طبول الحرب تقرع في الشرق الاوسط
الثلاثاء-2013-05-07

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فارس الحباشنة
بات من الممكن القول أن خيار التسوية السياسية لحسم الازمة السورية قد أنتهى ، و أن التحرك الدبلوماسي الايراني في المنطقة يعمل بشكل حثيث على ترميم و التقاط الانفاس السياسية الاخيرة لدول المنطقة التي تسبق الضربة العسكرية الاممية المرتقبة لدمشق .
طبول الحرب في المنطقة تقرع بقوة ، الجميع راغب و متحمس لاسقاط نظام بشار الاسد عسكريا ، و الجميع يحث أمريكا و دول الغرب على اللجوء للخيار العسكري لحسم الازمة السورية ، حكام الخليج خائفون من أستمرار تدهور الاوضاع في سوريا ، و قلقون أكثر من واقع اللاحسم ، وما يحمل من تداعيات أرتدادية على عروش ملكهم .
دول الغرب ، كما هو ملحوظ لا تتوانى عن اللجوء للخيار العسكري ، و لكنها تبحث عن لحظة أستراتجية عسكرية مقنعة و مكتملة حتى لا تقع في الخطاء ، و لا تتردد في أستعمال قوتها العسكرية ضد سوريا ، فهو حلم أستعماري لاستعادة أمجاد الماضي .
ما يزيد من الاعتقاد بان خيار الضربة العسكرية بات على يقرع على الابواب ، أن محاولات أسقاط النظام في دمشق فشلت ميدانيا ، و أن دمشق تستعيد العافية يوما بعد يوم ، رغم ضخامة المؤامرة ، و أن نار الفتنة الخليجية " السعودية -القطرية " لم تهلب نارا طائفيا تعزل نظام الاسد في المنطقة ، و تسقطه عسكريا دون تدخل أجنبي .
الضربة الاسرائيلية الاخيرة لدمشق كانت عميقة وواسعة الدلالةوقاسية أيضا على أعداء سوريا ، وقد
تكون بمعني عسكري و تكتيكي رسالة واضحة تؤكد أن الحرب قد أشتعلت ، و أن أسرائيل طرفا حليف للقوى المناوئية للنظام السوري ، و جبهتها مفتوحة لشن هجوم واسع دمشق ، و أستهداف نقاط التوتر العسكري الميادني التي يناور حزب الله على أستعمالها في حال تعرضت دمشق لعدوان عسكري .
ثمة مطعيات أخرى ، تقول أن الوزير الايراني لن يمارس دبلوماسية التقاط الانفاس فقط ، بل أنه يحمل تفاصيل تحذر من مغامرة التدخل العسكري في سوريا ، و أنه لن يتواني في عرضها بكل وضوح و صراحة وشفافية أمام مراكز صناعة القرار في الاردن ، وربما أن الوزير سيجدد عرضا أيرانيا سابقا للاردن ، يفرض على صناع القرار التريث قليلا بما يتعلق بالاستعمال المفرط للجبهة الاردنية في معركة دمشق الكبرى .
الوزير الايراني يواجه أيضا ترتيبا على أرض الواقع "ميداني" ، يجري الاعداد له و يستهدف سيطرة السعودية العربية على قوى المعارضة الاسلامية على الاراضي السورية ، وتعزيز دور أمريكي - سعودي أكبر ومباشر في حسيم خيارات التدخل العسكري وما بعد ذلك ، بعدما تقييم أفاد بان الاوربيين و القطرين فشلوا بشكل واضح و ملموس في الازمة الليبية ، وكما أن الطرف التركي غير معني في تحمل فاتورة الفوضى الامنية و السياسية في سوريا بعد بشار الاسد .
في المقابل ، الكل ينتظر أستعدادا عسكريا للفريق المناويء للتدخل العسكري في سوريا ، هل تملك أيران و روسيا ودولا أخرى خطط لاحتواء الازمة غير الفعل الدبلوماسي ، هل بالفعل ستشتعل بؤر توتر في الشرق الاوسط ينتازع عليها الفرقاء الدوليين و الاقليميين في سوريا .
ثمة مؤشرات من هذا النوع يمكن التقاطها و تفرض أخذها بعين الحسبان ، ولكنها لم ترتقي لسمتوى الحسابات الاستراتجية العسكرية للمعركة المرتقبة ، واقعيا فان هذا الخيار المتشكل تاريخيا قبل أندلاع الازمة السورية وتمثله دول أقليمية ودولية ما عادت تفرض نفسها عنصرا معرقلا ومشتتا للمخطط العسكري المقابل .
ربما أن كل ذلك يفيد بان المنطقة أمام خيار عسكري لا مناص منه ، و أن الكل بانتظار لحظة الحرب ، وحتى التحرك الدبلوماسي لاطراف دولية و أقليمية في الازمة السورية لا يريد معالجة سياسية بقدر ما ينتظر أستحقاق الحسم العسكري و يفكر بمفاجأت ما بعد ذلك ...

