النسخة الكاملة

أعتصام المخابرات ..."فهلوة وقحة "

الخميس-2013-05-16
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة

الدعوة للاعتصام أمام المخابرات العامة ، تتضمن أكثر من سؤال مشروع عن مقاصدها وأهدافها ، والسؤال تحديدا عن الجهة التي تقف ورائها ، المؤسسة الامنية في الاردن ، لربما أستعادت رشدها من مجمل ما يجري وطنيا ، ولكن الاخطر في التداعي الاردني أن هناك أطرافا في السلطة والمعارضة تتربص لمجمل ما يجري وتسعى الى تشويه الثوابت الوطنية المؤسسية السيادية والانقلاب عليها .



المسألة ليست في الاعتصام ، أو رفع شعار مطلبي سياسي لرفع القبضة الامنية ، ولكن السؤال عن هوية الداعين للاعتصام ، وقوامهم السياسي ، ورافعتهم الاجتماعية و التنظيمية ، ولماذا تخرج هكذا صرخات في توقيت أقليمي" حرج " تتدافع به بلدان عربية الى خوض حرب أممية في سوريا لأسقاط نظام بشار الاسد .


هل الاسأة والتطاول على البنية المؤسسية الامنية في هذه اللحظة شرطا للاصلاح السياسي في الاردن ؟ الاعتصام سلوك يلامس الوقاحة بهكذا حال ، وأن الكلام المنطقي والعقلاني الاتي عن تفسير وقراءة الاعتصام وما وراء الدعوة للاعتصام هو برسم فعل ومؤامرة لاطراف محلية تنفذ أجندات وسياسات لدول أقليمية ضاق بها ذرعا حكمة ورشد المؤسسة العكسرية والامنية الاردنية .


في الاردن ، هناك أطراف سياسية تتحايل على الحقائق والوقائع في مواضيع وملفات وطنية كبرى ، وترسم أفق تحالف و أجندة لمصالحها السياسية العليا على حساب الثابت والمتحول الوطني الاردني ، وأن كانت الدولة تمر في حالة أرباك والتباس بالادارة ومسيرة الاصلاح والتنمية ، ولكن ثمة مداخل حوارية سلمية سياسية لمقاربة أي أشكالية سياسية متنازع حولها .



الحراك الاصلاحي الوطني لا يسعى الى قتل الدولة ولا مؤسساتها ، وأن كانت تكبس على أنفاسهم ، هيبة الدولة أساس الحكم الرشيد والعادل ، وما يتسرب من مفاهيم عبر أجهزة دعائية لاطراف سياسية تدعو الى ألانفكاك عن الدولة ومؤسساتها ودعوات أخرى لاقصاء المؤسسة الامنية والعسكرية عن صناعة القرار الوطني السيادي ، تجعلها مجرد أفكار تضليلية وتخريبية وفاسدة ، لا تصلح لتدوالها في المعادلة السياسية الاردنية .


الداعون للاعتصام ، أن كانوا يعتقدون أن الاصلاح يمر من أمام بوابة دائرة المخابرات العامة ، فهم مخطئون ويجانبون الصواب الوطني ، فهي خيبة ثقيلة لأنها تعني ببساطة أنقلاب على مؤسسة سيادية وأنقلاب على جذر أمني مركزي في الدولة .

المافيا السياسية التي تحرك مرتزقة أعتصام المخابرات محدودة الذكاء لا تنظر بافق وطني ، نظرة تربت على لغة الشيكات والدفع المسبق و أموال السفارات الاجنبية في عمان ، بلا كفأة لفهم ودراية الفطرة الوطنية الاردنية بالتعلق وجدانيا بالجيش والمخابرات كلما أزادات أثقال المعاناة و الهم وضنك العيش على الاردنيين .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير