النسخة الكاملة

تداعيات انقطاع كوابل الاتصالات تؤشر على ولوج كبير لـ"الإنترنت" إلى اساسيات الحياة اليومية للأردنيين

الخميس-2013-04-04 10:36 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- مرت فترة الأيام الثمانية الماضية "ثقيلة" على مئات آلاف الأردنيين من مستخدمي الشبكة العنكبوتية، سيما أولئك ممّن يستخدمون الإنترنت بكثافة أو ممن يعتمدون على سرعاته العالية لاغراض التواصل او العمل والتجارة. وطرأت مشاكل "الإنترنت"، المتمثلة ببطء الاستخدام، على خلفية انقطاعات تعرضت لها اربعة كوابل اتصالات بحرية تعتمد عليها الأردن ودول المنطقة للربط بمراكز الخدمة العالمية. فمنذ ان جرى الإعلان عن هذه المشكلة العامة - التي خفضّت كفاءة الخدمة في المملكة بنسبة 50 % قبل اسبوع - تزايدت حالات الشكاوى والتذمر بين اوساط مستخدمي الإنترنت من الأردنيين، وهو الأمر الذي يؤشّر، بحسب خبراء، على أهمية الخدمة للمستخدمين وانتقالها من فئة الكماليات كما كان ينظر لها قبل عشر سنوات، الى قائمة اساسيات الحياة اليومية للأردنيين كغيرهم من المستخدمين حول العالم، عندما اصبحت الخدمة اساسا للتواصل الاجتماعي وقامت عليه اعمال ومشاريع واقتصادات. " النت فصل ...... شو صار"، بهذه العبارة وغيرها من عبارات الشكوى والتذمر، كان مرتادو مقاهي الإنترنت في عمان يسألون اصحاب هذه المقاهي عن اسباب "البطء الشديد " او " عدم المقدرة على الولوج الى مواقع معينة على النت"، خلال فترة الايام الثمانية الماضية، فيما كانت الاجابة واحدة لدى معظم اصحاب هذه المحال وتتلخص بكلمات : "هناك مشكلة عامة لانقطاع كوابل اتصالات دولية في المنطقة، هناك اخبار عن تعرض كوابل متعددة لانقطاعات تزود الأردن وعدة دول عربية بالخدمة، الصبر، الصبر ....."، وهي نفس الاجابة التي كان يحصل عليها مستخدمون من فئة الافراد او الشركات لدى لجوئهم الى مشغل الخدمة المحلي الذي ينتمون اليه. وهي نفس الإجابة التي كان يردّدها عناد الجازي - الذي يدير مقهى إنترنت في شارع الجامعة الاردنية- لعشرات من زبائنه الذين يتردّدون على محله ويقضون اوقاتا ويستخدمون خدمات متنوعة تتوزع بين التواصل الاجتماعي وانجاز الاعمال والبحث والتسلية والالعاب وغيرها، كما تتوزع هذه الخدمات بين من يحتاج الى سرعات عادية او ما يحتاج الى سرعات عالية، والشكوى كانت تزداد في حال الخدمات التي بحاجة الى سرعات عالية جداً. وكانت أربعة كوابل اتصالات بحرية تعرضت قبل ثمانية ايام لانقطاعات اسهمت في انخفاض كفاءة الخدمة بنسب تراوحت بين 50 % الى 70 % في الاردن ومصر والسعودية، وهي كوابل: "SeMeWe4"" " وكيبل "IMEWE"، وكيبل "TEN"، وكيبل "EIG" وهي مسارات تربط دول الشرق الأوسط والخليج العربي بأوروبا وأميركا. ويقول الجازي :"اعتقد بان الإنترنت أصبحت بنية تحتية ومطلباً أساسياً من أساسيات الحياة، ولم تعد من الكماليات سواء لمستخدمي الخدمة في العمل او مقهى الإنترنت او في المنزل"، موضحاً بان "فترة الايام الثمانية الماضية كانت قاسية لكثرة شكاوى وتذمر الزبائن على خلفية ما تعرضت له الخدمة في المملكة من مشاكل نتيجة انقطاعات الكوابل الاقليمية". غير انّ الجازي أكد بان الامور منذ ثلاثة ايام بدأت بالتحسّن نوعا ما، وهو ما يشير اليه المدير المالي في شركة "اورانج" رسلان ديرانية الذي اوضح بان الشركة - وهي المشرفة على معظم مخارج الخدمة من والى المملكة - قامت بخطة بديلة منذ اسبوع بنقل حركة الانترنت التي كانت موجودة على الكوابل المعنية الى مسارات بديلة وهو ما حفّف من الآثار السلبية التي طرأت على الخدمة. ويقول ديرانية بان "اورانج" لجأت الى الخطة البديلة وذلك بعدما ابلغتهم الشركات العالمية المشرفة على الكوابل بان عمليات الاصلاح ستحتاج الى فترة ثلاثة اسابيع او شهر على ابعد تقدير حتى تعود الخدمة الى مستواها الطبيعي. ويشير ديرانية الى انّ خدمة الإنترنت وباختلاف نوعيات الاستخدام للأردنيين بقصد التسلية او التواصل الاجتماعي او للعمل والتعاملات التجارية والبنكية، اصبحت منذ سنوات خدمة اساسية كاماء والكهرباء، وعزّز ذلك بحسب ما يرى دخول الخدمة قطاعات اقتصادية مختلفة، وتوفيرها خدمات شهدهت اقبال كثيف من قبل المستخدمين كشبكات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن مساهمة انتشار الهوافت الذكية التي تتيح الوصول الى الانتنرت في زيادة الاستخدام مع توافر شبكات الانترت عريضة النطاق بمختلف تقنياتها لا سيما الجيل الثالث. ويقدّر عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة اليوم بنحو 4.3 مليون مستخدم وبنسبة انتشار تتجاوز 65 % من عدد السكان، فيما تشير احصاءات اخرى ان نسبة انتشار الإنترنت في منازل الأردنيين تصل الى 43 %. ويقول المتخصص - والمدير لشركة تجارة إلكترونية- باسم العقاد، بانّه لاحظ بطئاّ في الخدمة خلال الفترة الماضية لا سيما في اشتراكه المنزلي، مؤكدا ان الامر في العمل كان اقل تأثيرا كونه يملك أكثر من بديل واشتراك للخدمة. ويرى العقاد ان الإنترنت اصبحت اليوم خدمة اساسية، والامر سيزيد خلال السنوات المقبلة، وذلك مع تكاثر وانشاء المزيد من الاعمال على شبكة الإنترنت، سواء في تقديم الخدمة، او في الحصول عليها من قبل المستخدم، لافتاً بان المشاكل والشكاوى هي موجودة وتتفاوت بين حين وآخر، وهو ما يدلّل على أهمية الخدمة للأردنيين اليوم. من جانبه، يقول المدير التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية "انتاج"، عبد المجيد شملاوي، "لم يعد استخدام الإنترنت ترفاً او أمراً كمالياً، الخدمة بدأت تدخل شيئاً فشيئاً في تفاصيل الحياة اليومية للأردنيين سواء في الحياة الاجتماعية بقصد التواصل مع الآخرين، او لتسيير امور العمل والقطاعات الاقتصادية كافة"، مؤكدا ان النظرة وواقع الاستخدام للشبكة يختلف اليوم عما كان الوضع عليه قبل عشر سنوات، فالانترنت واندماجها في القطاع الاقتصادية، وظهور خدمات واجهزة اتصالات متنقة ذكية وسّع حجم الاستخدام اسهم في اختلاف هذه النظرة. ويرى شملاوي بان انتقال خدمة الإنترنت الى قائمة اساسيات الحياة للمستخدمين يلقي بمسؤوليات على الشركات العالمية المشغلة للكوابل البحرية لادامة وحماية الكوابل والخدمة، كما يلقي بمسؤوليات كبيرة على جميع الشركات عالمية ومحلية باعتماد اكثر من مسار او بديل بهدف ادامة الخدمة. وتعتمد المملكة على أكثر من 5 مسارات وكوابل بحرية ودولية لنقل حركة الإنترنت من والى المملكة، لعل ابرزها كابل " فلاج" البحري الذي ينقل جزءا كبيرا من حركة الإنترنت في المملكة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير