النسخة الكاملة

قضية أسرانا على مائدة اللئام

الأربعاء-2013-06-26 10:22 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- إبراهيم قبيلات وكأن المجتمع والدولة في كفة والأسرى في الأخرى.. الجميع تناسى الأسرى في معتقلات العدو الصهيوني، والجميع يغرق في تفاصيل حياته حتى نسيناهم، فلا نذكرهم إلا في مناسبات يتيمة.. وكأننا حكمنا عليهم بالغربة عنّا فوق أسرهم. نتفهم ذلك، لكن ما لا نستطيع تفهمه هو، لِمَ الإهانة لأهالي الأسرى كلما نظموا وقفة احتجاجية هنا أو هناك، ارادوا فيها تذكيرنا بأبنائهم. هم كلما فعلوا ذلك أشبعناهم تجاهلاً؟ بالنسبة للأسيرة المحررة أسماء حامد، فإنها تقدم تفسيراً لحالة الشارع الأردني، الذي بدا وكأن لا أسرى له. تقول : لقمة العيش أشغلت الناس". ولكن يا أسماء الشارع يفيض بالرافضين للسياسات الدولة!؟ تجيب حامد، التي خرجت من المعتقلات الإسرائيلية في عام 2004، : الجهل وعدم إدراك أهمية ملف الأسرى هو وراء الأعداد المتواضعة من المهتمين في الشوارع؛ فطغى الهم الاقتصادي على سواه. 26 أسيراً يقبعون في سجون العدو الصهيوني، ومثلهم مفقودون ولا أحد يعرف عنهم شيئاً، ولا يخرج لنصرتهم إلا أمهات لفح الوجع قلوبهن، فخرجن يحملن بأيديهن بقايا من إصرار، فيما تركت قيود الأسرى أثارها على وجه آبائهم فراحوا يشعلون الشوارع بضجيجهم وبجلجلة حناجرهم رغم قلة عددهم. شارع بات مشغولاً بلقمة عيش ساكنيه كما تقول اسماء حامد.. وأحزاب اليسار والقوميين منهمكة في الدفاع عن بشار الأسد، والمنظمات الدولية حقوق الإنسان لا ذكر لها..هذا هو واقعنا وحالنا تجاه أبنائنا. أستاذ علم الاجتماع في جامعتي البلقاء التطبيقية والأردنية، د. حسين الخزاعي يجمل أسباب التخلي عن ابنائنا الاسرى بالتالي: عدم ادراج قصص الأسرى المشرفة والتركيز عليها إلا من قبل ذويهم؛ يجعل أعمالهم مهددة بالنسيان من الذاكرة المجتمعية". "نحن بحاجة لمعرفة قصص هؤلاء؛ لتقديرها ولينحاز الجميع إليهم" يقول الخزاعي الذي يرى ان المجتمع انشغل بأسباب الحياة المادية اكثر من الوطنية والسياسية. وذكر الجميع بطريقة تعامل دولة العدو الصهيوني مع الجندي شاليط، وكيف اصبح وجبة دسمة على موائد الدول ومنظماتها وأحزابها وحتى شعوبها. وما الحل يا دكتور؟ يجب على الجميع التركيز على هذا الملف، حتى نصل إلى إحساس بالمسؤولية الجمعية اتجاه أسرانا، وهي ورقة ضغط يجب أن تسحب على المؤسسات والجهات ذات العلاقة. اليوم، قضية أسرانا على مائدة اللئام.. لا اعني اليهود.. هؤلاء هم الأعداء...أعني باللئام نحن
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير