جفرا نيوز -
جفرا نيوز
كلمة واحدة من عضو البرلمان الأردني فواز الزعبي خلال جلسة البرلمان العاصفة الأخيرة قال فيها (مسدس ..مسدس) كانت كفيلة بوضع الحالة الديموقراطية الأردنية الغريبة مجددا على خارطة فضائيات العالم.
فضائية دنيا مثلا يفترض أنها مشغولة بطائرات ميج التي تقصف الشعب السوري الأعزل.. رغم ذلك نشرت خبرا عن طوشة وظهور مسدس تحت قبة البرلمان الأردني.
في الأثناء تحدثت عن الواقعة بي بي سي عربي ومحطة سي إن إن وإستذكر العالم عضو البرلمان الأردني السابق الذي ظهر ملوحا بالمسدس في برنامج على الهواء بثته فضائية جوسات خلال حوار مع قطب بالمعارضة قبل أن تنتهي المسألة بلقطة فريدة على فضائية بالأرجنتين وأخرى بالمكسيك وثالثة في اليابان فيما إنتهى المشهد أردنيا بنفس الطريقة (تبويس اللحى والضحك على ذقون الشعب المسكين).
مرة أخرى تنشر الفضائيات فضائح النوعية الرديئة لبعض نواب الأمة المنتجين خصيصا لصالح إستهلاك الشعب الأردني في مصانع الوصفات الأمنية البائسة لقوانين الإنتخاب .
مرة أخرى يمكن ل(حليمة) أن تطلق عنان الزغاريت فقد ظهر الأردن مجددا على شاشات العالم عبر مسدسات برلمانية وألفاظ نابية وقفزات بهلوانية فوق الطاولات داخل البرلمان الأردني في مشاهد رصدتها الكاميرات وأحزنت الشعب الأردني.
ما أقوله بإختصار: لا أحد في مؤسسة القرار يريد أن يعترف بالخطأ المتمثل بالإستعانة المنظمة طوال عامين بالزعران والبلطجية والفهلوة ورموز اللف والدوران... مؤسسة النظام تخسر بسبب هذه (النمر) والأشكال وإصلاح الموقف فعلا يبدأ بخطوة واحدة: الإعتراف بالخطأ ..ساعتها سيلتف الشعب حول قيادته ويخوض معها معركة الإصلاح والتغيير ويعرقل نمو مؤسسة البلطجة التي سترفع السلاح يوما في وجه السلطة ورموزها عندما تغيب العطايا والإمتيازات ومقاعد البرلمان المزورة المجانية ...وألله من وراء القصد.
مسألة أخرى: نفسي ومنى عيني ولو لمرة واحدة قبل ما يتوفاني ألله مشاهدة أخبار الأردن على شاشة تلفزيون الحكومة.
غرباء تحت القبة
وعلى سيرة فظائع وفضائح السادة النواب جمعتني برئيسهم سعد هايل السرور جلسة تقييمية خاصة بدا فيها الرجل متحسرا بعدما خالف بعض النواب النظام الداخلي حيث طلب تنزويده بكل السجلات الصوتية والفوتوغرافية والمرئية لمعرفة ما حصل لتتبين بعض المظاهر الغريبة.
وسط الطوشة والمعمعة الشهيرة يتواجد شخصان لا علاقة لهما بالنواب وبالأمانة العامة أو الحكومة فهما سائق أحد النواب ومرافق لنائب آخر.
الرجلان دخلا لبيت التشريع وإختلطا بالموجودين وشاركا فيما يسمى محليا (الفزعة) حيث تأبي الشهامة أن تفارق أهلها ولا تتقبل فكرة إشتباك شخصين دون التفريق بينهما حتى لو كان الثمن صورة فوضى كونية لمشهد مؤسف يشوه البلاد والعباد في خمس قارات.
الأكثر إثارة للدهشة هو المشهد الذي ظهر على شاشة التلفزيون الأردني مساء السبت حيث جلس مديران في أبرز مؤسسات الإعلام الرسمي مقابل رئيس ديوان الملك في مقابلة غريبة جدا يشرح فيها الرجل للشعب الأردني ما حصل في مسألة المشاورات البرلمانية.
