رسالة الى عبدالله النسور
الخميس-2013-02-27

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فارس الحباشنة
لماذا لا أصدقه سؤال أطرحه على نفسي كلما قراءة تصريح صحفي لرئيس الحكومة عبدالله النسور ، أو شاهدت أطلالته على التلفزيون الاردني أو شاشات تلفزة أخرى محلية وعربية ، كلام منفصل عن تعابير الوجه ، صوته مليء بمخزون من الكذب و الخداع ، صوته في مكان و صدره في مكان أخر ...
لا أظنّه نوعاً من الفصام غير الواعي، بل هو في الغالب فصامٌ مقصود وممنهج.
تعجب هذه البراعة في الكذب كثيرين من المتابعين .كيف ؟ لانهم أبرياء ... حتى صرت أجزم عن هذا أو تلك بأنّهما بريئان لمجرّد انخداعهما ببراعة النسور بالكذب و الخداع .
فن جديدة في السياسة الاردنية بامتهان لغة الرياء و النفاق و الخداع و الكذب ، تبدل في اللسان و القلب ، ظروف غير عادية أو طبيعية أوصلت سياسي الاردن الى التلون الحرباوي ، حتى أن أخبار موتهم صرنا نرتاب من حقيقتها .
الكذب في السياسة ليس فن حديث ، ولكن النسور ، اتقن أنتاج فن تصديق الكذب ، وهي براعة عالية لم يسجل لسياسي أردني أتقانها بهذه المهارة البارعة و العالية ، يتورى النسور وراء الكذب في كل تصريحاته حول سياسات الحكومة ، طبقات من الاقنعة وجموع من الاكاذيب يستسهل أستعمالها لخداع الرأي العام و تضليله .
لغة كذب النسور لا مفر فيها من التصعيد و كثرة أستعمال القسم بالله و رسوله : يبدأ بالتأتأة وينتقل إلى رباطة الجأش، ثم يرتقي إلى الفجور بدافع الحاجة إلى تكليس التزوير حتّى لا يبدأ بالتصدّع.
في زمن مضى كان السياسيون يكذبون في الارقام معدل عجز الميزانية و البطالة و المديونية و الفقر و عدد السكان في الاردن ، وأشياء أخرى مرتبطة بالرقم لاغير... كان أمساك السياسي في قضية عامة يرتجف لها القلب و العقل تهيبا ، كانت درجات الصدق تتفاوت طبعا ، ولكن المبدأ هو الصدق أو محاولة الكذب لا ممارسته باتقان و حرفية عالية ، والا أفضح مباشرة .
واضح كما أن هناك تخصص في الهندسة و علوم العمارة و الميكانيك و الكهرباء والطب و الصيدلة ، هناك تخصص في الكذب ، بعدما كان الكذب مرتبطا بمثل عربي واحد " أنه ملح الرجال وعيب على من يصدق "كما قالت العرب ، ولكن في عهد النسور أصبح الكذب منثورا ومختوما على كل تصريحات و مواقف الحكومة .
النسور رجل سياسة يكذب بتمتع و سجيته تفتح بطريقة غريبة لممارسة الكذب المؤذي و اللعين ، يتباري مع نفسه في كل لقاء صحفي أو ظهور عام ليكشف عن طبقات مترنحة في الكذب في نفسه وعقله وقلبه ، ربما أن يكذب حتى في أسمه ...
لا أعرف لماذا لم أصدق الرئيس النسور ، أن لم يكن مصدر قراري عقلي ، فان غريزتي تؤكد على ذلك ، ولا أستغرب ، باطنية مكشوفة ، تزييف وتملق على مصير دولة و مجتمع ، أستخفاف لحد ملل بعقول الاردنيين ، و تزيف للحقائق ، ومغالاة في التوهيم و الخداع و التكذيب .

