جفرا نيوز -
لم تكن رحلة المنتخب الوطني لكرة القدم نحو نهائيات كأس العالم 2026 مفروشة بالورود، بل اصطدمت بمطبات عديدة كادت أن تعصف بالحلم المنتظر منذ عقود.
ومع ذلك، جاء الحسم التاريخي قبل انطلاق الجولة الأخيرة من التصفيات، ليضمن "النشامى” التأهل للمرة الأولى في تاريخهم إلى المونديال، في إنجاز غير مسبوق يُحسب للمنظومة بأكملها.
وعلى رأس العوامل التي مهدت لهذا الإنجاز، برز ثبات الأداء منذ المشاركة اللافتة في نهائيات كأس آسيا، إضافة إلى استفادة المنتخب من نتائج منافسيه، لا سيما تعثر المنتخب العراقي في أكثر من مواجهة ضمن المجموعة ذاتها، وهو المنافس المباشر على بطاقة التأهل الثانية.
ويرى عدد من المتابعين والمحللين أن الهدف الذي سجله مهاجم المنتخب يزن النعيمات في أولى مباريات "النشامى” خلال الدور الثاني من التصفيات، كان اللحظة الفارقة في مسار التأهل؛ الهدف جاء في مواجهة خارج الديار أمام طاجيكستان، وفي وقت قاتل كاد أن يخرج فيه المنتخب خاسرًا.
ففي ذلك اللقاء، افتتح "النشامى” مشواره في المجموعة التي ضمت السعودية وطاجيكستان وباكستان، حيث واجه منتخب طاجيكستان في العاصمة دوشنبة، على أرضية ملعب صناعي صعبة، وفي ظروف فنية غير مثالية، خصوصا أن المنتخب كان في مرحلة انتقالية بعد رحيل المدرب العراقي عدنان حمد وتولي المغربي الحسين عموتة المهمة.
المباراة لم تكن سهلة، خصوصًا أن المنتخب كان يعاني من تذبذب المستوى في المباريات الودية التي سبقت انطلاق التصفيات، ما ألقى بظلاله على الأداء والثقة الجماهيرية.
ومع ذلك، تمكن المنتخب من الحفاظ على رباطة جأشه رغم استقبال هدف مباغت في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، ليأتي رد النعيمات القاتل في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، بعد تمريرة عرضية متقنة من القائد إحسان حداد، أسكنها المهاجم المميز في الشباك بلمسة واحدة، ليخطف نقطة ثمينة كانت بمثابة الأمل الكبير في بداية المشوار.
ورغم الخسارة في الجولة الثانية أمام السعودية بنتيجة 0-2، إلا أن المنتخب الوطني قلب المعطيات في الجولات الأربع اللاحقة، محققًا العلامة الكاملة في جميعها، ليعتلي صدارة المجموعة بفضل الأداء المتطور والزخم المعنوي الذي ولّده الإنجاز القاري الكبير في كأس آسيا، حين بلغ النهائي واحتل المركز الثاني.
ويُحسب ليزن النعيمات دور محوري في هذا المسار، إذ ساهم هدفه في إبعاد طاجيكستان عن حصد ثلاث نقاط، وكبح جماح منافس كان مرشحًا بقوة لتأدية دور محوري في حسم بطاقة التأهل، وكان لهذا الهدف أثر بالغ في بث الثقة داخل صفوف المنتخب ومواصلة السعي نحو الحلم.