على الرغم من الفرحة الكبيرة التي تعيشها الجماهير الأردنية بعد التأهل التاريخي للمنتخب الوطني الأول إلى نهائيات كأس العالم 2026، إلا أن انطلاقة الموسم الكروي الجديد اليوم جاءت مثقلة بجملة من التساؤلات والانتقادات التي أطلقتها الأجهزة الفنية والجماهير على حد سواء، حول بعض التفاصيل التي كان يفترض العمل على تحسينها قبل بدء المنافسات.
أولى الملاحظات، تمثلت في استمرار غياب تقنية الفيديو "الفار" عن ملاعب الدوري الأردني، مع وجود تأكيد من الاتحاد أن مرحلة الإياب ستشهد وجود التقنية، وهو أمر أثار الكثير من علامات الاستفهام، خصوصا أن هذه التقنية أصبحت جزءا لا يتجزأ من اللعبة الحديثة، وكان من المتوقع اعتمادها بعد المشاركة المشرفة للنشامى في كأس آسيا والتأهل إلى المونديال.
ويؤكد مراقبون أن استمرار غياب "الفار" قد يؤدي إلى أخطاء تحكيمية مؤثرة في نتائج المباريات وتضع الحكام تحت ضغوطات كبيرة.
عدد من المديرين الفنيين أكدوا أن فترة التحضير القصيرة للأندية بعد نهاية موسم شاق، شكلت عائقا أمام الأجهزة الفنية، التي لم تحصل على الوقت الكافي لإعداد اللاعبين بدنيا وفنيا بالصورة المطلوبة، وهو ما أضعف قدرة الفرق على خوض مباريات ودية كافية تساعدها على تصويب الأخطاء ورفع درجة الانسجام بين اللاعبين، ولا سيما أن معظم الفرق قامت بتعاقدات جديدة تحتاج إلى وقت للتأقلم والانسجام داخل الملعب.
وأبدوا امتعاضهم من الوضع القائم، وأكدوا أن فرقهم لم تحصل على الحد الأدنى من متطلبات الإعداد السليم، مشيرين إلى أن جدول الدوري الضاغط ومحدودية الموارد منعا الإعداد المناسب أو توفير مباريات تجريبية ذات قيمة فنية، وأوضحوا أن هذه الظروف لا تخدم الطموحات ولا تواكب التطلعات بعد الإنجاز التاريخي للكرة الأردنية، مؤكدين أنهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم في وسائل الإعلام.
ويرون، أن الضغط يتواصل أيضا من خلال ازدحام الأجندة المحلية، ما يشكل عبئا إضافيا على لاعبي المنتخب الوطني، في ظل وجود مشاركات خارجية مقبلة تتطلب أعلى درجات الجاهزية والاستقرار الفني.
وعدم وجود تنسيق مرن بين الاتحاد والأندية في جدولة المباريات قد ينعكس سلبا على المستوى العام، ويعرض اللاعبين للإجهاد والإصابات التي قد تحرم المنتخب، من ركائزه الأساسية في الفترة المقبلة.
ومن النقاط التي أثارت جدلا واسعا إقامة الدوري هذا الموسم من ثلاث مراحل، رغم معارضة عدد من الأجهزة الفنية التي طالبت بتأجيل هذا النظام إلى الموسم المقبل، لإعطاء الأندية فرصة التكيف معه والاستعداد بشكل مناسب.
عدد من المدربين أكدوا، أن اعتماد هذه الصيغة بشكل مفاجئ قد يربك حسابات الفرق ويؤثر على مستوى التنافس، خصوصا في ظل ضعف التحضير وازدحام الروزنامة، إضافة إلى أنه يزيد عدد المباريات ويضاعف الحمل على اللاعبين والأجهزة الطبية والفنية.
كما أن مشكلتي إقامة تدريبات الأندية على عشب صناعي وخوض المباريات على ملاعب من العشب الطبيعي، ما تزالان تشكلان معضلتين للأجهزة الفنية واللاعبين على حد سواء.
الجماهير أيضا لم تكن بعيدة عن المشهد، حيث عبر عدد كبير من المشجعين عن استيائهم من غياب "الفار"، وعدم وجود خطة واضحة لتطوير الدوري.