النسخة الكاملة

وحش الطائفية يطل برأسه من الجنوب المنكوب بالفقر والتهميش

الثلاثاء-2013-05-07 02:09 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز-إبراهيم قبيلات استوقفت حادثة الاعتداء على مبنى السلطان الذي تقطنه طائفة البهرة الشيعية وحرقه في محافظة الكرك، كثيرا من الاردنيين الذين باتوا يتساءلون ما اذا كان الوعي العام في البلاد قد انزلق نهائيا الى مساحات العصبوية. وبدا اردنيون يتناقلون أخباراً وقصصا يغلب عليها النفس المذهبي والطائفي، حسب مواطنين لاحظوا ان هناك من يحاول توسيع دائرة الاصطفافات على اختلافها؛ وايجاد عدو جديد. "الاستقطاب السني – الشيعي ليس ظاهرة أردنية" تقول الكاتبة السياسية، لميس آندوني، وترى أن الخطاب الطائفي بدأ يحل محل النقاش السياسي. ما يقلق آندوني هو وصول الأزمات المحيطة بنا خاصة في سوريا والعراق، وتعبيراتها الطائفية إلى المجتمع الأردني. لكن لماذا وصلت إلينا في هذا الوقت يا لميس؟ "من أجل التحشيد والتجييش، وتقسيم المجتمعات وتمزيقها"، هكذا أجابت آندوني التي ترى ان استمرار الحالة وعدم مواجهتها ستؤثر سلباً على المطالب التحررية و العدالة الاجتماعية، كما ان ضرب الناس بعضها بعضاً سينسيهم جذور أزماتهم من استغلال وقمع وحرمان. لكنها ترى الخطر الحقيقي يكمن في: استبدال إسرائيل بإيران، كمهدد أكبر للعالم العربي والمنطقة؛ بعد تفكيك العالم العربي إلى جيوب طائفية وإثنية متناحرة. لكن أستاذ العلوم السياسية، حسن البراري، يرى أن الانقسام المجتمعي لن يخرج من دائرته الأساسية "الإثنية"، والمرتبطة بتوجهات خارجية؛ لحل ازمة اسرائيل الديمغرافية على حساب الاردن وتأثير ذلك على الداخل الاردني من حيث استقواء المكون الفلسطيني وتشتت المكون الاردني وامتثال العائلة الحاكمة لدورها الوظيفي التاريخي. وينظر البراري إلى ما جرى بالكرك بوصفه "نتاج سياسات حمقاء وبرعاية أمنية"، ويراه بعيداً عن المذهبية والطائفية. بوضوح أكثر، "الحادثة معزولة وتعبر عن قلق الناس في ظل اجواء اقليمية تسودها النزعة الطائفية"، وفق البراري الذي يرى أن محاولات التشيع محدودة ولا يمكن اعتبار الموجودين هناك طائفة كما هو الحال في دول مجاورة؛ لذا فإن "العبث مستقبلاً يكون بتوسيع الانقسام العامودي في المجتمع على اساس أثني. "انقسام " لا يعني الكثير للدكتور فايز الهروط، الذي يذهب إلى مسافات بعيدة في حديثه، ويرى أن الأردن على "قد الإيد" واصفاً المناخ العام بـ"البيئة البركسية". وماذا يعني هذا يا دكتور؟. يعني أن البلد مسيطر عليها من نظام و جهاز مخابرات مرتبط وينفذ منهاجاً بشكل حرفي. ويختصر حالة الأردن السياسية والاقتصادية بـ " يجب أن نبقى في حالة التوازن القلق"، مشبها ذلك بالبلبل الذي يستخدمه المساحون والمهندسون في تحديد الاستقامة، فيكون رأسه مدببا وقاعدته عريضة ودائرية، ولكن نسمة هواء بسيطة على جانبيه تغير اتجاهه. باختصار يقول الهروط :نحن ما زلنا بدواً رعاع نتسابق للمكاسب لدى حكامنا الإنجليز. أما بالنسبة لحريق المزار، فهو تباشير لدور يحفظ توازن الخطاب الأردني المستقبلي للحالة ما بعد سوريا بحدودها المتوقعة وبأن الهاشميين هم المشترك بين أتباع سنة المصطفى وشيعته. بالمقابل فإن منسق اللجان الشعبية العربية، رضوان النوايسة يضع الكرة في مرمى دول الخليج. يقول النوايسة: "حدث كل ذلك والأجهزة الأمنية مرتاحة، ودول الجوار النفطية تستمر في خلق طائفية ومذهبية هنا، بما يتفق ورؤيتها للمنطقة". وتعليقاً على ظهور جمعية السيدة عائشة ام المؤمنين لمقاومة التشيع بالأردن، يقول النوايسة : هناك تحشيد للوهابيين في الجنوب؛ من أجل ايجاد جمهور وقواعد شعبيبة لمشاريع دول الخليج في المنطقة. في الأثناء يلاحظ محللون، ان الجنوب يئن ليس بفعل الفشل الرسمي في اجتراح تنمية عميقة فقط، ولكن من محاولة الزج به إلى نار التمييز المذهبي، مشددين على اعتبار هذا اللحظة فارقة في خطورتها التي قد تنزلق اليها البلاد.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير