البرايسة يهاجم النسور ويحجب الثقة
الثلاثاء-2013-04-16 02:25 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص
هاجم النائب محمد البرايسة رئيس الوزراء وطالبه ان يعتذر عن تحمل مسؤولية المرحلة منتقدا حديث النسور حول توزير النواب بعد مراقبة اداءهم معتبرا ذلك مساس بهيبة المجلس وان الوطن ليس مختبرا للتدريب
وقال ان الحكومة بتراء عرجاء غير مكتملة النمو واعلن البرايسة ان الحكومة لن تستطيع ان تقودنا الى بر الامان وانها لا تجيد الا خطاب التبرير ،معلنا حجب الثقة عن الحكومة
وتالياً النصّ الكامل للخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
معالي الرئيس
الأخوة والأخوات
نناقشً اليومً البيانَ الوزاري الذي تقدّمَ به رئيسُ الوزراءِ المكلّف، دولة الدكتور عبدالله النسور، بالكلمة الصادقة والموقف الثابت وبالقول الحق، وإسداء النُصح وإبداء الرأي، بعيداً عن الهوى الشخصي، ووفق ما يمليه علينا ضميرنا فيما هو المصلحة العامة، ننطلق مِن مبدئنا الثابت في الولاء لجلالة الملك المعظم، وخدمة الأردن والأردنيين، فالقضية قضية وطن ومصير، وليست قضية أُنس وملاطفة.
لذا، فإنه حين نناقش بيان الحكومة، لا بد الأخذ بالإعتبار أن دولة الأخ الدكتور عبدالله النسور كان على رأس حكومة سابقة، تولت ادارة شؤون البلاد والعباد منذ أكثر من نصف عام، ولا مناص من تقييم الإنجازات والإخفاقات خلال تلك الفترة، وللأسف لم نجد ما يمكن أن نُقيمه في الأداء، فكل ما قامت به الحكومة السابقة ما هو إلا مجرد شطحات، وعجزت عن خلق حالة من الانفراج السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولا زالت حالة الاحتقان الشعبي مستمرة.
الزملاء والزميلات
إننا محبون لوطننا ولقيادتنا، ولا نتمنى أبداً أن تفشل أية حكومة، في أداء الواجبات المناطة بها، لكنه واقعٌ مرير.
الأخوة والأخوات
أصارحكم.. حين كُلف الدكتور النسور بتشكيل حكومته السابقة، غًمرني هدوء واطمئنان، لما أعرفه عنه من صفاتٍ وخُلُقِ، وغِيرة، ولكن ما أن سِمعتُ تصريحاته، التي أدلى بها في اليوم الأول لتكليفه، حتى بدأ الهدوء يتحول إلى خشية ومخاوف تساورني أن البداية لا تُبشر خيراً، وتعززت مخاوفي حين حَصلت التغييرات في المواقف، والنكران الكلي للآراء والمبادئ!.
معالي الرئيس
عندما كان الدكتور النسور نائباً، وصفَ رئيسَ حكومةٍ سابقٍ، بأنه "متناقضٌ مع نفسه.. لكنه بريق السلطة".
وهنا أنا أسأل: أليس للسلطةِ بريقاً خطفَ أبصارك شخصياً يا دولة الرئيس، وجعلك تتناقض مع نفسك كثيراً!!.. الناسُ يحفظونَ مواقفك وآراءك، قبل وبعد تسلّمك لرئاسة الحكومة، ويعدّونها عن ظهرِ قلب، وأعتقد أنك شخصياً تحفظها أيضاً.
الأخوة والأخوات
والله، إني حاولتُ أن أفهمَ الطريقة التي يُفكر بها هذا الرجل، فلم أصل الى أي نتيجة!!.. على كل حال: ولله في خَلقه شؤون!!.. اللهم اجعلنا مِن الثابتين على مبادئنا، لا نتقلّب ولا نتبدل.. اللهم آمين.
معالي الرئيس
يقول الرئيس المكلّف، في رده على كتاب التكليف السامي: "لقد شكّلَ تقرير المشاورات النيابية المرفوع إلى جلالتكم من رئاسة ديوانكم الملكي الهاشمي العامر، نبراساً في عملية التشاور مع أعضاء مجلس النواب، لاختيار الفريق الوزاري وإعداد البرنامج الحكومي".. انتهى الاقتباس
ألا تعتقدون أيها الزملاء، أن في هذا تضليل واضح، وعدم صدق حتى في مخاطبة جلالة الملك؟!.. يا جماعة فلنصدق مع الملك على الأقل!!.
وجاء في الردِ أيضاً: "جاء اجتهادي في تشكيل فريق وزاري متجانس، ليشاركني المسؤولية، ولنُقدّم أداءً وطنياً يتمتع بأعلى درجات النزاهة والكفاءة، ويعكس القدرة على القيادة والإدارة"
وهنا نقول: فريقٌ متجانس!!، ربما!!.. حيث نعتقد أنه جاء استناداً لعلاقات المعرفة الشخصية، والزمالة والصداقة والمودة والمحبة.. لكننا نشك في القدرة على القيادة والادارة والأداء والكفاءة.. جلالة الملك يطلب مِن الحكومة أن تتقدم ببرنامج عمل لأربع سنوات، فما كان مِن أصحاب المعالي المحترمين، إلا أن يصدروا "فرمانات" عاجلة الى المدراء في وزاراتهم، بأن يزودوهم بالخطة، خلال 3 أيام!!.. إنه العبث بعينه.. يا جماعة "لا تنطوا من قاع القفة لذانها".. كونوا منطقيين، أعطونا خطة لسنة واحدة، بشرط أن يتم تنفيذها، ويخلف عليكو.
الأخوة والأخوات
يَدّعي الرئيس المكلّف، وفق تصريحاتٍ له: "أن الحكومة أعادت وقف الاقتصاد على قدميه، وأن الفرج القريب سوف يأتي".. عن أي اقتصاد تتحدث؟؟!!.. الحركة مشلولة والناس "إتكرسحت".. الأردنيون يواصلون الصمود بجيوب شبه خاوية.. ولكن الى متى؟!.. ها نحن أمام إجراءات تريد الحكومة اتخاذها، وقامت باتخاذ بعض منها، تحت حجة إنقاذ الموازنة مِن الانهيار، وهذه الإجراءات في حقيقتها تمس مباشرة بالأردنيين، الذين يعانون من عدم القدره على توفير المستلزمات الاساسيه لحياة كريمة "مستورة".
الأخوة والأخوات..
في تصريحات له قال النائب، سابقاً، الدكتور عبدالله النسور، حرفياً: "رئيس الحكومة يشد الأحزمة على بطون الناس ويرخيها عن نفسه"
وهنا نحن نقول: ما هو الجديد الذي أتيت به يا دكتور عبدالله النسور؟!، غير المزيد مِن الشدِ على الناسِ الذين لم يعد لهم حتى بطون!!.. يا دولة الرئيس.. نريد رئيس حكومة، ووزراء على قدر المسؤولية.. يا ناس،، أقسم بالله، أن الأردنيين لا يملكون ثمن الخبز، يشترونه مِن المخابز "على الدفتر"!!.
معالي الرئيس
أيها الزملاء..
لقد شبع الأردنيون حتى "التخمة" مِن التصريحات الحكومية، وتلطيف الأجواء والابتسامات المصطنعة، واللغات المدبلجة بأن ما مضى قد مضى، والشعبٍ عانى الويلات، وهو الهدف في عيشه ورزقه وكرامته وكبريائه، لهذا فإنه ليس من الغرابة أن نجد البعض، يترحم صراحة على الزمن السابق.. لكم الله يا أردنيين.. المواطنٌ مصعوق.. ولا يزال الصعقُ ساريَ المفعول!!.
أما قصة الشُطّار الذين جَنوا، وبالأحرى، نهبوا الملايين، فهي شبيهة بقصة الطبيب الذي يُعالج الأعَراضَ، دون أن يلتفتَ لأصلِ الداء، حيث ننسى أن وراء القصة الظاهرة، ألف قصة باطنة محكومٌ عليها أن تموتَ مع أصحابها، ففي وطني نوعٌ مِن القصص ممنوع أن يُروى.. نحن لا ننتظر مِن الحكومة أن تُفصح عن شيءٍ، تبدو غير مخولةٍ للحديث عنه، والظاهر أنها مسكينة ومستضعفة؟!
معالي الرئيس..
جاء في رد الرئيس المكلّف على كتاب التكليف السامي: "ستحرص الحكومة، على محاربة الفقر والبطالة وحماية المستهلك، ودعم الطبقة الوسطى من أجل توسيعها وتمكينها".
يا رجل أي هو ظل طبقة وسطى من أصله؟!.. نجزم أن حكومتك عاجزة، لا تتقن إلا "السلبطة" على جيوب الناس، ونعرف وتعرف، يا دولة الرئيس، أن المسؤولية كبيرة، فإما أن تعلن قراراتك بكل وضوح، ودون مراوغة في تحويرِ الحديث فلسفياً، وتعترف بأن حكومتكَ لا تملك المقدرة، وإما فأفضل لك ولنا أن تعتذر عن تحمّل عبء المرحلة، أما اذا رغبت بأن تكون ضمن تصنيف الرجال العاديين، الذين يختبؤن دائماً خلف مقولة "أن مصلحة الدولة العليا قضت بهذا الأمر الواقع" لكسب الوقت، أظن أنك الخاسر، لأنك ستخسر مصداقيتك، فرجال الدولة هم الذين يأخذون المواقف الجريئة، ويصارحون شعبهم بالحقيقة المرة.
