الوزير القضاة نيو لوك ... للاسلام الجديد
الأربعاء-2013-05-15 02:15 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فارس الحباشنة
لا أنفي أنني تابعت برامج وزير الاوقاف و الشؤون و المقدسات الاسلامية محمد نوح القضاة التلفزيونية ، وخصوصا فتاويه الاستهلاكية و "الديلفاري" منها ، و تورطه بالترويج للاسلام الاستهلاكي المطبوخ فكرا و عقيدة في مراكز صناعة القرار السياسي و الاعلامي في واشنطن .
كان الوزير و الداعية القضاة على الدوم قريبا من مؤسسات الاعلام السعودي في الخارج ومن خطابها الدعوي و التحريضي ، وأتاحت له هذه المؤسسات ألاعلامية المملوكة لال سعود أن يكون داعية أردني من طراز مختلف وب"لوك جديد" .
للانصاف ، فان الحلة الدعوية الاستهلاكية التي يظهر بها الوزير القضاة خدعت الرأي العام الاردني ، وخدعت الدولة أيضا ، وصنعت بالخداع و الاكراه و سوء التقدير ، منه وزيرا للاوقاف و الشؤون و المقدسات الاسلامية بشكل و مضمون دعوي ديني جديد يختلف عن سابقيه في الوزارة ، وهي تتويج لرحلة أنقلابات قطعها الوزير القضاة في الاعلام الاسلامي الدعوي ،أسست لموديل جديد لرجال الدين في
الاردن .
بعيدا عن كل ألامور السياسة العامة ، و بعيدا عن هموم الناس و أشكالات و عسر عيشهم ، يتمرن القضاة يوميا على فن الايهام والخداع ، وفن التلون و فن التسويف و التسطيح للخطاب الاسلامي الدعوي ، يتفنن في قلب الحقائق و الثوابت ، و الازمة الحقيقة التي يبحث الشيخ القضاة ورائها دوما هي اقناع العامة بان البنوك التجارية حرام و بديلها البنوك الاسلامية .
وبعيدا عن الشكل ، فان الوزير الداعية القضاة صعد في زمن جنون مواجهة الدولة مع الاخوان المسلمين ، لا بل أن القضاة ذاهب بعيدا لطرح نفسه باطار مشروع ديني أجتماعي و سياسي متكامل تعويضي يسد فراغا في الدولة و المجتمع ، عمامة الشيخ القضاة
القضاة ينتمي الى تيار "مشايخ الفوضى " وهم من أنتاج الصراع المحتدم بين قوى الاصلاح و التغيير في عالمنا العربي والسطوة السعودية العميقة على السياسة و الاعلام العربي ، يبدو أن الاردن صار ساحة في قمة التحفز له ، دينامية شعبية لا يمكن أستيعابها بالوعي الديني التقليدي و الدعوي الذي يروج له الشيخ القضاة ، و لا بادوات التحليل السطحية و الساذجة ، دينامية تربك مدمني الحركة من الثبات و السكون ، أنها فعل تاريخي أجتماعي .
نموذج الشيخ الداعية الوزير القضاة هو مغامرة لتدمير كل أشكال الدينامية الحركية التي تصبو الى أخراج المجتمع و الدولة من سكونها ، ومشروعها لاحياء فعالية سياسية قادمة من الشعب ، و لكنها تواجه بصد و أرباك عندما يعاد توظيف و أنتاج العقل الديني الاسلامي الاستهلاكي النمطي ، وليعرقل أمكانات التغيير المتاحة ويبتدع أنتاج وصناعة جسور للاسلام الوهابي الجديد " .
الخطاب الدعوي للشيخ القضاة ، هو شيفرة موروثة من خطاب أسلاميات ما بعد 11 سمبتمر ، أنتاج
غربي -وهابي للاسلام الجديد ، خطاب متواطيء مع السلفية الدينية في الظل بعد أن تفتت مرجعايتها في مواجهة العالم أثر تورطها في الارهاب الاممي ، تتفت قشرة خطاب الاسلام الجديد ، في محاولة أحياء ما
هو معطوب و غير مفكر فيه ومسكوت عنه في سؤال الدولة و السلطة و العقل في الاسلام السياسي
فعلا أنها أشبه بالفوضى ، لا بل أكثر ، أن يأتي بداعية للاسلام الاستهلاكي وزيرا للاوقاف و المقدسات الاسلامية ، و أن تروج ماكينة الدولة بعظمتها وقوة أيقاعها لمشروع الشيخ القضاة و لافكاره الترويحية عن الاسلام الاجتماعي ، لا يمكن قبول هذا الامر الواقع على صعيد ديني خطير يحمل تداعيات لاحتمالات تصيب العقل و الايمان بامراض خطيرة .
لا يجدي أن يبقى هكذا نوع وموديل من رجال الدين يتحركون دون رقيب وحسيب ، ودون مراجعة وطنية لخطابهم الديني التحريضي و الاستهلاكي ، فهم أقرب للحظة الانفلات و الفوضى ، وهو محصل أنتاج الاسلام السياسي بشقه الاخواني في عالمنا العربي ، هي فوضى أستعمال وتوظيف الدين بغير مقاصده الايمانية الاجتماعية ، هي أقرب الى عدمية تضع المجتمع كله في لحظة موت جماعي ، أو تحول الى حالة "القطيع " والانجرار وراء خطاب ديني أستهلاكي تحريضي ، هي فوضى لمواجهة يقظة المجتمع ، والمرعب أكبر أنها لحظة ممكنة لانتاج ما هو أخطر من الفوضى .

