النسخة الكاملة

اعتقال باسم يوسف

الأحد-2013-04-07 09:19 am
جفرا نيوز -  

 جفرا نيوز - عمر داودية قد تضحك كثيراً...تتفاجأ او تعلو وجهك إبتسامة ساخرة...و قد تصدم أحيانا ...عندما تشاهد صور الممثلين و المغنين "قبل و بعد"، و ستبدأ بالمقارنة و كيل التعليقات اللاذعة ...الأنف...الشفاه...الحواجب...الشعر وبالتأكيد...لن تنسى مقارنة الصدر، و كأنك تشاهد انساناً مختلفا انسلخ عن الماضي، و لولا أن الصورتين قد وضعتا جنباً الى جنب لما عرفت أنهما لذات الشخص. لكن المقارنة تصبح أكثر سخرية و إيلاماً عندما تتجاوز الشكل والمظهر لتلامس الثوابت و الخطابات، ويكون البطل فيها "رئيسا" أتى على ظهر الحرية وليس الدبابة ووعد بصونها إكراماً لمن كافح و سقط في سبيلها.

مصر البارحة، أرض الثقافة و الفكر الحر أمر قضاتها "السلفيون" الأسبوع الفائت باعتقال باسم يوسف أكثر وجوهها الإعلامية ليبرالية و تمدناً بتهمة إهانة الرئيس محمد مرسي و إزدراء الأديان.

قد تختلف مع مقدم برنامج "البرنامج" في بعض القضايا و الآراء، لكن أحداً لا يستطيع أن ينكر أن هذا الطبيب الجراح و الدخيل على الإعلام أستطاع في فترة قصيرة بناء شعبية هائلة في جميع اقطار العالم العربي، وفي ظل ظاهرة "أخونة" الإعلام في مصر و تصاعد الخطاب الطائفي وتحميل أقباط مصر كل شاردة و واردة، يظهر باسم أكثر انفتاحاً و جرأْة و موضوعية و الأهم من ذلك أنه أكثر أبتساما و بشاشة من المتسترين باللحى

رغم انتقاد باسم يوسف المتكرر للرئيس مرسي، فإن ما أثار حفيظة الرئاسة المصرية هذه المرة، هي المقارنة المتهكمة التي عقدها المذيع اللامع ل "مرسي البارحة" و "مرسي اليوم" بعرض شرائط فيديو تظهر خطابات الإخواني الثوري محمد مرسي قبل الرئاسة عندما كان يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية و العبور الى القدس و مقاطعة أمريكا و بين شرائط فيديو تظهر مرسي اليوم، الذي أدرك أن تلك الشعارات يصلح أغلبها فقط للخطابات الجماهرية و الندوات الإخوانية.

أما بالنسبة لتهمة إزدراء الأديان فلا أعرف صدقاً مصدرها، إلا إذا اعتبر القضاء المصري انتقاد السياسة الإخوانية في مصر إزدراءاً للأديان، لكنني أذكر أن باسم يوسف رفض الإجابة يوماً على سؤال احد المتابعين للبرنامج عندما أصر على معرفة ديانة باسم إذا ما كان مسلماً ام مسيحياً، معللاً رفضه بأن سؤال الديانة لم يكن شائعاً في المجتمع المصري قبل عقدين او حتى عقد من الزمان، و أنه يرفض تقييم الآخر بناءا على معتقداته و هويته الدينية، فإذا كانت هكذا إجابة –بحكم القضاء المصري- مزدرية للأديان، فإن المحاكم المصرية عما قريب (مش راح تلحق) في النظر في قضايا ازدراء الأديان.

عندما تكون رئيساً لأمة "اخترعت" يوماً ما الحضارة، و لا تستطيع تحمل نقد احد المذيعين الساخرين لك فإن هذا للأسف لن يؤهلك لتقود هكذا دولة، خاصة اذا ما كان هذا النقد مبنياً على وقائع، و كما قال احد مذيعي القنوات المصرية معلقاً: "شرايط الفيديو بتاعت مرسي كلها موجوده...هو يعني باسم كان جاب الشرايط دي من عند خالتو؟!"

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير