ربحت سوريا… لكن خسرت فلسطين… هذه النتيجة النهائية لزيارة ترامب؟
الخميس-2025-05-15 11:05 am
جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدباس.
1/4
ثلاثة أيام متواصلة هي مدة زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى ثلاثة دول عربية خليجية. السعودية في اليوم الأول (الثلاثاء: الأول من أمس). قطر في اليوم الثاني (الأربعاء: يوم أمس). الإمارات العربية المتحدة في اليوم الثالث (هذا اليوم الخميس). مقالتي هذه ليست شمولية، إنما تخص سوريا وفلسطين فقط. السؤال الحاضر إلى هذه اللحظة، ما هي النتيجة الرئيسية للزيارة الأمريكية؟ هي نتيجة في جانب منها مريحة وفي جانب آخر منها كانت مؤلمة. فقد ربحت سوريا عبر قرار الرئيس الأمريكي ترامب إعلان قراره برفع العقوبات الاقتصادية عنها . لكن ماذا بخصوص فلسطين؟ لم يعلن الرئيس الأمريكي الاعتراف بالدولة الفلسطينية حسبما كان يشاع قبيل الزيارة. لم يتحدث ترامب عن وقف فوري لإطلاق النار في غزة. لم يتحدث عن إعادة فتح المعابر بشكل مباشر من أجل دخول المساعدات. إنما عاد إلى البدايات الأولى من رئاسته الثانية، كلام قاسي تجاه من يحكمون غزة مع ضرورة تسليم كافة الرهائن من كافة الجنسيات، فهو بداية أو مقدمة السلام. قناعتي بعد سماع تلك التصريحات، نعم إن أمريكا هي أقوى من إسرائيل، لكن يبدو أن اللوبي اليهودي أقوى من ترامب ومن أمريكا ذاتها؟ مما تسبب في هذه الاستدارة الأمريكية إلى الوراء بعد أن عمل ترامب على تحجيم إسرائيل مؤخرًا؟
2/4
لا شك أن مضمون تصريحات ترامب خلال كلمته في مجلس التعاون الخليجي يوم أمس الأربعاء بما يخص غزة قد انعكس سلبيًا بكل تأكيد على جدية مجريات المفاوضات التي جرت مساء أمس وما قبله في الدوحة. كانت المسافة بعيدة بين الطرفين، فبقي الحال على حاله. لم يعد هنالك ضغط أمريكي كبير على إسرائيل. دليل ذلك أن إسرائيل تؤكد على السير في طريق واحد وهو ما طرحه المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط قبل شهرين تقريبًا (تسليم كافة الرهائن مع هدنة مؤقتة فقط مدتها 45 يومًا مع إدخال المساعدات إلى غزة). مما يعني أن إسرائيل لا تريد الوصول إلى اتفاق نهائي، وإنما تتبع سياسة التدرج مع التقييم المستمر لكل مرحلة خشية أن تشكل حماس مصدر خطر عليها مرة أخرى.عزز ذلك تصريح المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط الذي قال إن الحل النهائي يكمن في نزع سلاح حماس ؟
3/4
اليوم، وفي ظل هذه الظروف الصعبة جدًا وعنوانها الرئيسي الاختلال الواضح في موازين القوى عسكريًا، والتي تتطلب تغيير وسائل النضال الوطني مع المرونة السياسية، أقول إن على حماس أن تفكر بذات الطريقة السورية. أخذت سوريا مكتسب رفع العقوبات عنها وتجاوزت مؤقتًا أن الرئيس الأمريكي قد اعترف في العام 2019م أن الجولان تحت السيادة الإسرائيلية. من هنا، فإن على حماس أن تقبل صيغة تسليم كافة الرهائن من أجل الدخول في هدنة مدتها 45 يومًا مع إدخال المساعدات إلى غزة. إذا فعلت حماس ذلك، فهي تبرئ ذمتها أمام الشعب العربي الفلسطيني. مع عودتها العاجلة في ذات الوقت إلى الانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية مع الدخول في حوار مع كافة الفصائل الفلسطينية من أجل الحفاظ على دماء وأرواح الشعب العربي الفلسطيني والحيلولة دون تهجيرهم من أرضهم. بغير ذلك، سيستمر القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مما يعني ارتفاعًا مستمرًا في عدد الشهداء. مع استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات إلى غزة منذ تسعة وخمسين يومًا، مما يعني كارثة إنسانية سببها المجاعة.
4/4
ختامًا، فإن وقف الكارثة الإنسانية التي تحدث للشعب العربي الفلسطيني في غزة هو قرار بيد حماس. فهل تفعلها حماس ؟ فتقبل ما يُعرض عليها خشية المزيد من الخسائر البشرية والمادية في قطاع غزة. هل تفعلها حماس؟ كي نرى دموع الفرح على وجوه الغزيين كما رأينا ذات دموع الفرح على وجوه السوريين؟