العرض العسكري بالزي المدني ...مسيرة الى جهنم العربي
الأحد-2013-04-21 01:04 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص - كتب امجد معلا
كلنا في الاردن استمعنا لتصريحات زعماء مسيرات الجمعة وتبريراتهم حول العرض العسكري المموه الذي شاهدناه كلنا وسط ذهول وقلق وايضا ريبة لما حملته من اشارات خطيرة خاصة ونحن نشاهد عن كثب تطورات الاوضاع في دول الربيع العربي الذي تحول الى جهنم عربي يذبح فيه الاخ اخيه بذريعة التغيير والاصلاح والديموقراطية وحقوق الانسان وكأننا متهمين باننا مجتمعات خارج الزمن وفق حسابات التيار الاسلامي سواء في تلك الدول او عندنا .
الاستعراض العسكري بالزي المدني والذي لا يمكن ان يعطى الا هذا الوصف حمل رسالة واضحة كل الوضوح موجهة للدولة وتحديدا للقوى الرافضة لتحرك اصحاب اجندات التغيير خارج المؤسسات الشرعية وتريد ان تلحقنا بقطار الالام العربي مفادها اننا قادرون على العنف وعلى التصدي لمن يريد عرقلة مسيرتنا وهي الرسالة الاخطر والاشد فتكا بروح الوحدة الوطنية التي تسمح لنا بالدخول في اي حوار مهما علا سقفه .
لا احد يقول انه ليس لاي مواطن او قوة سياسية سواء حزبية او تيار سياسي او غيره ان يحتج وان يعبر عن رايه ويطالب بما يعتقد انه بحاجة اليه ايا كانت هذه الحاجة ولكن ليس من حق اي منا ان يدب الرعب او الريبة في نفوس الاردنيين الذين يحتضنون جراح العرب الناتجة عن المطالبات العنيفة التي لا نتيجة لها الا الدمار والخراب والموت بسيلان الدم .
وفي ذات الوقت ليس من حق اية قوة سياسية سواء اسلامية او يسارية موالية او معارضة ان تستغل الحالة النفسية العامة في الاردن والناجمة عن حرقة على المصير الذي آلت اليه سوريا وقبلها ليبيا وحتى اليمن من فوضى دموية ليحاول لي يد القوة المقابلة له من اجل تحقيق مكتسبات على صعيد مطالبه حتى وان كانت ديموقراطية واصلاحية في الوقت الذي يغلي فيه البرلمان وهو الساحة السياسية والاصلاحية الدستورية باراء للنواب كثير منها تعدى سقف ما تطالب به قوى الشارع ولكن عبر الحكمة والعقل والسلم الكلامي والحوار البناء مع الحكومة والدولة برمتها وجها لوجه .
ان هذا الاستفزاز العنفوي المبطن والذي ارادوه قابلا للتأويلات وخابوا في ذلك لان تأويله لا يقبل الا صفة التهديد والوعيد الذي هو ابعد ما يكون عن مباديء الديموقراطية التي ينادون بها وابعد كثيرا عن الاصلاح لانهم يعلمون ان نتائج هكذا رسائل لا يمكن ان تكون الا الخراب، وهم بهذا التهديد تخلوا عن اهم قيم ومباديء حقوق الانسان لان فيه تهديد لطرف يرونه خصما لهم ..فاي اصلاح هذا يريدونه عبر التهديد والوعيد ومكيجة العنف ليكون مقبولا في مجتمع ترسخت فيه كل معاني السلم الاهلي عبر حكمة شعب اختار الوطن اولا واخيرا.
واسوأ ما في المشهد الذي شاهدناه الجمعة الفائته امام المسجد الحسيني وسط عمان ان الذين ببروه وحاولوا تزيينه سياسيا هم من رجال العمل السياسي ويعرفون الثوابت الشعبية وثوابت الدولة وايضا ثوابت الوحدة الوطنية فالفساد الذي يريدون محاربته لا يحارب عسكريا بل بقوة القانون وبالحوار الهادف البناء، والديموقراطية لا تأتي عبر الدم بين طرفين يريدان الاصلاح كل على برنامجه فان الصراع العنفوي بين هذين الطرفين اما ان يؤدي لانتصار طرف على طرف او ادخال البلاد في اتون صراعات دائمة وفي الحالات الثلاث سيكون اصلاحا مر بالدم الاردني وبالتالي لن يقبل به احد .

