واجب وطني أم مرض نفسي ؟
الخميس-2013-04-25

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فارس الحباشنة
نواب و سياسيون و أعلاميون أردنيون في بلادنا مصابون بعقد مرضية دفينة ، أسترجاع تقليدي و أسقاطي للتاريخ لمليء فراغ تعبويء في خطابنا السياسي المعاصر ، لا تمر مناسبة أو أحتفال أو حدث سياسي جسيم الا و يتم أستذكار أسماء لزعماء ورجال الدولة الاردنية بطريقة تسطيحية و بتسويف أعلامي و سياسي ، لا ينتج أي قيمة وجدانية ووطنية مضاعفة ، لا بل أحيانا يطال غضب الاردنيين تلك الزعامات الوطنية الخالدة أن أستذكرت في غير سياقها و قيمتها الوطنية و التاريخية .
من يتصور أن نوابا و سياسيين واعلاميين لا يعلمون أن سليمان النابلسي هو أول رئيس حكومة برلمانية في الاردن ، وقد يكون الامر فيه أحراج أكثر عند محاورة زميل أعلامي عن الراحل النابلسي ، لا يعلم شئيا يذكر عنه ،لا بل يعتقد أنه من جيل التسعينات ، ويشحنك الاعلام و أهل السياسة في تكرار تداول و تناول رجال دولة سابقين- نتحفظ عن ذكر هويتهم تحت لانقع في أشكال أو سوء فهم -دون أن يطالعوا الحد الادنى من تاريخهم في العمل السياسي أو مشروعهم السياسي و الفكري ، ومرجعايتهم و غيرها من التفاصيل المتربطة باي سياسي أو رجل دولة .
حتى الشهيد وصفي التل رحمه الله ، كم نحن ضعاف أمامه ... ولكنك تصطدم عند مراجعة خطابات منظري مشروع وصفي التل بكم هائل من السخف و التسطيح و الوهم السياسي ، و أحيانا يختزل الرجل بكل ما يملك من أرث سياسي ووطني بانتاج واهن ، كيف لا و أولئك أشباه سياسيين و أعلاميين وصناع رأي عام ، ينعون واقعنا السياسي المرير و المريض و العقيم بخطابات ثكلى ، سياسي أعرفه حق المعرفة تلقى أموالا و نعم وبركات من سفاراتي" قطر و أسرائيل " وغيرها من دول النفط اللعين يصحو من غفوته السياسية بين حين و حين يردد جزيل القول عن أرث وطني قديم ، دون أن يسأل عن واقع الحال ، يجد لذة ما بعدما لذة في الاستخفاف في عقول الاردنيين ، والظهور بمظهر السياسي المتوقد حرصا على الاردن .
سياسيون و أعلاميون يفتحون بابهم للمستقبل من بوابات الماضي ، بالتزوير و الالتفاف على حقائق و قيم وطنية ، يتخلقون بطولات وهمية و عدمية لسيرهم السياسية الطامحين للانقضاض على الواقع و المستقبل لافساده بالمزيد من أمراضهم و أوهاهم ، حتى رئيس الحكومة عبدالله النسور أقترب في لحظة بكاء على الشهيد وصفي التل هاشمية الزرقاء من كذب و خداع مكشوف ، كل من شاهد الرئيس النسور وهو يبكي كشف بعفوية مباشرة طبقة من الاقنعة تتوسد وجه الرئيس الباكي .
وعليه ، ينسى أخواننا أنهم صعودا الى السطح السياسي في حقبة من أصعب الحقب في تاريخ الدولة الاردنية ، وأنهم تحالفوا مع الشياطيين حتى يستقروا في السلطة ، وكيف يتقربوا اليوم من بطولات وطنية ؟ و هم شهود و موقعين على أكبر عمليات بيع للقطاع العام ، وقاموا بدور السماسرة و قبضوا من" الكوميشن " أموالا باهضة ، وبنوا قصورا في عبدون و دابوق ، صار عندهم مزارع ، و سيارات مرسيدس فارهة ، ومرافقين ، و حسابات في البنوك المحلية و الاجنبية .
أنني ... أتهم ، أن تاريخنا الوطني يتعرض لهجمة تشوية أن الاعداء التاريخيين للدولة الاردنية لم يصلوا في حملاتهم المشوهة للتاريخ الاردني ، وما أوصلنا اليه متسلقو السلطة ، أصوات ترجم الوطن و تاريخه ورموزه العظيمة باستخفاف و استحقار ، وأخرى تعتاش على صناعة الكراهية و ضخها في جسم الوطن لافساده و أسقاطه ، و أبقائه في غرفة الانعاش حتى لا تستقيم لحظة التغيير و الاصلاح ...