دولة الرئيس..
نبصم بشطارتكم، لكنها لم تَعد تؤتي أُكلها، حيث أبقيتم الباب موارباً لتضمن من خلاله "المراوغة"، وفقاً لمبدأ "اعطوني الثقة، وستشاركون في الحكومة لاحقاً"!!.
الزملاء والزميلات..
مَن منكم يريد الوزارة، فدولة الرئيس المكلّف، وَعَد... لكن مهلاً.. إنه يريد أن يتعرّف على كفاءاتكم!!.. أليس هو القائل: "كيف لي أن أُدخل نواباً لمجلس الوزراء وأنا لا أعرفهم".. إن هذا امتهان لدور هذا المجلس الموقر!.. دولته سيراقب أداء النواب وسلوكهم داخل القبة!!، ليتسنى له التعرف على النواب المؤهلين، بحسب رأيه.. هل انقلبت الآية وتغيرت مواد الدستور الأردني؟!، فأصبحت الحكومة مناط بها الدور الرقابي على أداء مجلس النواب؟!.. إنه المساس بهيبة المجلس.
معالي الرئيس..
إن هذه الحكومة بتراء عرجاء غير مكتملة النمو، الوصف ليس جزافاً، بل هو مطابق لما ورد في رد الرئيس المكلّف على كتاب التكليف السامي، حيث جاء حرفياً: "استأذن جلالتكم بإجراء تعديل وزاري بعد أشهر قليلة".. وهذا يعني أن الحكومة ما تزال قيد التشكيل، ويبدو أن الفترة التي حددها الرئيس المكلّف للتعديل الوزاري، هي دورة تدريبية على فنون السياسة وألاعيب السلطة.. وهنا نعلنها صراحة: إن الوطن ليس مختبراً للتدريب، ومصائر الناس ليست هيّنة الى هذا الحد، فإن كانت الحكومة عاجزة، فإننا لن ننكفىء على أنفسنا، ولن نقبل أن يكون مستقبل الوطن معلقاً بين ما هو غير قابل للحل، وبين ما هو غير قابل للقبول.
إننا نواجه خطراً حقيقياً، ونعاني مِن حالة متعمدة أو غير متعمدة، مِن الضياع والشتات والتشتت... دلوني بالله عليكم:
مع كل هذا كيف يُمكن تسيير أمور الوطن والناس؟!
الأخوة والأخوات..
إنني وبحكم الأمانة التي أحملها على عاتقي، أمانة تمثيل أبناء دائرتي الانتخابية خير تمثيل، كنائب أقسمتُ اليمين أن أقومَ بواجباتي حق القيام، أرى أن هذه الحكومة، لن تستطيع أن تقودنا الى بر الأمان، وأنها ستخيب آمالنا، أدعو الله أن أكون مخطئاً
معالي الرئيس..
هذه الحكومة لا تجيد إلا خطاب التبرير، لذا، ستتعامل مع قضايا الناس والوطن المصيرية بـ "الشطارة"، وليس بحكمة رجال الدولة، وبنذكر بعض إن شاء الله.
الاخوة الزملاء..
الأردنيون يغلون على نارٍ هادئة، فنفحاتٌ مِن التفاؤلِ ونسمات مِن الطمأنينةِ الى قلوبِهم ونفوسهم، نريد دولة لا تزول بزوالِ الرجال، وليس في نفوسهم حقدٍ أو زيفٍ أو تلون، ويكفينا أن رئيس الحكومة المكلّف كان أملاً، وأصبح رئيساً للوزراء، فجاءتنا الخَيبة راكبة على جَمل!!.
معالي الرئيس.. الأخوة والأخوات..
إن الذي ينتظر أن تحلّ هذه الحكومة مشاكل الوطن أو جزءاً منها، فهذا رأيه، أما أنا، فأتحدى أن يجري أي إصلاح على يد هذه الحكومة، وأرفض المجاملة على حساب معاناة الوطن وأبنائه، فالوطن "ليس دكانة".. ولا نريد "دكنجي"..
لذا فإني أعلن... حجب الثقة.. أدعو الله مخلصاً له الدين، أن يحفظَ وطننا، ومليكنا وولي عهده الأمين، والأردنيين، إنه سميعٌ مجيبُ الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

