أمير قطر الجديد والعلاقة الآمنة مع الأردن : معلومات غير منشورة
الأربعاء-2013-07-03

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص - وسام محمد
منذ إنطلاق قطار التسريبات السياسية مطلع الشهر الماضي عن تغيير سياسي كبير سيتم تظهيره في الداخل القطري، وهو ما تحقق الأسبوع الماضي عبر عملية نقل للسلطات الدستورية من الأمير القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى نجله الشيخ تميم، فإنه وخلافا لتكهنات وتحليلات قالت بأن هذا التغيير صوري، فإن أمير قطر الجديد الثلاثيني قد أظهر أنه يمتلك خطة وإستراتيجية لإدارة عهده في حكم الإمارة الخليجية الصغيرة التي تمتلك أكبر إحتياطي عالمي من الغاز المسال، إذ تعتقد مصادر وأوساط قطرية مؤثرة أنه بعد أن يستكمل أمير قطر بضعة تغييرات داخلية أخرى، فإنه سوف يدير نظره وإهتمامه الى إتجاه خارجي، إذ يعتقد بأن تميم سوف يجتهد لمصلحة إعادة السخونة والحيوية الى علاقات بلاده مع دول وازنة في إقليم الشرق الأوسط، وتشكل عمقا لا غنى عنه لقطر مثل السعودية والأردن.
تكشف المصادر والأوساط القطرية بأن الشيخ تميم كان قد بدأ توجها لافتا وبدا قبل نحو عام مضادا لتوجه الحكومة القطرية التي كان يرأسها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، فأثناء زيارة رسمية لولي العهد القطري (آنذاك) للأردن، فقد سمع تميم من الأردنيين مباشرة لأول مرة أن عمّان لا ترد على الأجندة السياسية القطرية المعادية للأردن، بل وكشف الأردنيين لتميم أن عمّان لا يمكن أن تتأثر بأفعال بعض المسؤولين القطريين الذين لا يريدون مسارا آمنا وأمينا للعلاقات الأردنية القطرية، إذ تكشف الأوساط القطرية والأردنية أن تميم عاد الى الدوحة عاقدا العزم على وضع قواعد جديدة للعلاقات بين الأردن وقطر، وإستعادة الأردن كعمق إستراتيجي لا غنى عنه لقطر، بل أن الأهم هو إستشعار أردني عاجل بتحولات في الموقف القطري تجاه الأردن بعد زيارة تميم، ولوحظ كذلك إنخفاض حاد في عدائية فضائية (الجزيرة) القطرية للأردن، وهو أمر دفع الأردن الى تعزيز قنوات الإتصال بتميم القطري، خصوصا وأن عمّان كانت تدرك بتقديراتها المتصلة بالشأن القطري أن عهد تميم لن يتأخر.
أمير قطر الجديد المُتْقِن للعلوم العسكرية في كلية سانت هيرست الملكية العسكرية البريطانية، التي تخرج منها سائر أمراء العائلة الهاشمية في الأردن، بل أن أمير قطر قد زامل بعضهم في الكلية، لم يجد منذ أن فُوّض إليه ملف الإتصال مع الأردن قبل عام أي مانع له وزن في فتح كل خطوط الإتصال السياسي مع الأردن، إذ وجه دعوات لشخصيات أردنية وزانة لزيارة الدوحة، والإلتقاء به، إذ كان من بين هذه الشخصيات الجنرال مشعل الزبن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، الذي سافر مرارا الى الدوحة، وقد عُهِد الى الزبن بمهمة الإتصال بالقادة القطريين لإبعاد علاقات الأردن وقطر عن المسار الإضطرابي السابق، إذ أن الجنرال الزبن بشخصيته الهادئة، وقدرته على التشخيص السياسي، وخبرته العسكرية الممتدة أكثر من خمسة عقود، قد نجح في إبقاء العلاقات الأردنية القطرية بعيدة عن منهجية الفعل ورد الفعل التي حكمت على هذه العلاقة بالبرود السياسي المقلق منذ عام 1999.
تقول أوساط قطرية وأردنية أن عمّان كان لها تقديرات على شكل معلومات تقول أن تغييرا سياسيا واسعا سيحدث في الداخل القطري لمصلحة تميم، لذلك فقد كان جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله- أول زعيم عربي من خارج المنظومة الخليجية يزور الدوحة مهنئا بالإنتقال السياسي في قطر، إذ أرادت عمّان أن تكون تهنئتها شخصية وعائلية وليس على الطريقة البروتوكولية فقد إنتقل الملك – حفظه الله- الى قطر، وهناك لاحظ الوفد الأردني أن القيادة القطرية قد مارست أقصى طاقات الترحيب والحبور بالزيارة الملكية، إذ كان مقررا أن يستقبل مسؤول قطري عادي الملك والوفد المرافق في المطار نظرا لإنشغال الأمير السابق والجديد في مراسم إستقبال المهنئين، لكن الملك فوجئ بتواجد الأمير السابق والأمير الجديد في صالة التشريفات الأميرية لإستقباله، كما كان مقررا أن يغادر الملك والوفد المرافق قطر بعد التهنئة مباشرة، لكن أمير قطر السابق أصر إصرارا لافتا على أن يقبل الملك دعوته لتناول طعام الغداء في قصر الوجبة القطري مسكن الأمير السابق الخاص، إذ كان لهذه اللفتة خصوصية خاصة في التقييم الأردني، فأمير قطر السابق كان يرسل إشارات للأردنيين أنه مثل نجله الحاكم الجديد يريد علاقات هي الأفضل مع الأردن.
وتكشف الأوساط السياسية القطرية والأردنية أن لقاء الملك مع أميري قطر السابق والحالي قد طغى عليها جو الود الخالص، بل أن أوساط قطرية لاحظت أن أمير قطر الجديد اعتبر الزيارة بأنها دعم سياسي كبير لعهده الذي كان قد بدأ للتو، وهو أمر إستذكره أمير قطر السابق الذي قال لنجله الحاكم الجديد أن الملك الراحل الحسين بن طلال قد فاجأه بزيارة بعد نحو ساعة من إعلان القصر الأميري القطري توليه الحكم في السابع والعشرين من شهر يونيو عام 1995، كاشفا لنجله أن الملك حسين زعيم عالمي من الصعب تكراره، قبل أن يرد الملك بالقول أنه يستذكر أيضا بكثير من الود والإمتنان كيف وقف الشيخ حمد أمير قطر تحت المطر الشديد في مطار عمّان للمشاركة في إستقبال الملك حسين بعد عودته من رحلة علاجية في يناير عام 1999، إذ بدت علامات التأثر الشديد على الملك وأمير قطر السابق.
ووفقا للأوساط والمصادر السياسية القطرية والأردنية التي تحدثت الى موقع "جفرا نيوز" فإن أمير قطر الجديد سيستكمل مهمة البناء الصحي والصحيح للعلاقات الأردنية القطرية، وأنه أبلغ الملك على أرض مطار الدوحة مودعا أنه سيكون في الأردن في أقرب أجل ممكن، وأنه سيبحث فيها بشكل معمق كيفية الإستفادة من الخبرات الأردنية في مجالات عديدة، وكيف يمكن للأردن أن يلعب دورا عميقا في ورشة البناء الضخمة في الداخل القطري، إضافة الى قرار أعلى مرتقب للأمير الجديد برفع أي قيود وُضِعت سابقا لتوجيه إستثمارات ضخمة الى الأردن، للإستفادة من مميزات الإستقرار السياسي والأمني، خلافا لكل دول الجوار الأردني.

