عندما يفقد الاردني كرامته ...
الثلاثاء-2013-05-21

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- فارس الحباشنة
ما جرى في المركز الثقافي الملكي هو أمر بسيط و لا يحتاج الى ردود فعل شعبية غاضبة ، و لا يحتاج الى نبش في أعماق الكرامة الاردنية للبحث عن رذوذها للسدح بها ، ليس في الغضب أي حكمة أو رفعة أو قيمة أو سعة أفق ، و لاحتى مؤشر على الثقة و الارتياح و البحث عن أسترداد كرامة سلبت أهينت لأنها أفلست منذ عقد من الزمن الاردني الاغبر .
كيف الحال ، و أنت مع قصة تعرف أطرافها و تعرف خصومك بها ، وتعرف لماذا تجريء هكذا غرباء
على فعل ذلك ، ونحن نعرف أن خصمنا الاول ليس المعتدين أنما من فشلوا في حماية كرامة الاردنيين ، ومن زرعوا قيم الضعف و الذل و الاهانة في نفوس الاردنيين ، ومن جعلوا منها عناصر و ارقام في طوابير الاعانات الدولية ، ومن حولوا الاردنيين الى رعايا لا مواطنيين ، بقيد الجوع و التهميش والظلم و فقدان الكرامة و القيمة الوطنية و الانسانية .
عندما تجبن الدولة على فرض سلطتها العادلة على أركان حكمها ، و عندما تتخاذل وتتهاون في بسط العدالة والسيادة على ربوعها ، وتبيع أهلها و تتركهم عراء و مخذولين ، ينتظرون مبادرات أجتماعية لمقاولين و رجال أعمال تبث رائحة الفساد من أموالهم النتنة " الحرام " ، أن كانت الدولة هي الخيار و لا يهزها الابتزاز و لا تخضع لسلطة "البزنس و الفوضى و العبث وملامح الانهيار التي تقترب على النضوج و التكون ، لماذا لا تفعل موقفا سياديا تستحي به من الاخرين في الداخل و الخارج .
أن كان صناع القرار و أهل السلطة لا تهزهم أخبار الاعلام و لا غضب الرأي العام ، و يتوسدون مؤسسات الدولة بثقة مطلقة و "هامة عالية " ، فلماذا لا ينفعلوا لحماية كرامة الدولة لا مواطنيها ، لماذا لم تنحرق أعصابهم أمام ما جرى في المركز الثقافي الملكي ، أنها أزمة تقابل بكل بالوجوه ما جرى في جنوب الاردن بين المعانية و الحويطات و موقف الدولة منه .
يا أيها الاردنيون أن بلادكم تحكم على طريقة " الازلام " ، لماذا لم تنفعل الخارجية الاردنية الكريمة ، و
تهتز أطرافها الناعمة للرد و لو بشكل دبلوماسي لائق على الاعتداء السافر على الاردنيين في مركزهم الملكي الثقافي ، ووزيرها صانع بطولات الدبلوماسية الاقليمية ، فلو أهتز شارع في البحرين لانفعل ناصر جودة و أقام الدنيا و لم يقعدها و لغضب من غضب أميرها ووزير خارجيتها ، لا تصريح رسمي صدر من هنا أو هناك أو خبرا حتى رطب نفوس الاردنيين .
واقعة المركز الثقافي الملكي ، أنها شاهد حي على حرب اللغاء للمعنوية الاردنية وللكرامة الاردنية ، أنها شاهد كمي على ألانهيار القيمي و المعنوي للاردنيين ، بعدما دسيت على كرامتهم عندما تحولوا بقرار رسمي الى مخلصي معاملات في مكاتب غسيل الاموال التي يديرها رجال أعمال عراقيون وعرب في عمان ، عندما رفع جنرالات المؤسسات العسكرية و الامنية المتقاعدين رياتهم البيضاء أمام مكاتب شركات المال العراقي القذر و تحولوا الى مخلصي معاملات في مؤسسات الدولة الاردنية .
ألم تأتنا قبل أعوام أخبار مدير المخابرات المخلوع و الموقوف محمد الذهبي ، وقالت لنا بصريح الاشارة كم تغول المال العراقي على سيادة الاردن ، وعلى شأنها الامني و السياسي ، و صارنا لاشيء أمام أرادة رجل أعمال يغسل أمواله في عمان ، وصارت حتى الحكومة و البرلمان تشكل و تكون على وقع تأثيرات المال العراقي .
طيب ، و بصراحة ووضوح أكثر مالذي دفع العراقيون الى أستباحة كرامة الاردنيين و الاعتداء عليهم في المركز الملكي الثقافي ، و على الاقل ...لماذا لم يتعذر السفير العراقي في عمان ، و تكرم سعادته باحترام أدبيات العمل الدبلوماسي ، لولا أنه يعمل جيدا بحكم أشياء كثيرة أن كرامة الاردنيين مفقدوة وضايعةو مسلوبة ، فصالون سفارته و منزله لا يختلف عن بقية سفارات المال في عمان ، يعج يوميا بكبار القوم ينقلون أدق أسرار الدولة و الناس ، و يتحدثون ببوح الكره عن الوطن و أهله .
ثمة حدود للاستهتار بكرامة الاخرين ، مصر لم تنفجر على حيثيات أقتصادية أجتماعية وسياسية بقدر ما
كان المصريون يبحثون بنضالهم عن كرامة "سلبت و أنتهكت" ، بقدر ما أنفجرت أنفسهم باحتقان غاضب لهدر كرامتهم و قيمتهم القومية و الانسانية ، عندما تحولوا الى أرقام في جدوال "مؤسسات الحكم " يشحدون عليها من البنك الدولي ومؤسسات التمويل العالمي .
فلا بأس لما جرى في المركز الثقافي الملكي ، لأن معركة الاردنيين الحقيقية بالبحث عن الكرامة و القيمة الوطنية ، فلماذا تتصدع نفوسنا غضبا من هكذا فعل ، و لا يخطر ببالنا ما يجري يوميا للاردنيين في الشارع و الجامعة و المخبز و المتجر و البيت و أمام المرأة أيضا ، ولا أظن أن ثمة أكراه أقوى من الاستهتار بالكرامة ...واللهم أستر .

