النسخة الكاملة

قبل الشهرة والاضواء ... احزان مؤلمة في حياة المشاهير

الإثنين-2012-12-17 10:29 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز- في حياة الفنانين كثير من الاحداث المؤلمة ، بعضها خرج للاعلام وبعضها الاخر بقي طي الكتمان بسبب عدم رغبة الفنان في اثارة موضوعات تتعلق بحياته الشخصية ،لكن المغزى من هذا الحديث هو ان عند كل حادث مؤلم يستنهض الفنان ذاته لتلد اجمل ابداعاته الفنية ، في قاعدة كثيرا ما يحكى عنها فقط في عالمنا العربي والشرقي انما ايضا في بلدان العالم قاطبة حيث يكون الفن اللغة الاوحد في الكلام . ومن الامثلة البارزة على المآسي التي تمر في حياة الفنان ، مثل يُضرب في كثير من الاحيان عن الفنانة داليدا التي كانت قد خسرت ثلاثة من الذين احبتهم في حياتها وقضوا كلهم انتحارا لكنها حققت من حزنها اكبر نجاحات حياتها في اغانيها الاشهر حتى اليوم والتي كانت بعيدة كل البعد عن الحزن في معظمها ، كما تمكنت في ترجمة معظم مآسي حياتها الى اغنية في سابقة استحوذت على انتباه الصحافة على نحو اساس وهي انّها غنّت تجربة موجعة مرّت بها عنددما اغرمت بشاب يبلغ الثامنة عشرة وحملت منه ما اضطرها الى الاجهاض ،فكانت اغنية شهيرة في تاريخها تروي فيها انها اغرمت بمن بيلغ نصف عمرها . الاحزان في حياة سيلين ديون كانت ايضا سبب نجاح كبير وخصوصا عند وفاة نسيبتها وهي من سن صغيرة جراء المرض العضال ، فقدمت اليها يومها اغنية "VOLE " كتحية لروحها واصبحت الاغنية من اقوى ما حققته ديون في حياتها ومن اكثر ما حقق نجاحا جماهيريا على كل الصعد . اما في عالمنا العربي حيث يعيش الفنان كل مآسي الغرب والتطوارت الموجعة التي تحصل في المجتمعات فالامثلة على النجاح الكبير بعد المآساة لا تحصى ولا تعد وابرزها قد يختصر ببعض الفنانين الذين حققوا نجاجات باهرة اعقبت فترات صعبة من حياتهم من فناني الزمن الجميل امثلة متعددة عن النجاح الذي يلي الحزن وقد يتبادر الى الاذهان
*اولا وفاة الكبير عاصي الرحباني وما قدمته السيدة فيروز بعد وفاته الى جانب ابنها زياذ وابنتها ريما من تكريم لذكراه ومن اغان جديدة اختلفت في النبض والاسلوب الموسيقي وحافظت على بريق سفيرتنا الى النجوم ، لكن الموضوع يعود الى سنوات قبل وفاة عاصي عندما اصيب بمرض للمرة الاولى وسافر الى بلد ثان للعلاج وكانت في حينه فيروز تستعد لتقديم مسرحية "المحطة " فلم تلغ العروض لكنها ادرجت اولى اغانيها مع ابنها زياد في العمل وكانت " سالوني الناس" التي اصبحت بمثابة نشيد واحدى اشهر اغانيها على الاطلاق ، وثمة اعتقاد شعبي سائد ان فيروز اهدت هذة الاغنية الى عاصي بعد وفاته الا ان الحقيقة هي انها غنتها له في غيابه وباتت الاغنية في المرحلة المقبلة عنوانا لمسيرته الفنية الى جانبها تحييه فيها كلما ارادت ان تتذكره .
