داودية يكتب : تيار النزاهة لكبح "مصاريف" الثقة بالحكومات
الخميس-2013-04-18 01:53 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص - بقلم: محمد داودية
استمع الشعب خلال الاسبوع الغارب الى بيان الحكومة والى خطابات النواب ومطالبهم ومواقف عدد كبير منهم وتوجهاتهم من مسألة الثقة بالحكومة.
ثمة سؤال مركزي هو: ما هو الهدف الوطني الرئيسي الاكبر المطروح على النواب والحكومة؟
دعونا نفكفك المشهد والحالة البرلمانية – الحكومية الى عناصرها الاساسية. فقد بات واضحا ان "معركة الثقة" هي معركة طاحنة بين قوى عديدة مختلفة، سياسية وبرلمانية وحزبية وحراكية وشعبية وجهوية ومناطقية وامنية وديوانية وحكومية، بعضها منظور ملموس وبعضها "خفي قليلا".
ولحراجة وضع الحكومة فإنها ستضطر الى الإسراف في الوعود وإغداق العطايا وخلق حالة نهم ومطالبات لا تنتهي.
فالحكومة المهددة بالسقوط برلمانيا هي في حالة خانقة من حالات الدفاع عن الذات (ولا اقول الدفاع عن الوطن). الامر الذي استدعاها ويستدعيها الى خوض معركة ضارية وبكل الاسلحة دفاعا عن الذات وخشية من "عار سياسي" لم ينفرد به أحد من قبل سوى سمير باشا الرفاعي الأول.
الحكومة الاردنية اليوم هي في اصعب او أسوأ احوالها، فالكل يغدق في الوعود، الرئيس والوزراء و"الأصدقاء" المتنوعون. وهناك صيادو فرص ومنتهزو ظروف يعرفون الثمن الكبير الذي يتوجب دفعه وقبضه لدرء سقوط الحكومة.
وتتنوع الوعود ما بين التوزير وتعيين الاقارب واعضاء الحزب والمفاتيح الانتخابية: اعيان وسفراء ورؤساء مجالس ادارات ورؤساء جامعات ومدراء وامناء عامين وترقيات وتنقلات ومنح وطرق و تسهيلات وغض الطرف عن جنح و خلافها. هذا المناخ المرعب يرتب على الوطن اعباء هائلة ويزلزل الإدارة العامة ويقوض المناصب العليا وكل ما ستطاله ايدي "الفاسدين الجدد".
اقتراحي للخروج من معارك الثقة بالحكومات المقبلة بأقل الخسائر هو: ان يتشكل "تيار النزاهة" في مجلس النواب ليكون رقيبا على "الثقة" وحسيبا على مناخها واستحقاقاتها. وذلك بأن يحجب اعضاء هذا التيار الثقة جماعيا عن الحكومات ان لمسوا انها و"أصدقاءها" يقايضون الثقة بالوعود، التي يشكل قطعها هنا جريمة فساد بامتياز، وان يمنحوا الثقة للحكومات، ان هي لم تخضع للابتزاز ولم تشجع على الفساد في هذا المجال، ولم تفرط في المصالح والوظائف والمناصب العامة.
فالمفاضلة المفروضة علينا اصبحت إما إسقاط الحكومات أو إشاعة مناخ فساد جديد وإنشاء ورشة ابتزاز مكشوفة خطيرة والتفريط بمقدرات الوطن وتخليق طبقة جديدة من الساسة المرتشين والحكومات الراشية.

