اذا كان الذهبي يستحق السجن..فمن هو الذي يستحق الاعدام
الأحد-2013-04-28

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب: خالد المجالي
هذه المرة الثالثة التي اكتب فيها عن مدير المخابرات الاسبق محمد الذهبي منذ بدئ محاكمته وحتى تاريخ صدور حكم الاستئناف قبل يومين عندما تم تثبيت قرار المحكمة بسجنه 14 عام ومصادرة املاكه وتغريمه اكثر من 20 مليون .
وهنا يجب ان اسجل احترامي وتقديري للقضاء الاردني وكوني مواطن اطالب باستقلال القضاء فانني اتمنى ان يصل القضاء في الاردن الى الاستقلال التام عن السلطة التنفيذية بجميع الجوانب حتى نطبق فعلا الاستقلال التام للقضاء وعليه فانني لا اعترض على حكم القضاء من الناحية القانونية فلا شك لدي من ان الذهبي قد خالف القوانيين وانه استغل وظيفته في بعض الجوانب اما مدة العقوبة والغرامة فهناك من يعرفون القانون افضل مني وهم الاقدر على التكلم عن الحكم والعقوبة اذا تجرأ البعض على ذلك .
اما من الناحية السياسية والاصلاحية فانني اكرر ما كتبته سابقا بأن الذهبي ليس الفاسد الوحيد في الاردن لا بل ان ترتيبه ربما يكون الاخير في حقبة زمنية شهدة تزاحم في ملفات الفساد انطلاقا من ملف الاتصالات واراضي الدولة وبيع شواطئ العقبة والمنحة النفطية ورخصة امنية وموارد والفوسفات والكازينووبيع الميناء الوحيد وشركة الكهرباء والفوسفات والبوتاس وبرنامج التحول الاقتصادي وسكن كريم وكلها قضايا اقلها كلفت الدولة مئات الاضعاف مما غسل الذهبي من اموال ' ليست اردنية الاصل ' كما قيل وكلها اهدرت ما مجموعة عدة مليارات من اموال الوطن والشعب ولم نشاهد حتى تاريخة اي فاسد يحكم بالسجن او يعيد تلك المليارات .
حسب الترتيب لا بد من تقديم عشرات الرؤوس الكبيرة قبل فتح ملف محمد الذهبي اذا كان الموضوع اقتصادي او تجاري او اجتماعي ، ولكن الحقيقية وهذا رأي شخصي ان الموضوع هو اكبر واخطر من ذلك وان الذهبي قد قام بعمل كان لا بد ان يدفع ثمنه ويكون ايضا عبرة لكل من يسير على خطاه او يحاول مجرد محاولة لتقليده .
ان ما كشفته الصحافة الاجنبية قبل فترة كان للاسف اتهام مباشر للفترة التي كان الذهبي فيها مديرا للمخابرات العامة وانه هو من وقف في وجه زيادة نسبة التمثيل الفلسطيني في مؤسسات الدولة وانه زور الانتخابات ايضا من اجل ذلك بلاضافة الى تصفية الحسابات بين الذهبي وباسم عوض الله كما كان معروفا في الاردن خصوصا عندما تم اخراج عوض الله من حكومة عدنان بدران ثم اعيد رئيسا للديوان الملكي في رسالة هي الاخطر محليا عن نفوذ عوض الله وعلاقاته .
كما لا بد من الاشارة لما كشفته وثائق ' وكيليكس' عندما وقف الذهبي في وجه تجنيس ابناء القدس الشريف وماطل في تشكيل اللجنة التي امر جلالة الملك بتشكيلها بعد اللقاء الذي تم في الديوان الملكي وحضره طاهر المصري ورجائي الدجاني وعدد من ابناء القدس الشريف ويومها قال الذهبي ما لم يقله اي مسؤول نظيف او فاسد ' الجواز الاردني ليس لمرار الطريق ' .
الذهبي يستحق السجن ولكن غيره يستحق الاعدام بتهمة الخيانة العظمى للاردن وشعبه وهويته وبما نهب من خيرات الوطن وحتى يطمئن المواطن بأن قضية الذهبي لم تسيس ولم تكن من منطلق رسائل للآخرين ممن يجلسون في مواقع القرار لا بد من فتح كل الملفات واحضار كل المشتبه بهم وتوقيفهم في السجن ليتم التحقيق معهم ومصادرة اموالهم والحكم عليهم بما يستحقون عندها فقط نقول الاردن بخير والكل سواسية امام القضاء وسنتوقف عن الكتابة الذهبي وغيره ممن يتم اختيارهم ' كعينات ورسائل مرفوضة ' .

