة، حتى أن دورها يكاد يكون قد إختفى، إذ تشكو نخب أردنية أنه خلافا لسنوات سابقة فإن رسائلهم لم تعد توضع بأمانة على مكتب جلالة الملك، وهو أمر يطرح سلسلة علامات إستفهام.
وليس سرا أيضا أن الأردنيين يريدون رئيسا قويا للحكومة، يصارح الأمة بالحقائق – كما هي-، ولا يلوي عنق الحقيقة، ويتحرك دفاعا عن مصالحهم، لا دفاعا عن أفكار بقائها في حكومته في موقعها السياسي، حتى وإن تطلب الأمر غضبا أردنيا يتفاقم في الأذهان والنفوس، وأن يتخذ القرار بدون أي تأثير من المظلات السياسية والأمنية، وأن يكون حصيفا بإختيار وزرائه، وأن يحيطهم علما قبل القسم بأنهم يقسمون لخدمة الأردنيين، لا الى التنافس على قهر الأردنيين بتصريحات خرافية وإستفزازية للأردنيين الذين أعلنوا مطالب سياسية بسيطة جدا، لا تغادر مربع الإنتماء للوطن والولاء المطلق للعرش الهاشمي.

