النسخة الكاملة

جودة - صالحي ... لقاء دبلوماسي بحجم الفضيحة

الأربعاء-2013-05-08
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - فارس الحباشنة

بعدما استرسل طويل في العمل الدبلوماسي وقف وزير الخارجية الاردنية ناصر جودة مقابل نظيره الايراني علي أكبر صالحي في المؤتمر الصحفي المشترك ، مرعوبا و خائفا و ضعيفا و مهزوزا لحد الارتباك ، موروث  خبراته في العمل الدبلوماسي كان هشا و معدوم التوازن.


ناصر جودة يحيط نفسه بحالة من القداسة ، واحاطته حاشية ممتدة ومزروعة في مؤسسات الدولة ب"قداسة واهنة " لكونه وزيرا خالدا للخارجية الاردنية تحول بفعل السلطة المطلقة و غياب العدالة و الحكم الرشيد من موظف في الاعلام الملكي "طموح" الى شبه فرعون في السلطة الاردنية .


والقداسة حولت الوزير جودة الى قدوة يقتفي الاخرون خطاه و يتلقون تعليماته ، و بناء عليه فان الوزير جودة هو وريث لحكم الافراد و العوائل في الدولة الاردنية ، على طريقة رجال دولة كثر دخلوا السلطة وخلدوا هم و أولادهم و أحفادهم بها ، فناصر جودة يزخر بعطاه السياسي ، فهو جزء من بنية السلطة البريطكية في الدولة ، ولكن ربما أن جودة بلغ حدا لافتا و مميزا مقارنة بالاخرين ، حتى أنه يسعى الى أن يحتل شقيقه عضوية في مجلس الاعيان ، ويجوز له ذلك مادام شقيقه الاكبر وزيرا للخارجية الاردنية لاكثر من 8 أعوام .


عبادة السلطة وصلت لحد لا يوصف و لا يقارن ، فناصر جودة يؤسس لاحكام مستوحاة لتجربته الخاصة في السلطة ، فهو يستلهم نموذج الرجل الاوحد في السلطة ، لذلك ملأ الخارجية الاردنية بممثلين ووكلاء ومخبرين له ، ممن لا يدينون بالولاء الا لوزيرهم ناصر جودة ، يفعل ما يشاء و يقدر ما يشاء ، فهو خارج الحساب و المسألة و الرقابة .


في اللقاء الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الايراني بعمان يوم أمس الثلاثاء ، وهو محور ومفتاح حديثنا هذه المرة عن الوزير ناصر جودة ، ثمة من ربط حديث "كسينجر الدبلوماسية الاردنية" ناصر جودة بجرعات سعودية وكويتية و أماراتية تلقاها على مائدة لندنية قبل عدة أيام جمعت وزراء و بلوماسيين من الدول الثلاث ، لجهة الموقف السعودي من الازمة السورية .


ولذا بدء الوزير جودة ضيق الافق في التعامل مع ثنائية الدبلوماسية الاردنية -الايرانية ، و بدء أكثر أنه محلل يقترب بضيق الموقف و الافق السياسي و الدبلوماسي من مواقف لدول مجاورة أخرى تناويء النظام السوري ، وهي الدائرة الضيقة التي يدور جودة في رحاها ، لا بل أنه يجر السياسة الاردنية اليها بعيدا عن حسابات المرونة الدبلوماسية .


اللقاء الاردني -الايراني ، لم يحظ بالاهتمام الذي لقيه ظهور ناصر جودة في المؤتمر الصحفي ، وكيف بدء الوزير جودة المدلل " السياسي مخنوقا من ضيفه ، و همه الوحيد أختصار اللقاء و أختزاله ، و في نفسه أمل أن يغادر الوزير عمان في أقرب وقت ممكن ، حتى لا تنفتح الشهية لتفسيرات وتاؤيلات لزيارة الضيف الايراني قد تحرج جودة أمام حلفائه و أصدقائه من محور أعداء سوريا .


ولسوء حظ الوزير جودة ، فان عدسات الكاميرا لم تلتقط الا أطلالاته الاعلامية المرتبكة و المخنوقة والخائفة و المضطربة ، و كيف ضبطت حركة يداه في حالة شد عصبي و حركة دائمة من الاسفل الى الاعلى وهي تعبير سيكلوجي واضح عن الخوف و عدم الرضا و القلق ، و أن كانت صورة الوزير الايراني أكثر أتزانا ووضوحا و ثقة و مرسومة بحس دبلوماسي رفيع ، لا يبشر أو يعبر عن أضطراب أوأختناق سياسي أو دبلوماسي أتجاه الاخر .


لغة ناصر جودة الدبلوماسية متلبدة بالخوف و التكرارية ، وسقفها التركيبي كشف عن عيوب في النشأة والتربية السياسية والدبلوماسية للوزير جودة الذي أكثر من تكرار عبارات ممتاثلة تعبيبرا و دلالة ، واستعمل مفردات مستواها اللغوي ركيك و ضعيف و هش ، وبقى جودة واقفا في ذات الخانة التي أعتاد الوقوف عليه بجانب دبلوماسي الخليج العربي ،ويمارس طقوسهم التقليدية في" التأته " وهب أزمة في نطق الحروف العربية .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير