«سعيد بتحرير المخطوفين والأسرى، ومن هنا يجب أن نحرر الشعبين (الفلسطيني والإسرائيلي) من عنف الاحتلال، لقد وُلدنا جمعياً أحراراً» هذا ما قاله، وصرح به النائب أيمن عودة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الكنيست الإسرائيلي، أدى بالأطراف المتطرفة، كي يصيبها الاستفزاز فتندفع للمطالبة بإسقاط عضويته النيابية من الكنيست على خلفية ما قاله وصرح به.
التطرف، العداء، ضيق الأفق وصل حده الأقصى لدى نواب أحزاب الائتلاف الحكومي لدى حكومة المستعمرة: حكومة نتنياهو، ومعهم أعضاء من أحزاب المعارضة التي لا تقل يمينية وعنصرية وعداء للشعب الفلسطيني سواء في مناطق 48 أو مناطق 67، ولكل إسرائيلي متفتح واقعي يتحلى بسعة الأفق، ويُعارض سياسات المستعمرة، ويرفض التوسع والاحتلال واضطهاد الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه.
سقط الاقتراح، باقصاء النائب أيمن عودة عن عضوية الكنيست عبر التصويت، حيث نال قرار الشطب 73 صوتاً، طالبوا بمعاقبته على خلفية تصريحه المذكور، ولكن أصحاب الاقتراح لم يُفلحوا في الحصول على العدد المطلوب لشطب عضوية أي نائب من الكنيست، وهو 90 نائباً يمثلون ثلاثة أرباع أعضاء الكنيست البالغ 120 عضواً.
سقط الاقتراح، وحافظ النائب أيمن عودة على عضويته كقائد برلماني منتخب من شعبه الفلسطيني في مناطق 48 أبناء: الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة.
سقوط اقتراح شطب عضوية رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، سبقه أيضاً سقوط اقتراح إقصاء النائب الإسرائيلي عوفر كسيف من عضوية الكنيست، وهو النائب المنتخب من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الذي سبق وأعلن على منبر الكنيست مخاطباً لهم قوله:
« أريد أن أذكركم أن هناك أصحاباً أصليين لهذه البلاد هم الشعب الفلسطيني».
وصوت لشطب عضوية النائب الشيوعي عوفر كسيف 87 نائباً، ولم يكتمل العدد المطلوب للشطب وهو 90 نائباً، وهكذا تتضح أن الصهيونية ومشروع المستعمرة والاحتلال يدّعون كذباً أنهم يمثلون يهود العالم، وأنهم يعملون على تلبية مصالح يهود العالم وحمايتهم، وهي كذبة بقيت سائدة سنوات في غياب صوت يهودي مؤثر يكشف زيف الادعاء الصهيوني، فالصهيونية ولدت كفكرة استعمارية مع صعود الاستعمار الأوروبي واحتلاله لبلدان آسيا وإفريقيا والأميركيتين، وتعرض اليهود للاضطهاد من قبل النازية الألمانية والفاشية الإيطالية بين الحربين العالميتين الأولى 1917، والثانية 1939، بعد ولادة الحركة الصهيونية وعقد مؤتمرها التأسيسي الأول 1897، أي إنها لم تأتِ على خلفية اضطهاد اليهود في أوروبا، بل قبل ذلك.
مؤتمر النمسا لليهود الذي انعقد قبل أسابيع قليلة، وحضره حوالي 500 يهودي من جميع أنحاء العالم تنصلوا من الفكرة الصهيونية، وعبروا عن رفضهم لمشروعها الاستعماري التوسعي الإسرائيلي على أرض فلسطين، وهي بداية حقيقية مطلوبة وضرورية لرفع الغطاء اليهودي عن فكرة الصهيونية، وعن روايتها التضليلية الكاذبة عن دوافع إقامة «دولة لليهود في فلسطين» التي تنكشف وتتعرى من خلال ما تُقارفه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، كانت منذ عام 1948 ولا تزال.
الحركة الصهيونية، كحركة سياسية، تُشبه في ادعاءاتها في تمثيل اليهود واليهودية، مثل الحركات والأحزاب الإسلامية العديدة الكثيرة المنتشرة، التي تدعي كل منها أنها تُمثل الإسلام والمسلمين، ومثل ادعاء الأحزاب المسيحية التي انتشرت في أوروبا مُدعية كل منها أنها تُمثل المسيحية والمسيحيين.