*الشحرورة التي مرّت بكثير من المآسي ايضا في حياتها والتي اصبحت معروفة للعلن اكثر بعد مسلسل" الشحرورة "عاشت مرحلة صعبة من حياتها بعد انفصالها عن احد ازواجها بسبب خيانته لها فترجمت هذه المآساة وهذا الحزن الكبير اللذين غلبا عليها في فيلم عن هذة القصة حكل عنوان " ليلة بكى فيها القمر " وخقق نجاحا باهرا في ذلك الوقت وكان من اقوى ما قدمته صباح في السينما المصرية .
*اما الفنان فريد الاطرش الذي عاش الكثير من الخضّات في حياته وخصوصا بعد نجاحه ، فقد تمكن من التغلب على احزانه الحياتية والعاطفية بعد الخلاف مع والدته ووفاة شقيقته والمشكلات العاطفية التي عاناها في علاقاته المتعددة التي لم تصل الى الزواج .لكن كل هذه الاحزان تحولت الى صبغة في اغانيه والى احساس مرهف في ادائه حتى بات يُعرف بالفنان صاحب الصوت الحزين وصاحب الشجن الذي يغلب على فنه .
*الفنانة الين لحود ابنة الفنانة سلوى القطريب مرّت ايضا بالفترة الصعبة التي ولّدها غياب والدتها المفاجئ ولكن ردّة فعلها كانت انها استعجلت العمل على مسرحية " اوبرا الضيعة " مع فرقة كركلا وعلى رأسها عبد الحليم كركلا لتقدمها في مهرجانات بعلبك عربون وفاء لوالدتها التي لم تتمكن من مشاهدتها فكان ان حققت اول نجاحاتها في المسرح الغنائي بعد مآساة المّت بها .
*الفنانة اليسا كانت لها تجربة صعبة علّمت فيها فترة طويلة وهي كانت وفاة والدها عام 2004 عشية صدور البومها " احلى دنيا " لم تكن قد اختارت عنوانه بعد بيد انها اعتمدت هذه الاغنية في النهاية تأثرا بالحدث الذي جعلها تحزن كثيرا . فاليسا كانت متأثرة جدا بوالدها وهو وقف الى جانبها في مسيرتها الفنية ، الحزن الذي عاشته اليسا جراء وفاة والدها علّم كثيرا فيها وتمكنت في المقابل من تحقيق اكبر نجاحات حياتها في الالبوم الذي حصل على جائزة الموسيقى العالمية للمرة الاولى في مسيرتها الفنية وقد وقفت يومها على المسرح واهدت الجائزة الى وطنها ووالدها وما زالت اليسا حتى اليوم تهدي كل البوم من البوماتها الى روح والدها اكراما لذكراه ومحبة له بعد كل ما قدّمه لتربيتها وايصالها الى حيث هي الآن . *الفنانة الين خلف عانت بدورها الاحزان في حياتها بسبب علاقتها العاطفية التي باءت بالفشل منذ عامين ، فخرجت الى العلن واخبرت بما حصل معها وتمكنت من تحقيق احد اهم نجاحاتها باغنية " قلبي البريء " للعودة الى الساحة الفنية بقوة بعد غياب قسري فترة لم تكن بقصيرة .
هذه التجارب التي عاشها عدد من الفنانين في حياتهم تثبت ان الاحزان قد تكون في كثير من الاحوال سببا للوصول الى النجاح لانها تخلق حافزا للعمل ان لناحية تكريم شخص قريب الى الفنان وتوفي بطريقة مفاجئة ما يولد فراغا في قلبه او لناحية محاولة نسيان تجربة مريرة عاشها مع شخص احبه كثيرا الى درجة لم يعد يعرف ما الصواب وما الخطأ في علاقتهما . فعلى الرغم من ان الفنان يحاول عدم تذّكر هذا الموضوع مجددا فانه لا يمكنه تخطّي شعوره وغبته في تفجير غضبه او حزنه فنيا كما ان النجاح قد يكون سببه ان الفن بحاجة قبل اي شيء آخر الى احساس مرهف يتوافر باقسى صوره واجملها عندما يكون الفنان في حالة من الحزن يعمل على ترجمتها فنا جميلا .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير