آلام الركبة واسفل الظهر الأكثر انتشارًا بين الأردنيين
الثلاثاء-2025-07-22 09:31 am
جفرا نيوز -
أكد أخصائي جراحة العظام والمفاصل والطب الرياضي في مستشفى الأمير حمزة الدكتور مظفر الجلامدة انتشار آلام الركبة وأسفل الظهر بين الأردنيين على مختلف فئاتهم العمرية.
وبين أنه خلال السنوات الأخيرة لم تعد الام الركبة وأسفل الظهر تقتصر على كبار السن فقط، بل باتت تصيب فئات الشباب بشكل متزايد ومقلق.
وفيما يتعلق بالأسباب التي ساهمت في انتشار هذه الحالة بين الشباب، أوضح الجلامدة أنها تشمل التغير الكبير في نمط الحياة، حيث قلت الحركة بشكل ملحوظ، وزادت ساعات الجلوس أمام الشاشات سواء في المنازل أو أماكن العمل، الأمر الذي أدى إلى ضعف في العضلات وزيادة في الوزن، وبالتالي ارتفاع الضغط على مفاصل الركبة وتسارع تاكل الغضاريف.
وأضاف أن الإصابات الرياضية غير المعالجة بالشكل الصحيح أيضا من العوامل المساهمة، إلى جانب عوامل لا يمكن تفاديها مثل العامل الوراثي، وكون النساء أكثر عرضة من الرجال، والتقدم في السن، الذي يؤدي بدوره إلى فقدان السائل المفصلي وزيادة الاحتكاك والخشونة.
ونوه الجلامدة إلى ضرورة التفرقة الطبية بين خشونة المفاصل (التهاب المفصل التنكسي) والتهاب المفاصل الروماتويدي، حيث أن الأخير يصيب بطانة المفصل، ويصحبه تورم واحمرار وحرارة وتيبس صباحي، وهو غير مرتبط بالعمر، كما أنه يتطلب تشخيصا دقيقا من خلال التاريخ المرضي والفحص السريري والتحاليل المخبرية والشعاعية.
وبخصوص آلام أسفل الظهر، أشار إلى أن الشد العضلي يعد السبب الأكثر شيوعا نتيجة الجلوس الخاطئ، الحركات المفاجئة، وضعف الليونة العضلية، مؤكدا أن معظم هذه الحالات تتحسن بالعلاج الطبيعي والراحة، أما في حال صاحب الألم خدران أو امتد إلى الأطراف، فقد يكون السبب انزلاقا غضروفيا أو ضغطا على الأعصاب، مما يستدعي تدخلا طبيا مباشرا.
وحذر الجلامدة من الاستخدام المفرط والعشوائي للمسكنات من قبل بعض المرضى دون استشارة طبية، نظرا لآثارها الجانبية على المعدة والكلى، إضافة للاستخدام غير السليم للمشدات الطبية والتمارين غير المدروسة، التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة بدلا من علاجها.
ولفت إلى أن التدخل الجراحي يعد الملاذ الأخير، ولا يتم اللجوء إليه إلا بعد استنفاد جميع الحلول غير الجراحية، مثل العلاج الدوائي والحقن والعلاج الطبيعي، مشيرا إلى أن اتخاذ قرار الجراحة يعتمد على مدى تأثير الألم على جودة الحياة، وليس فقط على عمر المريض.
وبالنسبة لنقص فيتامين (د)، أكد انتشاره بشكل واسع في الأردن، وهو عامل مساهم في ضعف العضلات والعظام، خاصة في مراحل النمو، إلا أنه ليس السبب الوحيد للآلام، ويجب تحديد مستواه عن طريق الفحوصات المخبرية قبل وصف العلاج المناسب.
ويمتاز القطاع الصحي الأردني العام بالكفاءة، وفق الجلامدة الذي أكد امتلاكه الإمكانيات والكوادر الطبية المؤهلة للتعامل مع مثل هذه الحالات بفاعلية واحترافية، لكن في الوقت ذاته يواجه تحديات تتمثل بالضغط الكبير على المستشفيات، ونقص الكوادر الطبية، وتعقيد إجراءات الإقامة والتعيينات، ما يؤثر على سرعة الاستجابة للحالات غير الطارئة.