من يصادر عقلنا: "عسكر" الإخوان أم "ميليشيا" الإعلام؟
الإثنين-2013-04-22 05:47 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص - إبراهيم قبيلات
يثار الجدل من جديد، حول ظهور "الإخوان" الأخير في ساحة المسجد الحسيني الجمعة الفائتة في تنظم لم يعهده الشارع من قبل، فبينما يراها البعض استعراضاً عسكرياً، يقول آخرون إن الأعلام ضخم المشهد أكثر مما يحتمل، في حين لا تراها "الجماعة" أكثر من ردة فعل عفوية من المتعاطفين بعد تعرض مسيرة إربد إلى اعتداء بلطجي.
صحيح أن الجميع تعاطف مع الإخوان والناشطين بعد أحداث إربد، لكنها فرحة لم تكتمل، ففي الأسبوع التالي أعاد الإخوان هدية النظام إليه، وكأنهم يقولون "هذه بضاعتكم ردت إليكم".
لكن بالمقابل، لا ننسى المحاولات الدائمة لشويه الحراكيين، وزرع قنابل "صوتية" في أوساطهم، في استغلال واضح لوسائل إعلام طيعة.
الإعلام شريك
"الأعلام كان سيد المشهد" يقول المواطن علي القضاة، الذي أبدى تخوفه من انقسام المجتمع والذهاب به إلى دوائر ضيقة من الانقسام والتشظي.
القضاة، الذي كان أحد الراصدين لكيفية تعاطي الإعلام مع ما حدث، يرى أن الإعلام ظن حينها، أنه القادر على تقليب الشارع كيفما شاء وكيفما اتفق، لكن يقول: العالم تغير.
ويحمل ما أسماه "الإعلام القوبلزي"- في إشارة إلى الذراع الإعلامية لهتلر- مسؤولية تعزيز النعرات وفتح مزيد من الخنادق الضيقة في مجتمع يعاني أصلاً من فقد البوصلة.
يغضب الرجل حديث البعض عن قرب المواجهة الشعبية، لكنه يستدرك "إن بقيت حكومتنا تغذي فراخها وإعلامها من حبوب التفرقة سنذهب إلى أكثر من ذلك. ويطرح تساؤله على طاولة المسؤولين: هل اقتربت لحظة الصفر؟.
بالنسبة للناشط في حراك حي الطفيلة، محمود عواد، فإنه يرفض الاتهامات الإعلامية التي لاحقت جمعة رفض 21، ويفهما بأنها رسالة إخوانية للنظام تقول: "نستطيع الدفاع عن أنفسنا".
الحديث مع الناشطين يذكرنا بالتعدي عليهم، والأردن ليس استثناءً، بل كما غيره من الأنظمة التي حاولت لجم المتظاهرين وبوسائل مختلفة، لكن السؤال هل ستنجح "تحرشات" ما بات يعرف أردنياً بـ"البلطجية" في حرف بوصلة الإصلاح عن مسارها الحقيقي؟
قطف الثمار
يجيب على هذا التساؤل، الناشط في الحراك الشعبي في محافظة المفرق، حسن العموش: نحن مصرون على الإصلاح وتحقيق مطالب الشارع الغاضب.
لكن ما الذي التقطه الحراكيون من مسيرة الإخوان الأخيرة؟. نقلنا هذا التساؤل إلى العموش، فقال : هو تصعيد إخواني بعد مهاجمة نواب لحليفهم الجديد، قطر.
ويستند الناشط بوجهة نظره تلك، إلى أن "الاخوان تيار شعبي مسيس يهاجم انظمته العربية، إلا انه مؤخراً يسعى لقطف الثمار، خاصة أن المشهد الأردني مشوّش".
بيد أن معارضا بوزن نائب المراقب العام السابق للإخوان المسلمين، سالم الفلاحات، يقول باقتضاب : هذا فراغ سياسي لا أكثر.
لكن الناشط عواد، لا يخفي قلقه من زعزعة السلم الاجتماعي طالما يستمر الجميع في سياسة فرض العضلات، مطالبا الاخوان بعدم تكرار الرسالة بالطريقة نفسها.
اجابة الفلاحات تالياً، أزالت رائحة الشك ووضعت النقاط على الحروف.
يقول الرجل: "تفاجأنا بما حدث".
ولكن من قام بالفعل إذاً؟ وما هي الرسالة؟ يجيب الفلاحات "ما حدث كان رد شبابي من مؤازري الحركة من مختلف الشرائح الاجتماعية على اعتداء مسيرة إربد".
ما حصل من حرق وتكسير للمركز الاسلامي في اربد ومحاولة الاعتداء على المركز في المفرق.. يعني للفلاحات استمرار محاولات حرف البوصلة عن مسارها؛ لوقف مسيرة الاصلاح.
رسائل مشفرة
"البلطجة فعل مرفوض من الجميع"، وفق الفلاحات الذي يختصر أحداث الحسيني بـ "كان هناك تعاطف مجتمعي عام، ولم تخطط "الجبهة" لأي شيء بهدف إيصال أية رسائل".
على أية حال ، كلنا يعرف رسائل الإسلاميين؛ لذا قفزنا عما تحدث به الفلاحات في هذا السياق، لنتوقف عند جملته الأهم: ربما استفاد من ذلك غيرنا، ونحن كلنا جيش شعبي خلف الجيش العربي.
لكن آخرون يقولون، في حال قررت "الجماعة" التصعيد ستكون معنية بإيصال رسائلها الواضحة إلى الخارج؛ لدفع النظام للإصلاح.. أما الرسائل الداخيلة فسيتكفل تنامي الشعور الجمعي بالقلق في الحث على تحقيقها، طالما الاضطراب سيد الاقليم.
اليوم ينهمك البعض في الآراء حول فعالية الاخوان بسبب "مشية عسكرية"؛ وينسى أن هناك قوة عسكرية أميركية تجثم على أرضه.

