النسخة الكاملة

ساتر العورات " عبدالله النسور صار مفضوحا ...

الثلاثاء-2013-05-14
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة
ربما أن الاردن صار أكثر بلدا عربيا يغرق في الازمات من "الحكومة الى البرلمان الى حرد ومقاطعة قوى سياسية وشعبية ووطنية للعملية السياسية ، الى أزمة رفع أسعار الكهرباء ،و الانتخابات البلدية المرتقبة وكل ذلك يجري و يتفاعل يوميا ، دون أن يلوح في الافق العام أي حوار وطني جدي بين الفرقاء ، الكل ينتظر مجهولا ، و الكل يتجهز لمواجهات على جميع الجبهات لا يعلم سر حلها .

العقل " البليد " عادة لا يتيح حل أزمات ، و العقل" البليد" عادة لا يتنبه الى المخاطر ، رئيس الحكومة عبدالله النسور أعتقد خاطئا منذ اللحظة الاولى التي حملته الى الدوار الرابع بانه يحظى باجماع وطني ، و أنه صورة جديدة للرئيس الاصلاحي ، و أن تشدقه بالحديث عن المال العام و الفساد الاداري و الشفافية و النزاهة الادارية ، زاد من حاجة الاردنيين للنظر اليه كرئيس أسطوري للحكومة .

في جوهر أداء رئيس الحكومة عبدالله النسور ، أشارات تدل على عقل "بليد " ومعطل " وتفكير غير واقعي  و متناقض مع الوقائع المحلية و الاقليمية ، و تصور غير دقيق للمهام المؤكلة اليه داخليا و على رأسها رفع ألاسعار بكل الاتجاهات ، وأزالة الدعم الحكومي عن كل السلع الاستهلاكية الاساسية .


المؤسف أيضا ، أن الرئيس النسور قرأ تكرار تكليفه في تشكيل الحكومة على أنه ترشيح له كرئيس منقذ ومخلص للبلاد ، و لم ينتبه الرجل الى أن الحسم الملكي لمسألة "توزير النواب " فجر قنبلة في وجه الحكومة ،ما يعني أن عمر الحكومة شارف على أعتاب النهايات ، و أن معركته مع الولاية العامة تعثرت ، وأن هيبة الحكومة صارت بالحضيض ، و أن أي أنزياح نيابي منسجم و متألف قد يمهد لتسريع رحيلها .


وكما أن الرئيس النسور لامس بيده و عينه و عقله ، حجم الخطر الذي تتعرض اليه الحكومة ، و يعرف أنه مجرد ديكور "سياسي و بيروقراطي " وضع في "سدة الدوار الرابع" ليتخذ قرارات أقتصادية مجحفة بحق الشعب الاردني ، وانه لا يملك الارادة السياسية ليفكر أو يخطط لمستقبل وواقع الاردن ، فهو يعرف جيدا أنه أداة لدور ووظيفة محددة زمنيا ومضمونا ، ليست مهمة حكومته صناعة أستراتجيات وطنية تحل الازمات بعقلانية ورشد ، حكومة أن صح قراءة تشكل دورها فهي أنقلابية على مسارات الاصلاح السياسي في البلاد ، حكومة تجميد و ترحيل للازمات .


هذه هي خلاصة الازمة التي وصلت البلاد اليها ، وربما أن رحيل الحكومة أو عدمه سيكون وجه أخر للازمة وسيؤلد أزمات أكبر و أعقد ، أي قرار أقتصادي مرتقب لرفع سيفجر أزمة لا تحمد عقباها ، و بقاء الدولة الاردنية بالتعامل مع الملف السوري بهذه الطريقة فانه سيولد أزمات أكبر و أخطر ، و أي قرار غير مدروس لاجراء الانتخابات البلدية وسط هذه الاجواء العامة المشحونة بالغضب فانه سيضاعف الازمة ، وهذه الازمات لها جذر واحد ،هو غياب الحوار السياسي الجدي.


هذا يعني ببساطة مطلقة ، أن الوقائع من حولنا لا تبشر بالخير و الامل ، و أن لعبة الحكومة و البرلمان و خداعهما للرأي العام والانقلابات المتبادلة في المواقف لن تفك الازمات المتراكمة في البلاد ، و لن تزيل أكوام من الغضب الشعبي المشكك بشرعية السلطتين " التشريعية و التنفيذية " .


توحي حركة الرئيس النسور أنه يتجاهل حقيقة ما فرضته مراكز قوى داخلية على حكومته من وقائع و أدوار ، وهي في الحقيقة بصلب تسريع أنهيار الحكومات في الاردن ، أنها الوصفة الاخيرة للانقذاذ على الحكومة ، ومن هذه الزاوية أخطأ النسور ووقع الفخ ، وهذا ما يبرهن أن عقل الحكومة ورئيسها "بليد" .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير