حين يذكر التاريخ أعظم لحظاته، يذكر يومًا وُلِد فيه الأردن حرًا، وبقي حرًا، وسيظل حرًا. في الخامس والعشرين من أيار، لم يكن الاستقلال مجرد يومٍ يُضاف إلى التقويم، بل كان صيحة شعبٍ قرر أن يرفض التبعية، وأن يرسم مستقبله بمداد العزم والصمود.
الهاشميون إرثٌ من السيادة وعهدٌ من الشموخ منذ الملك المؤسس عبدالله الأول، الذي صاغ الاستقلال بإرادةٍ لا تعرف الانكسار، إلى الحسين العظيم، الذي حمل الراية في وجه العواصف وأبقى الأردن منيعًا، إلى الملك عبدالله الثاني، الذي يقود المسيرة نحو أفقٍ لا تحده القيود، كان الأردن أكثر من وطن، كان رسالةً للعالم أن الحرية ليست وعدًا، بل عقيدةٌ تُحيا.
هذا الاستقلال ليس حدثًا، بل وصيةٌ في قلوب الأردنيين، تتناقلها الأجيال، تحفظها الجبال، ويرددها المخلصون في كل ساحةٍ وميدان. هذا الوطن لم يُمنح عزته، بل صنعها، ولم يُوهب مجده، بل انتزعه. كما قال الشاعر في الأردن وفخره:
من المجد قد شيدنا صرحًا،
لا ريحٌ تهزّ ولا نارُ تُطفأُ
إن ضاقَ وجهُ الدهرِ يومًا،
نحنُ من يصنعُ في الأرضِ صبحًا يُضيءُ
اليوم، لا نحتفل فقط، بل نقف بكل ما في الفخر من عنفوان، لنعلن أن الأردن لا يعرف الخنوع، ولا يخضع إلا لله، ولا يرفع رايته إلا ليبقيها شامخةً بين الأمم.
عاش الأردن، وعاش الهاشميون، وعاش الاستقلال الذي لا يُساوم عليه