جفرا نيوز -
قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن التمسك بالمعايير الإنسانية وتمكين المساعدات الاغاثية ، من الدخول لمناطق الصراع والكوارث الطبيعية ، ليس مجرد واجبا أخلاقيا، بل هو ركيزة أساسية لبناء عالم أكثر عدلا وامانا .
وأكد على ان المعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية ، يجب أن تدفع البرلمانيين الى العمل يد بيد ، لنصرة المستضعفين والمشردين من ويلات الحروب وضحايا الكوارث ، دون تمييز أو تفرقة على أساس الدين او العرق او الجنس ، خاصة في هذا الوقت الذي اصبح فيه عالمنا اكثر تشوها وقسوة ، وانتشرت فيه الفوضى والكراهية ، وباتت فيه حياة الأفراد بلا قيمة من قبل البعض .
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الفايز في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ، الذي بدأت أعماله اليوم الاثنين في جنيف ، وعقد تحت شعار" التمسك بالمعايير الإنسانية ، ودعم العمل الإنساني في أوقات الأزمات" ، بحضور الوفد المرافق لرئيس مجلس الاعيان ، اضافة الى السفير أكرم الحراحشه المندوب الدائم للأردن لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في سويسرا.
وقال رئيس مجلس الأعيان ، إن أبشع ما يعيشه عالم اليوم ، هي تلك الصراعات والحروب التي تعصف فيه ، والتي أدت الى قتل وتشريد مئات الالاف ، وزادت أعداد اللاجئين والنازحين ، هذه الحروب التي كان آخرها، عدوان دولة الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني .
واضاف " انه وبعد توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار في غزة ، فقد بات لازما على المجتمع الدولي ، ان يتخذ إجراءات فاعلة وعملية ، لاجبار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الالتزام بتنفيذ كافة بنود خطة السلام ، التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولاقت ترحيبا عربيا ودوليا " .
وقال الفايز ان الدعم الدولي مطلوب من أجل وقف الحرب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، ومعالجة ما سببه العدوان من تبعات كارثية ، ومن أجل عدم المس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ووقف اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة .
واكد رئيس مجلس الأعيان على ضرورة تكاتف جهود الجميع ، لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والفورية ، لإنهاء المجاعة التي يواجهها قطاع غزة .
وبين خلال المؤتمر، أن الأردن من أكثر الدول استجابة لجهود الإغاثة في مختلف أنحاء العالم ، انطلاقا من رسالة الدولة الأردنية ، التي تؤمن بالقيم الإنسانية النبيلة ، ونصرة المستضعفين وإغاثة الملهوف والمحتاج .
واشار إلى ان الاردن دولة تقوم سياستها على الاعتدال والوسطية ، واحترام سيادة الدول ، كما ان رسالة عمان التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ، تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر ، والى تعظيم القواسم المشتركة بين أتباع الديانات السماوية ، ونبذ الكراهية والتطرف والعنصرية وخطاب الكراهية ، بهدف إيجاد مجتمع إنساني خال من العنف والقتل والتدمير.
وأضاف الفايز ، أن هذه القيم النبيلة والإنسانية ، جسدتها القيادة الهاشمية قولا وعملا ، حيث امتد العطاء الإنساني الأردني ، الى كل متضرر من الكوارث والحروب في مختلف بقاع الأرض " .
وأشار إلى أن الأردن ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يتوقف عن إرسال قوافل المساعدات إلى القطاع ، والتي نقلت عبر مئات الشاحنات والإنزالات الجوية ، مؤكدا على ان هذه الجهود الإنسانية تأتي انطلاقا من ايمان الأردن ، بأن تقديم العون لكل محتاج هو واجبا أخلاقيا وإنسانيا ، لا يجوز ان يخضع للابتزاز السياسي ، ولهذا أصبح الأردن اليوم يمثل المركز الرئيسي للاستجابة الإنسانية الدولية في غزة .
ودعا الفايز البرلمانيين كافة لأن يكونوا املا لمن فقدوا الأمل ، ويدا ممدودة لكل محتاج ، وان يكون المؤتمر نقطة انطلاق لعمل إنساني أكثر فاعلية وتأثيرا .
واضاف الفايز في ختام كلمته " ان السؤال يبقي مطروحا اليوم ، كيف نستطيع صنع سلام عالمي عندما يصل الإنفاق العسكري الى ٢،٢ تريليون دولار " .
هذا ويضم الوفد الأردني السادة الأعيان ، محمد العسعس ، وهايل عبيدات ، ومحاسن الجاغوب ، واسيا ياغي ، وعمار القضاه .