جفرا نيوز -
أكد مسؤول العلاقات الخارجية وعضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم في أنه "لا مفاوضات حالياً" بشأن وقف إطلاق النار في غزة ، في تعقيب رسمي على أنباء وجود تقدم في المفاوضات في الأيام الأخيرة.
فيما كان مسؤول سابق من حماس قد قال إن الوسطاء كثّفوا جهودهم للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد وإطلاق سراح رهائن في غزة، لكن المفاوضات مع إسرائيل لا تزال متعثرة.
جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تحدث فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إحراز "تقدم كبير" منذ أن أنهت إسرائيل وإيران حربهما التي استمرت 12 يوماً الثلاثاء، وأن مبعوثه ستيف ويتكوف يعتقد أن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس "وشيك للغاية".
هل هناك مقترح جديد؟
أوضح نعيم في تصريحاته لمراسل بي بي سي في القاهرة، عبدالبصير حسن، أنهم في حماس جاهزون للتفاوض على أساس تحقيق مطالب الحركة وفي مقدمتها "ضمان وقف إطلاق نار مؤقت يؤدي الى وقف الحرب". مؤكداً عدم وجود مفاوضات في الوقت الراهن.
ولفت نعيم أنه "يتعين العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل عدول إسرائيل عن الهدنة التي كانت سارية حتى بداية مارس/ آذار الماضي، بما يضمن فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية حسب البروتوكول الإنساني المتفق عليه برعاية الوسطاء وشهادة المجتمع الدولي".
وتابع أن حركة حماس "حريصة أكثر من أي طرف على اتفاق يؤدي الى وقف الحرب لإن الفلسطينيين هم من يُقتلون ويُجَوَعُون في حين أن إسرائيل مدعومة من الإدارة الأمريكية وتريد هندسة حل يحقق استمرار الاحتلال والسيطرة، حتى في لقمة العيش من خلال آلياته التي يجمع الكل على رفضها، حتى المجتمع الدولي، وفي مقابل ذلك يأخذ ما يريد"، وفق قوله.
وقال نعيم إن هذا التوجه "مرفوض ولن تُشرعِن الحركة احتلال القطاع واستمرار مخططات السيطرة والتحكم والتهجير".
يستحق الانتباه نهاية
وتعليقاً على التصريحات التي تحدثت عن تقدم في المحادثات، قال نعيم إن ذلك "كله ضغط من أجل تسويق رواية الاحتلال وتعديل مزاج الرأي العام الإسرائيلي بعد وقف إطلاق النار مع طهران".
وكان ترامب قد صرح للصحفيين في بروكسل الأربعاء: "أعتقد أن تقدماً كبيراً يُحرز بشأن غزة، وأعتقد أن ذلك يعود إلى هذا الهجوم الذي نفذناه"، في إشارة إلى الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية التي نُفذت نهاية الأسبوع وسط الصراع بين إسرائيل وإيران.
وبعد حديث ترامب بوقت قصير، صرّح مسؤول في حماس لبي بي سي بأن الحركة "لم تتلقَّ أي مقترح جديد حتى الآن".
وكان رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي تتوسط بلاده في محادثات الهدنة إلى جانب القاهرة وواشنطن، أكد الثلاثاء أن الدوحة تعمل على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل.
في حين نقلت فرانس برس عن القيادي في حماس طاهر النونو قوله "اتصالاتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة". لكنه شدد على أن الحركة "لم تتلقَّ أي مقترح جديد بشأن وقف النار حتى الآن".
ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على أي مباحثات جديدة، واكتفت بالقول إن "الجهود لاستعادة الرهائن الإسرائيليين في غزة مستمرة، سواء ميدانياً أو عبر المفاوضات".
كما صرّح مسؤول إسرائيلي لصحيفة هآرتس بأنه لم يُحرز أي تقدم في المفاوضات، وأن الخلافات الرئيسية لا تزال دون حل.
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز صرح الخميس، أيضاً على هامش اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل بأن قطاع غزة يشهد "إبادة جماعية" ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاق تعاونه مع إسرائيل بشكل فوري.
وأضاف في حديثه لصحافيين أنه "من غير المنطقي" أن يفرض الاتحاد الأوروبي 18 حزمة من العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، بينما "يعتمد معايير مزدوجة لا يقوم حتى بتعليق اتفاق التعاون" مع إسرائيل.
وترفض إسرائيل اتهامها بارتكاب "إبادة جماعية".
واستأنفت إسرائيل هجومها العسكري على غزة في 18 مارس/آذار، منهيةً بذلك وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين.
كما فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة في بداية مارس/آذار، ثم خففت الحصار جزئياً بعد 11 أسبوعاً إثر ضغوط من حلفاء الولايات المتحدة وتحذيرات من خبراء عالميين من أن نصف مليون فلسطيني يواجهون خطر المجاعة.
في الوقت نفسه، دعمت إسرائيل والولايات المتحدة إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وتهدف إلى تجاوز الأمم المتحدة كمورد رئيسي للمساعدات للفلسطينيين، وقالتا إن نظام المؤسسة سيمنع سرقة حماس للمساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
بي بي سي