النسور...يحاول الهروب الى الامام
الثلاثاء-2013-04-16 12:50 pm

جفرا نيوز -
- خطاب الثقة وبرنامج الحكومة لن يكونا "عامل حاسم" في منح او حجب الثقة.
- الخطاب "تقليدي وعام" يخلو من افكار مبتكرة لاخراج البلاد من معضلاتها.
- السعوديون غير مستعدين للاستمرار بدعم الاردن دون برنامج حقيقي للاصلاح الاقتصادي.
- ليس امام الاردن الا الاستمرار باستقبال مزيد من السوريين وطلب المساعدة الدولية.
- السلطات "امام ورطة حقيقية" في ملف اللاجئين السوريين.
- على الحكومة ان تتهيأ لهجوم نيابي قاسي ومؤلم.
جفرا نيوز - كتب: خالد النعيمات
اختلفت اراء المراقبين حول ما جاء في خطاب طلب الثقة الذي قدمة رئيس الوزراء عبدالله النسور امام البرلمان الاحد الماضي، ولكنهم يتفقون على ان الخطاب والبرنامج الحكومي، لن يكونا "عامل حاسم" في منح او حجب الثقة عن الحكومة.
في هذا الاطار، قال الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة الغد فهد الخيطان "في الحقيقة، لن يكون الخطاب عامل رئيسي في التصويت على الثقة".
ووصف المراقبين برنامج الحكومة بــ "التقليدي"، مؤكدين انه يخلو من اي افكار مبتكرة تساهم في اخراج البلاد من معضلاتها الحالية.
تاريخياً، لم يكن خطاب الثقة عامل اساسي في قرارات النواب بدعم الحكومات في جلسات الثقة، بحسب مراقبين محليين.
ويتفق الكاتب في صحيفة الدستور ماهر ابو طير مع الخيطان في هذا، مؤكداً "ان هنالك عوامل اخرى هي التي تلعب الدور الرئيسي في قرارات النواب بمنح او حجب الثقة عن اي حكومة،" ولكنه لم يحدد تلك العوامل.
كما اتفقا على وصف خطاب طلب الثقة وبرنامج الحكومة بـ "العام والتقليدي".
واضاف الخيطان "البرنامج الحكومي لا يوفر حلول مقنعة للتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد في الوقت الراهن"
وعلى العكس من ذلك، عبر الكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي فهد الفانك عن دعمه للبرنامج الاقتصادي للحكومة، مؤكداً ان على الحكومة المضي قدماً في برنامجها الاقتصادي، بما في ذلك رفع الدعم عن الكهرباء وسلع اخرى، ليكون من الممكن ان يتعافى الاقتصاد الوطني.
ويحذر الفانك، انه اذا لم يتم اتخاذ هذه الخطوات بشكل محدد، فان البلاد تدخل بمخاطرة كبيرة، تتمثل بخسارة كل عروض الدعم المالي الدولية، بما فيها قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 2مليار دولار، وضمانات سندات الخزينة الامريكية بقيمة 4 مليار دولار، والدعم المالي الاقليمي، بالاخص المنحة الخليجية البالغة 5 مليارات دولار وعلى راسها المنحة السعودية.
وبحسب الفانك فان "السعوديين ابلغوا مسؤولين اردنيين بشكل واضح انهم لن يكونوا مستعدين بالاستمرار في دعم الاردن ما لم يتم تطبيق برنامج حقيقي للاصلاح الاقتصادي،"
وعلى صعيد الازمة في سوريا، اتفق المراقبين ان الاردن ليس لديه خيارات كثيرة، باستثناء الاستمرار في استقبال مزيد من اللاجئين السوريين، وفي نفس الوقت، اللجوء الى المجتمع الدولي للحصول على الدعم اللازم، رغم ان مثل هذا الدعم، ربما انه لن يتحقق الا بمستويات محدودة، وضمن معادلة حل للازمة القائمة في سوريا الجارة، وهذا بالطبع ليس وارداً على المدى المنظور، بحسب مصادر رسمية واخرى غير رسمية.
الارقام الحكومية تتحدث عن وجود اكثر من 470الف لاجيء سوري على الاراضي الاردنية، والرقم مرشح للارتفاع بشكل كبير ليصل الى مليون لاجيء بحلول نهاية العام الحالي.
وانتقد الفانك الاجراءات الحكومية فيما يتعلق بتعاملها مع تزايد اعداد اللاجئين السوريين في البلاد، وبحسبه "السلطات في الاردن تراخت" وخطواتها في هذا المجال لم تكن "فعالة" بشكل كافي.
في ذات الاطار، يصف الخيطان الوضع فيما يتعلق باللاجئين السوريين بان السلطات وضعت نفسها "امام ورطة حقيقية"، بعد ان فشلت بالتنبؤ بشكل عقلاني باعداد اللاجئين اللذين سيلجأون الى الاردن اثناء الازمة في سوريا.
في كل الاحوال البرلمان سيبدأ اليوم مناقشاته لخطاب الثقة، وسط توقعات بان تكون تلك المناقشات "مؤلمة وقاسية" كالعادة، بحسب المراقبين.
وفي هذا ينصح ابو طير الرئيس، ويقول"على رئيس الوزراء ان يتهيأ هو وفريقة الوزاري لموجة ردات فعل نيابية قاسية جداً اثناء المداولات حول خطاب طلب الثقة وبرنامج الحكومة،".
ولكن، بحسب الكاتب والمحلل في صحيفة الدستور، فان النسور حاول اثارة مخاوف النواب فيما يتعلق بالوضع الامني في البلاد، وذلك لتحفيز النواب لدعم برنامجه.
وعلى خلاف ذلك، يرى الخيطان ان رئيس الوزراء بخطاب طلب الثقة وبرنامج الحكومة اللذين قدمهما امام البرلمان بداية الاسبوع يحاول "الهروب الى الامام"، وسط حالة سائدة في البلاد من التشاؤم من المستقبل وفقدان الامل.

