
جفرا نيوز- خاص - إبراهيم قبيلات
يجري الحديث اليوم، عن وجود قوات أمريكية على أرض المملكة.. لكن السؤال الذي لم يطرحه أحد، هل هي قوة دفاعية أم هجومية؟
يدرك الأردن ومن خلفه حلفاؤه أن إسقاط النظام السوري عسكريا لا بد ان يبدأ من تحييد إيران المتأهبة، والتي تنظر إلى المؤامرة الكونية على النظام السوري بأنها معركة وجود لها.
في المقابل، سوريا تدرك كذلك أهمية الأردن الاستراتيجية لدى أميركا وان نشر جنودها على الاراضي الاردنية ليس بالضرورة بداية لهجوم على النظام السوري..بل قد تكون من باب التحوط الدفاعي.
لكن هذا ما لا يراه العقيد المتقاعد فواز الهواوشة، الذي يرى ان القوات الأمريكية على المدى البعيد، "توطئة" لاستقبال مزيد من القوات الأجنبية التي قد يكون لها دور مهم في ترتيب أوراق سوريا السياسية بعد سقوط النظام.
بوضوح أكثر يقول الهواوشة: سقوط بشار لا يتطلب تدخل قوات، كل ما يتطلبه هو حظر جوي على الطيران السوري.
لكن، ما الغاية من وجود قوة غربية على أرضنا؟.
يجيب العقيد الهواوشة: امريكا لا تريد اسقاط بشار بمعزل عن إسقاط الدولة .. فالمقصود من العملية إطالة أمد الصراع في سوريا حتى تَنهك الدولة ويتم تحويلها الى دولة فاشلة غير قادرة على فعل أي شيء في المحيط الإقليمي على المدى القريب خاصة فيما يتعلق بموضوع المواجهة مع اسرائيل.
وكانت وكالة الأنباء الأردنية بثت خبراً قبل أيام، جاء فيه إن مصدرا عسكريا في الجيش قال : "هؤلاء الجنود يمثلون المجموعة الأولى من مجموعات أخرى ستشارك في تمرين الأسد المتأهب، الذي يحتضنه الأردن سنويا".
"السيناريوهات" المتعلقة بمستقبل وجه المنطقة يصعب حصرها، لكن ما يهمنا منها، ما تحدث به الهواوشة من رؤية تستند إلى خلق دويلات متناحرة في مقبل الأيام، يقول: الغرب لن يألوا جهدا في إيجاد دولة كردية أو إقليم كردي مستقل، ولا يضيره
وجود دولة للعلويين أيضاً.. إذاّ، المصلحة الأوروبية الأميركية الإسرائيلية تتجلى وفق الهواوشة بالتجزئة والفرقة.
"الفرقة واضحة والتجزأة كذلك، لكن ليست هنا البوصلة الغربية". يقول متقاعد آخر، طلب عدم ذكر اسمه.
أين البوصلة إذن؟
يجيب الرجل: إيران. لكن كيف؟ يقول "لا يمكن البدء بعملية عسكرية ضد النظام السوري إلا بعد اطمئنان أمريكا بتحييد إيران". وهذا العقبة لم تجد لها الولايات المتحدة معالجة بعد.
لكن كل ذلك يجري وحواليه يجري محليا أمر آخر.. إنه تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن.
الشارع يدرك ان هناك ضغوطات دولية كبيرة على صانع القرار السياسي بعد التطورات المتلاحقة على حدوده الشمالية، وهي أسباب كفيلة بتبني مقاربة جديدة. لكن ما هي هذه المقاربة؟
إنها تتضمن إنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية؛ لإبعاد الخطر عن نفسه، والسماح لقوات أجنبية الدخول إلى سوريا من أرضه. يقول سياسيون.
لكن المتقاعد يرد على هؤلاء بقوله: إسقاط النظام السوري يبدأ بالهجوم على طهران، بعد إنهاك الجيش السوري.
تدرك سوريا وإيران أن ضرب الأردن ليس اقل خطورة من ضرب إسرائيل؛ فضرب دولة عربية يعني التأثير على مصالح إستراتيجية وستخسر كثيراً.
هذا في الشأن الدولي، ماذا عن الرؤية الداخلية؟
الملف السوري في المنظور الاردني ملف أمني وليس عسكرياً. يقول المتقاعد، الذي يؤكد محاولة النظام الدائمة النأي بنفسه؛ كي لا يحترق مع جاره الشامي، لكن تجدد المعطيات فرضت عليه هجر المساحة الرمادية.
من جهته دعا القيادي في التيار السلفي الجهادي محمد الشلبي الشهير بـ "أبو سياف" الحكومة الاردنية لرفض استقبال الجنود الامريكيين على الاراضي الاردنية.
وقال في اتصال هاتفي لـ"جفرا": قدموا لحماية دولة اليهود.
وزاد على ذلك، "قبل أيام شاهدت أعداداً كبيرة من القوة الأميركية قادمة من العقبة إلى عمان".
ماذا يعني ذلك على أرض الواقع؟.
يجيب أبو سياف باقتضاب: الفترة القادمة فترة ساخنة بالضرورة.
بالنسبة للمحلل السياسي، ماهر أبو طير فإنه يقدم سيناريوهين للحرب، الأول: يكون بمداخلة عسكرية دولية ضد النظام السوري، من دون تدخل مباشر من الأردن ولكن رقعة الحرب ستتسع بما يشمل انضمامنا حتى وإن بقينا على الحياد.
الثاني: وهو، أن يتدخل الأردن في الحرب، ضمن حدود معينة بشكل جزئي أو كلي، وهنا من الطبيعي أن ترتد اثار الحرب علينا.
أبو طير يقول معلقاً على تصريح رئيسي الوزراء والأعيان وفي اكثر من مرة ان "المنطقة مقبلة على حرب، وان الأردن لا يريد ان يكون طرفا فيها": أيا كان شكل الحرب، ما هي قدرتنا على تجنب نيرانها؟.
إذن، هذا ما الأردن مقبل عليه... الكارثة.. كارثة لو نجونا من نيرانها سيخنقنا دخانها.