في الماضي جلس زميلان بهذا الحجم المهني أمام الملك فقط في مقابلة وليس أمام رئيس ديوانه إضافة لذلك لا أعرف لماذا لم تقرر المؤسسة مثلا تكليف صحفي مناكف أو حتى معارض ومستقل تماما بإجراء مقابلة من هذا النوع حتى يستطيع توجيه أسئلة مفيدة ومنتجة ومن زوايا حرجة يستفيد منها الرجل والنظام والشعب بدلا من حفلة علاقات عامة هدفها الأعمق الدفاع في الواقع عن (خطأ) إطالة أمد المشاورات ومسرحتها بحيث فقدت مصداقيتها أمام الرأي العام بدليل أن ثلاثة أقطاب في جهاز الدولة إحتشدوا معا على شاشة التلفزيون لإنقاذ ما يمكن من سمعتها .
بالجملة والمفرق
تعجبني مقادير الولاء التي يظهرها مثقف لبناني من وزن ناصر قنديل يتحالف بالجملة والمفرق مع نظام الرئيس بشار الأسد دون تراجع أو إستسلام أو تغيير في اللهجة رغم ظهوره المتعدد على كل الفضائيات قبل وضعه ضمن القائمة السوداء في محطات بعينها مثل الجزيرة القطرية والعربية السعودية وغيرهما.
الجولة الأخيرة لقنديل في الدفاع عن نظام الأسد كانت على شاشة الفضائية السورية..هذه المرة تحليل عام عن آخر التطورات إقتنص فيه الرجل بذكاء حاد لحظة إسترخاء وتثاؤب المذيع ليهبش الأردن حصريا ويوجه رسالة خاصة جدا أقترح على عمان قراءتها جيدا لأنها صادرة بفم قنديل الذي لا ينطق عن الهوى.
صاحبنا بوضوح لا يعجبه حراك ملك الأردن الأخير في موسكو وتركيا والمنطقة تحت عناوين التسوية للملف السوري .. المذيع لم يسأله في الواقع عن الأردن لكنه إندفع لترديد اسطوانة العلاقة الأردنية الإسرائيلية والوكالة للأمريكيين وبوضوح لا يصدق قنديل قصة وزير الإعلام الأردني سميح المعايطة عن عدم (التدخل بشؤون الشقيقة سوريا) الداخلية، ولا يصدق كلمات عمان عن وقف حمام الدم في دمشق ولا عباراتها عن تسوية سياسية للأزمة السورية.
باختصار يندد ضيف الفضائية السورية اللامع بكل مظاهر الحراك الأردني الإقليمي ويشتبه بها.
شخصيا استمعت في بيروت لرأي قنديل بالأردن ودوره لأكثر من ساعتين عام 2005 والمثير حقا أن هذا الرأي لم يتغير وكأن الشعب السوري لم يفقد للتو مئة الف قتيل ومن حقي كمشاهد للفضائية السورية ومعجب بقنديل أن أسأل: طيب الأردن صديق لإسرائيل وللولايات المتحدة ويعمل معهما ضد مصالح الأمة وهذه مشروخة سمعناها عشرات المرات والسؤال: ألا يستفيد المشروع الصهيوني مثلا من قصف طائرات النظام للشعب السوري؟.. ألا يوجد (متغير) في سوريا اليوم أهم من تعليق الأزمة برمتها على شماعة بلد مجاور؟
في الواقع الأهم من رأي قنديل في السياق أن رسالته اليوم عبر الفضائية السورية وحصريا بعدما توهم بعض قومنا في عمان بأن تقديم عباءة بدوية للرئيس بشار بإسم الشعب الأردني وإرسال بعض الوقود والخبز لرجالة في درعا وإشادته بدور الأردن (المتعقل) أمام مقاولي التضامن معه كلها عناصر توحي بأن نظام بشار إبتلع عملية التضليل... آه كم نحن بؤساء في العالم العربي؟
كيف ندخل الجنة
فضائية تحمل إسم التقوى وأخرى النور وثالثة طيور الجنة ورابعة تنطق بإسم أهل السنة وخامسة بإسم الشيعة.. سيل من المحطات الفضائية والبرامج الدينية التي تعلمنا نحن معشر الجمهور كيف نؤمن أو نصلي أو نصعد الدرج والأهم كيف ندخل الجنة ونعلي من شأن طائفيتنا قدر الإمكان .
