جفرا نيوز -
انا بياع الهريسة والكريزة الطبيب الاردني رائد عليان من مواليد 1978- عمان الهاشمي الشمالي
نداء يا (بياع الهريسة) بالنسبه لي تعادل ( يا دكتور)
تمامًا افتخر انني بعت الهريسة على صينية في شوارع الهاشمي الشمالي والجنوبي ومجمع المحطة منذ عمر الـ 9 سنوات ولغاية الـ 19 عامًا حيث كنت وقتها طالب سنة اولى في كلية الطب بالجامعة الأردنية، حيث ترقيت بالعمل من بائع هريسة الى بائع كريزه وهريسة على عرباية خاصة بي امام مسجد في الهاشمي الشمالي.
الوضع الإقتصادي
كان من المستحيل ان يقوم والدي بتدريسي خاصة وان لي ٤ اخوات واخ وكان والدي مسؤول عن والدته ( ستي ام فيصل ) وعماتي.
كنت اشعر ان والدي يريد ان يراني كما احلم انا ويحلم هو ( طبيب) لكن لا يستطيع التصريح بذلك بسبب عدم امكانية توفير اي متطلب لتحقيق هذا الحلم الصعب ...ومن هنا اصريت على تحقيق الحلم وكنت ابيع على عربايتي نهارٱ وادرس ليلٱ ولم اكن اخجل من عملي.
حتى عندما توقفت عندي احد زميلاتي بكلية الطب والتي تسكن منطقة الهاشمي واندهشت وقتها ما زادني الا اصرار لم يكن يعنيني نظرة المجتمع لي ولا نظرة زملائي كان يعنيني كيف سإنظر لنفسي بعد سنوات كنت ارى نفسي بمكان مختلف.
. في عام 2002 تخرجت من كلية الطب بتقدير امتياز وبعد محاولات ومحاولات استطعت الوصول الى فرنسا منطقة مرسيليا
لأكمل دراستي في الطب والجراحة، وبعد سنوات من الجهد، وجدت نفسي أقف داخل مستشفى (لا تيمون) في مرسيليا، أحد أكبر المستشفيات في أوروبا.
كل مرة أرتدي فيها معطفي الأبيض، وأنظر إلى اسمي المطرّز عليه:
Dr. Raed Alyan – Jordan
أبتسم، وأتذكر رائحة الهريسة التي كانت ترافقني في طفولتي.
تعلمت من الشارع أن الصبر دواء، ومن الهريسة أن الحلاوة لا تأتي إلا بعد نار الفرن.
واليوم، وأنا أعمل بين الجراحات والمرضى، أقول لكل شاب يائس:
لا تخجل من بدايتك… فربّ صينية هريسة تصنع طبيبًا، وربّ تعبٍ بسيط يصنع معجزة.
أنا رائد عليان، بائع الهريسة الأردني.
الذي آمن أن الحلم لا يُشترى… بل يُصنع بالعرق، والإيمان، والنية الطيبة.