زياد النجداوي لم يذهب الى المركز الثقافي الملكي هوّاش
الخميس-2013-05-23 09:53 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم: محمد داودية
كان فعلا طائشا أحمق لم يأخذ في الإعتبار ردود الفعل الغاضبة، ذلك الذي قارفه قبضايات من حرس السفارة العراقية في عمّان. واضح ان المحامي زياد النجداوي لم يذهب وعدد محدود من رفاقه الى المركز الثقافي الملكي (هوّاشين)، بل ذهبوا ذائدين عن سمعة نظام الرئيس الراحل صدام حسين وهذا من حقهم. والذين أحيوا ذكرى المقابر الجماعية العراقية الأليمة، من حقهم ان يبكوا أحبابهم وأن يدينوا الإنتهاكات الفظيعة التي تعرضوا لها.
لكن المزاج الشعبي الأردني لا يتحمل التعرض لإسم صدام حسين و لا التعريض بذكراه التي ما تزال مبجلة وغالية وطرية وندية. وكان يمكن إحياء تلك الذكرى الأليمة بوسائل كثيرة وعديدة أقلها تأثيرا وحصافة هو اسلوب الندوة الجماهيرية، في مكان عام مفتوح، و في بلد يعتبر شعبه صدام حسين شهيدا وفارسا قوميا وبطلا جسورا في مواجهة قدره ومصيره.
لقد أدّت الرعونة والطيش والعنجهية، التي تميز بها رد فعل حرس السفارة العراقية، على شجب سلمي للنظام العراقي الحالي، الى تحويل مناوشة سياسية بين نظامين عراقيين (صدام والمالكي)، الى قضية رأي عام أردني كاسح، انتفض على انتهاك السيادة الوطنية وعلى الهمجية وعلى التطاول على كرامة الاردنيين.
واوشكت تلك الحادثة الغبية المحدودة، ان تتحول الى حرب طائفية بغيضة (سنّة وشيعة) والى حرب قومية بلهاء (عرب ومجوس). وكادت تلك الحادثة الرعناء ان تفخت العلاقات الاردنية العراقية، الضرورية للدولتين وللشعبين، في كل العصور والانظمة. وكادت ان تجهز على ثمالة العلاقات الاردنية الإيرانية الضرورية للدولتين وللشعبين، اليوم وغدا، فلا حرب في سوريا إلا بإيران ولا حل في سوريا إلا بإيران، والأردن هو الذي يعنيه حل الصراع في سوريا وعليها، أكثر من كل الأمم والدول الأخرى.
والمؤسف ايضا انه تمت محاولة تحويل السخط الشعبي العفوي الكريم، الى حملة كراهية ضد اخواننا العراقيين المقيمين في الاردن وحاول البعض ان يجعلها "هوسة" وفاصل كراهية بغيض ذميم شارك فيها كتاب وسياسيون ونواب وغيارى وانتهازيون وقناصو فرص وشعبية، متغاضون عن ان الذين انتهكوا حرمة الضيافة والسيادة الوطنية هم نفر لا يتعدى اصابع اليدين، لا يجب ان تعمينا عن تبصر ان العراقيين مبتلون بأشكالهم في عقر دارهم ومتغاضون عن أن ابناءنا الذين تعرضوا للاعتداء من قبل تلك الطغمة هم شباب قوميون عاش معظمهم في العراق الذي أغدق عليهم وقدم لهم المنح الدراسية والضيافة التي ما عليها زود.
لقد علت اصوات تطالب بالانتقام من كل من هو عراقي واضطراخواننا العراقيون (سنّة وشيعة) وأسرهم الى التزام منازلهم ذلك اليوم، خشية التعرض لطيش الطائشين او المغرضين.
في البلد حكومة وبرلمان يتوجب عليهما ان تصرفا بالسرعة وبالقوة كي لا يضطر المواطنون الى التدفق الى الشوارع لأخذ حقوقهم بأيديهم، سواء في الجامعات او في المجتمعات المحلية، فيتعذر حينها رتق الفتق.