البروفسورعبد الستار قاسم وضع دليلا مضحكا لبعض العناوين التي تناقشها برامج مثل هذه الفضائيات من طراز: الشياطين تلحق بالمرأة إذا رفعت ثوبها خوفا من السقوط على الدرج .. يحرم على المرأة ركوب الخيل والبسكليت (دراجة).. غرفة العناية المركزة حرام لأنها تتحدى إرادة إلله والشوارب ترقص عليها الشياطين.
صديقنا عبد الستار قاسم يقدم نصيحة مختصرة لنا :لا تخشوهم... هؤلاء لا يرسلون أحدا إلى الجنة، ومفاتيح جهنم ليست بأيديهم، والحذر منهم وملاحقتهم ينجي الأمة من شرورهم وفتنهم. أمثالهم قادوا أوروبا إلى حروب قاسية ومريرة، ودمروا مقدرات الأمم الأوروبية؛ والجري خلفهم يعني أن مستقبلا أسود ينتظر الأمة بكل شعوبها ومذاهبها وطوائفها.
بقي أن أشير الى ان صديقا من المقربين جدا للسلفيين تلقى وعدا بالحصول قريبا وبعد إنتصار الثورة السورية على (سبايا) وكأننا في معركة إنتصر فيها المسلمون على الكفار ولم ننهزم فيها نحن مقابل أنفسنا.
ماجدة الرومي مجددا
قارئة محتدة هي الدكتورة تمارا الزين إعترضت بشدة الأسبوع الماضي على التعليق الوارد بخصوص موقف الفنانة ماجدة الرومي من الرئيس بشار الأسد والذي بثته فضائية إل .بي .سي.
نتفق مع الدكتورة الزين في مسألة واحدة فقط وهي تلك المتعلقة بحفلة الجنون الحالية ونقدر طبعا غيرتها على نجمتنا المحترمة دوما ماجدة الرومي التي من حقها التعبير عن رأيها بكل الأحوال ومن حقنا بالمقابل إنتقاد هذا الرأي ومناقشته ورفضه مع تحفظنا على بعض العبارات التي وردت في رسالة مكتوبة للدكتورة الفاضلة.
سمعت شخصيا تصريح الرومي ولم ينقل لي ولم ألتقطه من شبكة الإنترنت ولا يوجد إلتباس في كلمات الفنانة الفاضلة الواضحة بخصوص تأييد الديكتاتور للأسف ولا زلت أؤمن فعلا بأن الفنان- أي فنان- صاحب موقف ويملك خيارا من طراز عدم إمتداح أي ديكتاتور إذا لم يكن يرغب أو يريد أو يستطيع الإعتراض عليه .. شكرا للدكتورة الزين ونرحب بها دوما وبملاحظاتها وبنصائحها كذلك وإن كنا نعترض مجددا على إشادة ماجدة الرومي بالديكتاتور بشار الأسد.
نسخة أردنية من آراب أيدول
بشغف شديد تابع الشارع العربي حلقات إصطياد المواهب الأولى قبل تدشين الموسم الثاني من البرنامج الذي تعبده الجماهير (آراب أيدول) أو موهوب العرب حيث المنافسة على أشدها بين المطربة الإماراتية أحلام التي تظهر في الشريط الدعائي وهي تقول (.. قلبي يعورني) مقابل عبارة للبنانية نانسي عجرم ( .. يا دللي شو تعبت).
بعيدا عن قلب أحلام وتعب نانسي إستنسخ النشطاء الأردنيون بالتعاون مع بعض الفنانين محاولة محلية مسرحية لتقليد البرنامج حيث وقف في الفيديو الساخر رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة على رأس وفد ثلاثي يشارك به الكاتب الساخر أحمد زعبي والفنان الكوميدي موسى حجازين.
الوفد يستقبل الموهوب الأول وهو رئيس الحكومة عبدلله النسور حيث يدلي الرجل بأغنية تعرض إمكاناته الفنية التي تظهر حرصه على مصالح الشعب المسكين ثم تقوم اللجنة بالتقيم المطلوب وينتهي المشهد بعبارة لحجازين يقول فيها: نسور.. واضح إنك موهوب ودرجة صوتك مقبولة .. يجازي بلايشك (عبارة محلية لا أحد يعرف معناها) ثم يأتي الطراونه لحسم قائلا: روح بنشوفك على الدوار الرابع (مقر رئاسة الحكومة).