النسخة الكاملة

ما لم يحك عن زيارة النسور الى الكرك ...

الإثنين-2013-04-29
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة 

صور عديدة لزيارات رؤساء الحكومات الى مدينة الكرك تتسرب في الاذهان : عدنان بدران ومعروف البخيت و فايز الطراونة وعبدالله النسور ، واجهوا بالرفض و منعوا من الدخول الى قلب المدينة ، أعمال عنف و شغب رافقت زياراتهم ، مواكبهم تعثرت عند مداخل المدينة ، بعضهم قطع الطريق و عاد الى عمان خائفا ومكسورا ، و أخرين ناوروا على "رصيد صفري " لأنجاح الزيارة  ولو بروتوكوليا .



المشهد في الكرك يتقلص ويتضح : دولة غائبة و مجتمع مهمش و منكوب و في المقابل رئيس حكومة يلبس عباءة النفاق و الكذب الغامض ، رجل بمنتهي اللامبالاة ، يحمل سيلا من الاوهام ، تشتعل شهيته "الحكواتية " كما في سيرة الف ليلة و ليلة ، كلما أشتد الظلام ، تتفاعل حركة دوائر ذاكرته تحت هبوب رياح المعاناة و التهميش و ألاقصاء للاخرين ، وتحت وطأة الالم و التعاسة والعوز و الفقر ، يستلذ رئيسنا الكريم بالافراط بالحديث عن الوطن و همومه .


يعوم الرئيس النسور على أسطح متوازية لخداع الرأي العام ، و أيهامهم بالحلول السحرية لقضايا الوطن ، يعتقد أن حصوله على ثقة النواب تفتح أبواب الوطن المقفلة أمام حكومته العرجاء ، النسور أخذ كثيرا من الاردن : دولة و شعبا ،ولم يعطي شيئا غير الوعود و الخدع الاعلامية و السياسية الكبرى ، أصبحت قامته بعد الثقة أكبر من ظله وظله أكبر مما تطيق شموس أردننا الكبير .


فلقد أنحصر حراك ظله لاكثر من عام و نصف العام في عمان ما بين الدوار الرابع و البرلمان ، ظل صراخه و هديره لا يتسع الا لأذان وزرائه في الحكومة و نوابه في البرلمان ، حتى الاعلام بكل أصنافه   ظل وقع كلامه عليهم مزعجا لا يطاق و مكشوف و مخادع و معلوم مستوى سحر تضليله .


كانت تخيفني أساطيره عن الاصلاح السياسي و الحكم الرشيد و العدالة الاجتماعية و النزاهة و الشفافية و العدالة الوظيفية ، وتبعث في مشاعر الحيرة و القلق ، لم أتاثر بهالته و لا بسياسته ، تقليدية تفكيره و تكراريته تحمل على الملل و الضجر و القرف ، تشعر بالملل أكثر عند الاستماع لاحاديثه في المجالس العامة أو المقابلات الصحفية ، مسايراته للاخرين تشعرك بانه يستخف بعقولهم و أذهانهم و مستوى وعيهم ، وحتى قدراتهم التفكيرية ، ومع هذا وغيره ، فاني لم أرى به الا عبدالله النسور " الدغري ".


لو كان "فرويد " حيا لوضع أخطر "فتح تطبيقي " له في علم النفس التجريبي و النظري ، شخصية لا بد أن يسلط المجهر المخبري عليها كثيرا ، طبقات من التناقض و المنازعات مع الحق و العدل و الحرية الموضوعية و الطبيعية ، تقلب الحقائق بطريقة مثيرة للانتباه ، جحيم الفقر و التهميش والاقصاء يحوله النسور الى نعيم يدور في مساحات الانتظار و الفرج البعيد .


نشوة النسور في السلطة توازي مستوى عدم الاكتراث بالاخرين ، و مدى قدرته على الخداع و الوهم ، و الارجح أنه يشعر بنوع من الرضا عندما تمر جلسة أو لقاء ما ، وينجح النسور في سلب أرادة الاخرين بمعارضته أو أنتقاده ، و يشعر برضا مضاعف عندما يمتلك الاخرين ، و يسلب حريتهم ويخدعهم ويضللهم باوهامه و أحلامه .


وأن عدنا ختاما الى عتبة بدء حديثنا عن زيارة الرئيس النسور الى مدينة الكرك ، فيبدو أن كل رؤساء الحكومات الذين كتب على جباهم "لعنة الشعب" صدتهم الكرك ، وأصيبوا بلعنتها ، وكأن قارئة الفنجان كانت على حق منذ فجر التاريخ ... الشعب لا يخدع ، و بلدنا لا يتسع قلبها الا لمن يحبها و يخلص لها و يناضل من أجلها ...
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير